الفاكهة اليمنية تتكدس في الأسواق المحلية

استطلاع/ أمين الجرموزي
قدر خبراء زراعيون أن إنتاجية الفاكهة في بلادنا تراجعت بنسبة 30% خلال العام 2015م وذلك بسبب العدوان السعودي والقصف على المزارع وممتلكات المزارعين في المحافظات الزراعية الشمالية الغربية بالإضافة للحصار الذي منع تدفق الفواكه اليمنية إلى الخارج  مما تسبب في تخمة المعروض للفواكه في الأسواق الشعبية وعدم وجود بدائل أخرى -كالتخزين وغيره- للحفاظ عليها من التلف كما تسببت زيادة العرض وانخفاض القدرة الشرائية لدى المواطنين في تكدسها في الأسواق .
انعدام البدائل
وكما يشير عبدالله مصلح بائع فواكه في احد الأسواق الشعبية أن الأسواق ممتلئة بالفواكه بمختلف أنواعها وان نسبة الإقبال على الشراء من قبل المواطنين منخفضة بسبب الوضع المالي الصعب لديهم , ويضيف عبدالله: إن ذلك أدى إلى رواج الفواكه وتكدسها في الأسواق والمحلات بكثرة وخاصة وأنه لا توجد بدائل أخرى للاستفادة من الفواكه وتخزينها لوقت انعدام موسمها واستهلاكها في مواسم أخرى وبالذات مع انعدام الكهرباء بشكل مستمر وكذلك انعدام المشتقات النفطية والذي لهما الدور الفعال في ترويج الفواكه وتخزينها .
انخفاض القدرة الشرائية
بائعو الفواكه في الأسواق والمحلات هم الآخرون يشكون من ضعف السوق والقدرة الشرائية لدى المواطنين بسبب الأوضاع المالية الصعبة نتيجة العدوان الذي فاقم من معاناة المواطنين وزاد من شريحة البطالة بينهم مما قلص القدرة الشرائية لدى المواطنين على شراء الفواكه وخاصة مع دخول فصل الشتاء .
موقف مأزوم
الحاج ناصر الوضاحي أحد المزارعين الذين يصدرون الفواكه إلى الخارج منذ سنين بشتى أنواعها وذلك عن طريق تصديرها إلى الخارج وبالذات إلى الدول المجاورة وأيضا العمل كوسيط بين المزارع والباعة في الأسواق داخل العاصمة صنعاء ويعمل في التوزيع على بعض الباعة الذي يتعامل معهم موسمياً بحسب موسم الفواكه , ولكن واقعه اليوم غير ذلك فقد وجد الحاج ناصر نفسه في موقف مأزوم وحرج وذلك نتيجة العدوان السعوامريكي الغاشم على اليمن والحصار المفروض على اليمن منذ بداية العدوان الأمر الذي قلص عمل الحاج ناصر وغيره من تجار بيع الفواكه في تصدير الفواكه إلى الخارج وخلق باب التنافس لدى التجار, وأكد الحاج ناصر أنه لجأ إلى تصدير الفواكه إلى الأسواق المحلية بدلا من تصديرها إلى الخارج والذي كان يجد فيه أرباحاً أكثر.
تخمة في الإنتاج
ويضيف الحاج ناصر: إن الأسواق الشعبية تعج بالفواكه بمختلف أنواعها بسبب الحصار المفروض من قبل العدوان وعد السماح لهم بتصدير الفواكه إلى الخارج ويعلل ذلك بأن العدوان يستهدف البنية الاقتصادية ويحاول أن يدمرها وذلك من خلال منع التصدير والاستيراد إلى داخل البلاد وهذا بدوره أدى إلى ركود اقتصادي – بحسب قوله – وساهم في انخفاض رؤوس الأموال لدى التجار ورجال الأعمال .
صادرات سنوية
وهناك بعض أنواع الفواكه التي تتواجد بكثرة هذه الأيام في الأسواق الشعبية وهي الموز والتفاح والعنب وهناك فواحة أخرى تحتل حجم الصادرات السنوية إلى دول الخليج والشام مثل الرمان والتين الشوكي وغيرها من الفواكه حيث يُقبل على شرائها مواطنو هذه البلدان بشكل كبير وواسع ولديها إقبال منقطع النظير في هذه البلدان, ولكن مع استمرار العدوان السعودي الأمريكي الغاشم على البلاد وحصاره المفروض على المنافذ البحرية والجوية والبرية لم تصدر هذه الفواكه وذلك في إطار الحصار الاقتصادي الذي ينتهجه العدوان على البلاد منذ بدايته .
ويذكر احد المزارعين بمنطقة بني حشيش يحيى صلاح أن العائدات السنوية لصادرات الفواكه يستفيد منها الكثير من الأشخاص وحتى الحكومة , وذلك من خلال تشغيل أياد عاملة كثيرة أثنى قطف الثمار وتجهيزها للتصدير وعند تصديرها للخارج , ويشير صلاح إلى أن العائدات السنوية للفواكه تقدر بالمليارات وتختلف من سنة إلى أخرى حسب كمية الإنتاج من الفواكه وحسب كمية الصادرات إلى الخارج .
تنافس محموم
ويتهافت الكثير من المواطنين على الأسواق الشعبية كونها تحتوي على العديد من الأنواع المختلفة من الفواكه والمتواجدة بكثرة في الأسواق الشعبية والتي يقبل عليها المواطنون نظراً لانخفاض أسعارها وتواجد العديد من الأنواعاً العديدة من صنف واحد لكل نوع من الفواكه وهذا ما جعل التنافس محموماً ومكثفاً للباعة في الأسواق الشعبية .
ويرى المواطن عبدالرحمن شرهان أن الأسواق الشعبية تمتلئ على مدار السنة بالكثير من الأنواع المختلفة للفواكه على عكس الكثير من البلدان والتي تأتي الفواكه فيها موسميا ولأشهر محددة فقط , ويعلل ذلك بسبب البيئة المناخية المناسبة والتربة الخصبة التي تتميز بها اليمن عن سائر البلدان في العالم وهذا ما جعلها بيئة خصبة لزراعة العديد من الأنواع للفواكه والخضروات التي تقطف على مدار السنة دون انقطاع .
ارتباط موسمي
ترتبط زراعة الفواكه بالمواسم الزراعية في أغلب بلدان العالم وذلك لطبيعة كل فاكهة وما تحتاج إليه من مناخ وبيئة مناسبة لزراعتها ومساعدتها على النمو , وتختلف هذه المواسم في اليمن حيث نرى العديد من الفواكه تظهر على مدار السنة على خلاف بقية البلدان التي تظهر فيها الفواكه موسمياً فقط , وقد ساعد هذا الكثير من المزارعين على الاكتفاء ببعض الأنواع من الفواكه والتي تدر دخلاً عليهم سنوياً , وقد لوحظت هذه السنة زيادة في إنتاج الفواكه وذلك عدم وجود تصدير للخارج لكثير من أنواع الفواكه الأمر الذي جعل الأسواق المحلية والشعبية تعج بالفواكه وبأسعار منخفضة تتناسب مع أصحاب الدخل المحدود وشريحة الفقراء.

قد يعجبك ايضا