رغم غموض هويتها
استطلاع / هيثم القعود
غدت تجارة الأرصفة أو ما يعرف ب ” البسطات ” في الشوارع اليوم واحدة من اكثر الأنشطة التجارية ازدهارا في الأسواق اليمنية التقليدية إذ تسهم سلسلة الاغراءات التي تقدمها للمستهلك في جذبه دون هوادة ،لكن الأسعار المنخفضة التي تباع بها تكشف عن سرها، نموها واتساعها الدفين، على أنها في جانب خفي مظلم تخفي معلومات هامة تخص صلاحيتها للاستهلاك ومدى تطبيقها للمواصفات وراء أظهرها. من يقتنيها وكيف يتعامل معها الجمهور تجدونه مفصلا أدناه.البداية كانت مع الدكتور في علم الاقتصاد: عيسى أبو حليقة حيث أكد : إن تجارة الأرصفة باتت في انتشار وتزايد لافت عكس عن السابق , ولكنها اليوم أصبحت الرفيق والظل الدائم للمستهلك بالرغم من عدم وجود جهات رقابية ومحاسبية تراقب هذه التجارة في أماكن بيعها.. حيث إن هناك كما يقول : العديد من السلع الغذائية بمختلف إشكالها وألوانها تباع وبشكل سريع مهما كانت مدة صلاحيتها قصيرة لما لها من إخطار اقتصادية وبيئية وصحية والسبب كما يشير :هو عدم بيعها في مكان مخصص , وكذلك لعدم خضوعها لمعايير الجودة لما تشكل من ازدحام في كثير من الأماكن التي يتم بيعها للمستهلك , وأشار بنصيحة جادة : لو نريد تحسين الصورة العامة لتجارة ” الأرصفة ” فمن المحبب إنشاء سوق عام لكل المنتجات التي تباع على الأرصفة بحيث يتم الإشراف والرقابة الكاملة عليها.
خطر اقتصادي
لم تعد تجارة ” الأرصفة ” بسيطة التأثير , بل اصبحت كـ خطر اقتصادي (ملغوم) لما تمثل في صورة ضرائب الدخل , والأرباح التي تجنيها الأسواق و المحلات التجارية.. حيث يتحدث (أنور العصواني) مدير فرع شيراتون بمصرف الكريمي: إن تلك الظاهرة حازت وبتزايد مستمر على أرصفة وشوارع العاصمة خصوصاً مع أزمة المشتقات النفطية. ولمح : انه في البداية كانت تجارة الأرصفة قليلة جداً كالماء , والفاين , وبعض الحلويات والعصائر ولكن مع أزمة المشتقات النفطية أصبحت وبشكل ملفت ومزعج تهدد الحياة العامة بالإضافة إلى أنها لا تحمل أي معيار من معايير الأمن وسلامة البيئة بسبب تعرض بعض المنتجات كما يقول للشمس وسوء التخزين وتسمم غذائي حاد للمستهلك.. ويتعجب بقوله : إن أسعار تلك السلع ترتفع إلى الأعلى شبيهة بالمحلات التجارية , أما أسعار السلع التصريفية فدائماً منخفضة نظراً لقرب انتهائها وتدكسها لدى أصحاب الجملة.
رخص زهيد
(أكرم لقمان) صاحب بسطة تجارية تحتل جزء أشبه بحيز (المحل التجاري) على شارع التحرير أكد: إن منتجاته لاقت رواجاً وقوة شرائية هائلة من المارة والمستهلكين على الرصيف حتى إن شمس الظهيرة لا تغادر إلا وقد باع أكثر من 70 % من بضاعته.. وعن نوعية البضائع والسلع التي يجلبها أكرم ومدى ضررها الصحي كما يتردد على لسان بعض المستهلكين أشار : إن بضاعته جميعها غذائية متنوعة مابين العصائر, ومعلبات التونة , والحلويات بجميع أصنافها.. وعن ضررها أكد : انه يحمل الضمير ومبدأ الإنسانية قبل أن يبيعا للمستهلك.. مؤكداً إن سبب بيع السلع برخص زهيد هو نتيجة التراكم والتكدس للمنتجات من قبل أصحاب بيع الجملة ملمحاً: إن بضاعته لها فترة صلاحية لا باس من خلالها تبث للمستهلك روح الطمأنينة لشرائها. فيما (سعيد الدبعي) صاحب ” محل عطورات ” أشار بحد تعبيره : انه منزعج تماما من أصحاب تجار الرصيف من احتلال حيز من مساحة المحل , والاستيلاء على الزبائن المحتملين , إضافة إلى الإزعاج والصراخ عبر مكبرات الصوت.. معززاً بقوله : إننا كـ أصحاب محلات تجارية نتحمل عبا وكاهن ثقيل نتحمل الضرائب , والجمارك , وإيجار شهري بالإضافة إلى مصروفات أخرى.. مطالباً أمانة العاصمة ووزارة الإشغال للحد من تلك الظاهرة التي باتت خطر علينا وعلى مصدر رزق أطفالنا.
تقليص للبطالة
صحيح أنها تعين المواطن البسيط على قضاء حاجته اليومية ولكن من اللازم وضع لوائح وقوانين رقابية للحد من تلك الظاهرة وخصوصا السلع الغذائية التي تشكلت مؤخراً بمثابة ” قنابل مؤقتة “. فاليوم وكما تقول (علياء السقاف ) : إن الحرب والأوضاع الاقتصادية الحرجة للبلد ضاعفت حجم تجارة الأرصفة إلى ما يقارب 80% وأكثر بتنوعها من ملبوسات , وأدوات منزلية بالسعار معقولة ومتناسبة لمحدودي الدخل.. حيث إن من إيجابيتها كما تشير : أنها ساهمت في تقليص البطالة بنسبة بسيطة وأتاحت العمل لكل فئات الأعمار.