السعودية ومأزق العدوان على اليمن

عدنان العماد

إن السعودية وحلفاءها في مأزق منذ الوهلة الأولى، إذ ينعدم الغطاء الشرعي لعدوانهم كما طال قصفهم وحصارهم المدنيين بنسبة ??? واستخدمت القوة المفرطة في قصف مخازن وناقلات ومزارع وأسواق الغذاء والمواشي والدواجن والطرق والجسور والسدود والآثار والمدن التاريخية ولم يسلم من قصفهم حتى أضرحة الموتى، وكل هذا يمثل خرقا لاتفاقية جنيف وبروتوكولاتها..هذا من الناحية القانونية، أما من الناحية العسكرية فلم ولن تحقق انتصارا مهما فعلت، لأن تضاريس اليمن وجغرافيتها وحمية اليمني وشدة غيرته وقوة بأسه وصلابته صفات لن تمكنها من ذلك ..وهاهي بعد ثمانية أشهر تقريبا تتقهقر في ظل تنامي الأصوات الحقوقية المطالبة بوقف العدوان وتحرج دولي من استمرار دعمها سياسيا أو إعلاميا في ظل فشلها الذريع في تحقيق الأهداف المعلنة من إعادة الرئيس المنتهية صلاحيته أو القضاء على الحوثيين أو الحد من قدراتهم بل على العكس من ذلك أضاعت ما كان تحت يدها من أراض شاسعة يمنية في جيزان ونجران وعسير فقدت سيطرتها عليها بعد أن كانت تحت نفوذها واحتلالها  لعشرات السنين ,كما لم تحافظ على ما كان يبدو في يد عملائها في تعز والجنوب.
فها هي المدن التي ذاقت ظلم عملاء السعودية ومرتزقتها ترجع إلى رشدها وتؤوب إلى لحمتها في الجسد اليمني وتلفظ كل قذارات الداخل والخارج بعد تجربة مريرة ستدونها في ذاكرة الأجيال عن خونة وعملاء وطامحين سعوا إلى جعلها ضحية أوراق طائفية ومناطقية ومذهبية اتخذوها جسرا للصعود على جماجمها .
وهنا يأتي النصر كنتيجة منطقية لظلم عاشه الشعب طوال فترة العدوان الداخلي والخارجي وحصار طال حتى كاميرات الإعلام، وكسيرورة منطقية لمسألة بديهية أن الشعوب تبقى وأن الغزاة إلى زوال مادامت هناك شعوب حية ترفض الخضوع والاستكانة، وهو ما أثبته التاريخ وأكدته التجربة للعدوان الذين عليهم أن يفهموا بأن لا سبيل إلى التبعية ولامناص من الحرية والاستقلال مهما فعلوا ,كما أن على عملائهم في الداخل أن يفهموا بأن لاطريق إلى حكم الشعوب إلا عبر امتلاك مفاتيح قلوبها لا صواريخ أعدائها!
وإذا كانت السعودية وحلفاؤها قد دمرت البنية التحتية وقتلت الكثير من البشر في أرض الإيمان والحكمة ,فإنها باندحارها وهزيمتها لم تفعل شيئا سوى أنها ساهمت مع حلفائها ومرتزقتها في جعل الجيش اليمني رقم( ?) في العالم!

قد يعجبك ايضا