بعد هجمات باريس الإرهابية

فرنسا الوحيدة القادرة على الحفاظ على يورو 2016م
خوف ورعب وهلع .. حصيلة تفجيرات باريس التي راح ضحيتها أكثر من 140 شخصا ليس فقط بسبب هول الحدث وإنما من التداعيات أيضا التي قد تنجم من ورائه على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والرياضية.
ورغم الإجراءات الأمنية التي اتخذتها فرنسا والتي تبدو في ظاهرها تفرض حمايتها على المواطنين فإن انعكاساتها تبدو خطيرة على استضافة بلاد الفن والجمال لمنافسات اليورو صيف 2016م.
فإغلاق الحدود وفرض حالة الطوارئ ومنح صلاحيات خاصة للشرطة بموجبها يمكنهم مداهمة المنازل والأماكن العامة للبحث عن مطلوبين كلها أمور من شأنها أن تجعل من عاصمة النور ملاذا للظلام.
وفور وقوع التفجيرات انطفأت الأنوار بعد الاستجابة لحالة الطوارئ وجرى تأمين الرئيس الفرنسي أولاند الذي كان يستمتع بمشاهدة مباراة فرنسا وألمانيا الودية التي كان يستضيفها ملعب “سان دوني” في قلب باريس ولكن التفجيرات التي كانت قريبة للغاية من موقع المباراة دفعت القوات الخاصة لاتخاذ تدابيرها لتأمين الموكب الرئاسي فيما جرى احتجاز الجماهير والمنتخب الألماني داخل الملعب لحين تأمين الطرق.
وتزامنت التفجيرات بشكل متتالي ليفسر مدى نوعية العملية واحترافيتها وصعوبة تنفيذها على أرض فرنسا بهذا الشكل في الوقت الذي تستضيف فيه فرنسا فعاليات يورو 2016م خاصة أنها لم تكن المرة الأولى التي يجري تنفيذ عمليات إرهابية بهذا الشكل فجرى في السابق استهداف صحيفة “شارلي إبدو” ومقتل عدد من موظفيها.
ولا تبدو المهمة سهلة على الإطلاق بالنسبة لفرنسا فاستضافة الوفود والإعلاميين و24 منتخبا بكل ما لديهم من مؤيدين وإداريين وأجهزة فنية يبدو صعبا على الإطلاق في ظل وجود ثغرات واضحة في إجراءات الأمن التي دفعت بعض المتطرفين لاستغلالها وشن عمليات إرهابية من شأنها زعزعة الاستقرار في فرنسا.
ولم تتضح الصورة النهائية بشأن موقف الاتحاد الأوروبي ورئيسه ميشيل بلاتيني الذي يواجه حاليا عدد من الاتهامات بالفساد شانه شأن جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي الموقوف عن أداء مهامه.
ويبدو الدعم من أوروبا والغرب لفرنسا غير محدود ولكن على الإدارة هناك التأكيد طوال السبعة أشهر المنتظرة لحين بدء فعاليات يورو 2016م أن الثغرة الأمنية جرى غلقها فست تفجيرات وعمليات إطلاق نار واحتجاز رهائن ليست بالأمر الهين على مخيلة أوروبا في الوقت الذي يشهد فيه العالم مجموعة من التوترات والعنف.
وكان مشهد هبوط الجماهير إلى أرض الملعب بعد سماع أصوات التفجيرات وإطلاق النيران بمثابة رسالة على الإدارة في فرنسا وضعها في الحسبان بأن كرة القدم يمكن أن تكون عرضة لأي أعمال إرهابية لأن صداها أوسع نظرا بكل ما تحمله من شعبية ومضمون فكري يقرب المسافات بين الشعوب، فمسابقة يورو 2016م الآن على المحك وفرنسا وحدها القادرة على وضع السبل المناسبة للحفاظ عليها.

قد يعجبك ايضا