ما بين جنيف وجنيف مجازر وجرائم بحق الإنسانية..!
تأتي دعوة الأمين العام للأمم المتحدة لعقد حوار آخر في جنيف بين الأطراف اليمنية بعد مضي عدة شهور على جنيف الأولى، فما الذي حققه جنيف 1 حتى تتم الدعوة لجنيف أخرى سوى تضييع الوقت وتقديم الفرص للعدوان السعودي وتحالفه لارتكاب مجازر وجرائم حرب ضد الشعب اليمني، وانتشار الجماعات الإرهابية من داعش والقاعدة وأخواتها وتوسعها في الأراضي اليمنية.. وتوجيه سياط الجلد على الضحية وتبرئة الجاني وتبرير أعماله الإجرامية اليمن يتعرض لعدوان غاشم وجائر وفُرض عليه حصار جائر تجاوز سبعة أشهر دون أن يحرك المجتمع الدولي ساكناً بل بارك وأيّد بصمته على العدوان بعد أن بيعت ضمائر ومواقف قادة الدول وراسمي السياسات في البلدان العربية والغربية..
* المهم.. قبل شهور عُقد حوار جنيف 1 وهاهي دعوة أخرى لعقد حوار آخر دون أن يتغير شيء منذ جنيف 1، ومع ذلك فقد تم تأجيل عقد جنيف 2 نزولا عند رغبة النظام السعودي الذي يبدو أنه استطاع شراء مواقف وذمم من في أروقة الأمم المتحدة بأموال الشعب التي يستأثر بها حفنة من آل سعود وينفقونها في تمويل الجماعات الإرهابية وزرعها في الدول العربية لتدميرها وقتل شعوبها، وغرس العداء بين شعوب تلك الدول وشعب مملكتهم خدمة لأسيادهم في البيت الأبيض، وفي مقابل الحفاظ على ملكهم وبقائهم على عرش المملكة على حساب أقوات ومصالح أبناء شعبهم الذين أصبحوا يتسمّون باسمهم..
* ومع أنه لا يُعول على حوار جنيف آخر أن يأتي بحلٍ للقضية اليمنية ووقف العدوان الغاشم على اليمن، فالمشكلة يمنية والحل لن يكون إلا يمنيا.. ولم يُعد هناك أدنى شك في أن المشكلة ليست في مكان انعقاد الحوار بين المكونات السياسية اليمنية بل في من يرعى الحوار ومن يتدخل في شئون اليمن ويحاول فرض نفسه ورغبته وتسيير الحوار على هواه وبما يخدم رغباته وأهواءه ومصالحه هو لا مصالح اليمن وشعبه كما يدعي.. وما جاء العدوان السعوصهيوأمريكي على اليمن إلا ليفسد الود ويقضي على كل ما كان قد تم التوصل إليه من اتفاقات بين القوى والمكونات السياسية اليمنية وعلى آمال أبناء الشعب اليمني..
ومع ذلك فإن عقد حوار آخر في جنيف يُعدُ فرصة لنقل القضية اليمنية وإظهار حقيقة ما يتعرض له اليمن أرضا وإنسانا من عدوان غاشم وجائر وحصار خانق يباركه صمت دولي رهيب وغطاء أممي، لتتضح الصورة جلية أمام الرأي العام العالمي حول ما يدور على أرض الواقع بخصوص القضية اليمنية من ناحية، ومن ناحية أخرى إظهار المساعي الحسنة والنوايا الصادقة لدى الأطراف اليمنية لإيجاد الحلول المناسبة والناجعة التي تخدم اليمن وشعبه وتخرجه من المأزق والواقع الذي يعيشه وتجنبه المنزلق الذي سعت وتسعى بعض الأطراف والدول الإقليمية والدولية لإيقاعه فيه.. لذا فإن تأجيل مؤتمر جنيف بعد أن تم تحديد موعده لا يُبشر بمساعٍ أممية حقيقية – على الأقل في الوقت الراهن – لإيجاد الحل الكفيل بإيقاف العدوان على اليمن ورفع الحصار عنه وإحقاق الحق، ومحاسبة المجرم، طالما أن المجرم هو نفسه من يدير ويحرك ويتحكم بقرارات أممية تخدم مصالحه..
* وتأتي التصريحات المتناقضة التي يدلي بها بين الحين والآخر موفد الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ معبرة عن ذلك، ودليلا واضحا على التعامل بمعيارين والكيل بمكيالين حيال العدوان السعودي على اليمن، والانجرار وراء تحقيق مصالح ذاتية على حساب اليمن وحياة أبنائه، وليتضح من خلالها أنهم أصبحوا جنودا وأيادي تعمل لصالح السعودية وخدمة أهدافها في مقابل الحصول على حفنة من المال..
* المزيد من المجازر والجرائم التي يرتكبها العدوان وأياديه والسعي لتبريرها، المزيد من الانتهاكات بحق الإنسانية، القتل والتدمير واستخدام الأسلحة الفتاكة والمحرمة دوليا وغض الطرف عن الجاني المجرم وتبرئته، واتهام الضحية وتوجيه سياط الجلد نحوه، دعم الجماعات الإرهابية واستجلابها لليمن وتمكينها من بسط السيطرة بدعم لوجستي وغطاء جوي وبري وبحري وبمعرفة ومباركة أممية.. هذا ما حصل ويحصل بين جنيف عُقدت وجنيف يؤمَّل أن تُعقد رغم تأجيلها والسعي لإفشالها قبل عقدها.. فما الذي يمكن أن تحققه جنيف أخرى في حال تم عقدها في ظل مؤشرات ومساعٍ تُظهر مدى التعاون والوقوف في صف الجاني، والتكالب غير المسبوق ضد اليمن وشعبه؟!
هذا ما ستخبرنا به الأيام القادمة..