تعز وشواهد الزمن
إن الحديث عن أحداث تعز موجعة حتى العظم ومحزنة إلى الكمد ومؤلمة حتى الرمق الأخير لكل محب لها تترقرق الدمعات في عينيه على ما حدث ومازال يحدث وما آلت إليه الأوضاع بكل الجوانب، والجميع تسبب في ذلك فهناك من شارك بغرس الخنجر المسموم بالمناطقية والطائفية، وآخرون بفلق جسدها الطاهر مقابل المال، والبقية ساهموا بسموم الصمت لقتلها ، والأسوأ من ذلك من خنقها بالمكايدات والمغالطات وإلباس الباطل بثوب الحق وأعطى الحق تفاصيل السواد على جسدها المنهك والمتعب.. فلا تراجع فلذاتها عن مواقف ومواقع الموت ولا تركوها لتعالج الجراح بل زادوا بغرس رماح ونبال المكابرة وأسقطوا كل تاريخها القومي والوطني دون خجل أو حياء أو استحياء من مدونية التاريخ.. أو جثامين من قنعوا تاريخها المشرق بقبح العمالة رفعوا أسماء مناضليها على أفعالهم الدنيئة وهم في قبورهم يلعنونهم ويتمنون أن يبعثوا لتأديبهم وقذفهم بمزبلة التاريخ فتعز القومية يتحكم بمفاتنها وطهرها قطاع الطرق واللاهثون للارتزاق والعمالة والخيانة والغدر والأفعال القذرة.
وأدرك من يحبها ويعز عليه ما آلت إليه، أنه لابد لهم أن ينقذوها ويعيدوا لها اعتبارها ومكانتها الحضارية والتاريخية والوطنية فعقدوا مؤتمرهم تحت شعا “الثبات الوطني لأبناء محافظة تعز لمواجهة العدوان والإرهاب”.
وقد حرص رجالات تعز من خلال مؤتمرهم إلى تعزيز دور ومساهمة أبناء المحافظة في مواجهة العدوان والاحتلال وحلفائهم وأدواتهم الإجرامية على الشعب اليمني واستنهاض وتفعيل جهد المجتمع المحلي وتعبئته وحشد طاقاته وإمكانياته وموارده البشرية والمادية لتحرير وإنقاذ مدينة تعز من أدوات ومرتزقة العدوان وعصاباته الإجرامية وتعزيز الوحدة الوطنية والأمن والسلم والتضامن المجتمعي وحماية النسيج الاجتماعي والهوية اليمنية الجامعة من التصدع والتمزق الذي يسعى إليه العدوان وتوحيد الموقف في التعاطي مع استهداف العدوان وأدواته للمواطنين ومقدرات البلد..، وأكدوا رفضهم القاطع للعدوان وإدانته وتجريمه والتصدي له بكل السبل والوسائل واعتبار ما يقوم به مناصرو العدوان بالمحافظة أعمالاً تخريبية إرهابية وامتدادا للعدوان وجزءاً لا يتجزأ منه.
ولكل من كان موقفهم شجاعاً وبطولياً بطلب حشد الطاقات والإمكانات المادية وموارده البشرية لإنقاذ مدينة تعز من أدوات ومرتزقة العدوان وعصاباته الإجرامية وتأمين كافة مديريات المحافظة ومنافذها من التخريب والغزو والاحتلال بالوقوف إلى جانب الجيش والأمن واللجان الشعبية، وكم كانوا عمالقة وعظماء بدعوتهم إلى تعزيز الوحدة الوطنية والأمن والسلم والتضامن المجتمعي وحماية النسيج الاجتماعي والهوية اليمنية الجامعة من التصدع والتمزق الذي يسعى إليه العدوان وتحديد وتوحيد الموقف وأسلوب التعاطي مع استهداف العدوان وأدواته لبيوت المواطنين والقيادات الوطنية بما يضع حداً نهائياً لأعمالهم الإجرامية.
لقد أعجبتني وقفتهم الإنسانية بالمطالبة بضرورة دعم وإغاثة النازحين جراء الحرب العدوانية الظالمة وتأمين كافة وسائل وسبل الإيواء والرعاية وتوفير الظروف المعيشية المناسبة لهم ودعم ومساندة الجبهة السياسية والقانونية والقضائية، وأعجبني أكثر شجاعتهم التي زادتني فخرا بهم بإعلانهم تشكيل تكتل حقوقي يعنى برصد وتوثيق جرائم القتل الوحشي والتدمير الممنهج وصولا إلى محاكمة الجناة أمام المحاكم اليمنية والدولية وإلزام العدو بوقف حربه ورفع حصاره.
وما حث المجتمعين على اعتماد آلية تمثيلية وتنفيذية لمخرجاته وتنسيقية للجهود المجتمعية في خدمة المحافظة والشعب والوطن وتخويل رئاسة المؤتمر بتشكيل اللجان اللازمة وإقرار جبهة وطنية لمقاومة العدوان ومرتزقته تأكيدا لحسهم الوطني الكبير ولم يخافوا أو يرتعدوا بل استهجنوا الموقف المرتهن لجامعة الدول العربية والصمت المتآمر للأمم المتحدة على دماء النساء والأطفال، والعمل على رفد جبهات الشرف والصمود ممثلة في الجيش واللجان الشعبية في مواجهة العدوان وبذل كل غال ونفيس لتعزيز الثبات وتحقيق النصر للوطن اليمني.
ونبل أخلاقهم وحرصهم على أبناء تعز جعلهم يدعون كل المغرر بهم الواقفين في وجه الوطن خدمة للعدوان سواء أكان ذلك بحمل السلاح أو بالتضليل بالقلم واللسان أو بأي شكل من أشكال الاستخبار والتعاون والدعم وتحديد مواقع بيوت إخوانهم لطائرات العدوان وصواريخه وكذا الدلالة على منشآت بلدهم المدنية والعسكرية وكلها أعمال مجرّمة دعوتهم إلى الرجوع إلى جادة الصواب قبل فوات الأوان .
وتأكيدهم علي أهمية ملء الفراغ الدستوري للسلطة وإعادة الأمن والاستقرار وإحلال السلم الاجتماعي لمحافظة تعز ومحاكمة العملاء والخونة والمرتزقة لإدراكهم أن تعز قلب اليمن النابض وإدراك المشكلة التي يجب أن تعالج وصوبوا البوصلة نحو الاتجاه الصحيح.
عجزت النساء أن يلدن أمثالكم يا أعظم وأشجع وأنبل رجالات اليمن.