جيل يتغيب عن الإعلام
زكريا حسان –
ينسى الإعلام الرسمي طوال العام أن أغلب سكان البلد أطفال ويتجاهل هذه الشريحة في كل خرائطه البرامجية وصحافته باستثناء أيام العيد يأخذ الأطفال حيزا في برامج تقليدية مكررة حيث تقوم بعض القنوات المحلية بزيارة إلى الحدائق والأماكن الترفيهية تعيد على الاطفال أسئلة السنوات الماضية وبعض الأنشطة والفقرات المملة ¡ ولا جديد حتى بالعيد.
القضايا السياسية التهمت كل الوقت في الإعلام المرئي والمسموع والمقروء¡ أما الصحافة فهي كما هي دائما لا علاقة لها بالأطفال ¡ القائمون على المؤسسات الإعلامية لم يعيروا أي اهمية للأطفال ونسوا دورهم في التنشئة والتربية والتثقيف للأجيال التي ستمسك زمام البلاد يوما ما.
حتى إن وجد اهتمام وخصصت للأطفال مساحات إعلامية خاصة بالتلفزيون المربي الأول فلا أعتقد أن ما سيقدمه سيكون بعيد الشبه عن برامج العيد المملة نتيجة لعدم وجود الإعلاميين المختصين بإعداد البرامج الترفيهية والتثقيفية الخاصة بالطفل ¡ لكن وجود الاهتمام وتخصيص مساحة سيكون على الأقل بمثابة حسن نية واعتراف بأن لهذه الفئة الواسعة حق في الإعلام.
السموات المفتوحة ووجود الكم الهائل من الفضائيات والقنوات المتخصصة بالأطفال وغيرهم أعفتهم من مشاهدة البرامج المملة أو البحث عن فترة أطفال في القنوات المحلية ¡ ولا أعتقد أن هناك طفلا◌ٍ يمسك بالريموت ليبحث عن قناة اليمن وأخواتها في هذا الزمان ¡ فهل سيؤثر هذا مستقبلا على ولائهم لبلد لا يجدون أنفسهم فيه وينفرون من وسائله الإعلامية ¡ وكيف لهم أن يتعرفوا على الموروث الثقافي والحضاري ويحترمون عادات المجتمع وتقاليده وهم يستقون ثقافة ومعارف من قنوات خارجية ويتشربون من تقاليد قنوات تابعة لبلدان تختلف تقاليدها جذريا عن بلدنا.