نتائج الحرب السعودية على اليمن
د. علي حسن الخولاني
بعد سبعة أشهر من بداية ما يسمى بعاصفة الحزم لم تستطع السعودية، كما وعدت، أن تقضي على “صالح” وأنصار الله، وترجع الرئيس الهارب”هادي” إلى اليمن خلال مدة زمنية قدرتها بأسبوعين، الآن نحن في سبعة أشهر من الحرب على اليمن، نتائجها على النحو التالي:
– تدمير البنية التحتية الخاصة بالشعب اليمني. – قتل الآلاف من الأطفال والنساء والشيوخ وغيرهم من المدنيين الأبرياء. – سيطرة القاعدة على محافظة حضرموت، شرق اليمن، بالكامل (ضربات التحالف العربي لم تستهدف حضرموت ولو بغارة واحدة وقد أكد “العسيري” الناطق الرسمي باسم العدوان في إحدى تصريحاته الصحفية أن هدف قوات التحالف ليس ضرب القاعدة).
– توغل القاعدة وسيطرتها على مناطق واسعة في محافظة عدن، جنوب اليمن. – مصرع المئات من قوات العدوان وخاصة من الجنود السعوديين والإماراتيين، الأمر الذي أدى بالعربية السعودية، باستئجار مرتزقة من السودان يعتقد أنهم من مليشيات “الجنجويد” التي ارتكبت جرائم الاغتصاب والإبادة الجماعية في إقليم دارفور غربي السودان، أيضاً جلب مرتزقة من السنغال والصومال، كذلك استجلاب مرتزقة من دولة كولومبيا في أمريكا اللاتينية، ويدور الحديث كذلك عن قدوم مرتزقة من موريتانيا.
– توغل الجيش اليمني مسنوداً باللجان الشعبية في عمق الأراضي السعودية بالتحديد في مناطق عسير ونجران وجيزان، وتأكيد الناطق باسم وزارة الدفاع اليمنية أن الجيش ينتظر أوامر القيادة العليا لاقتحام المدن في المناطق المذكورة أعلاه.
– رغم القصف ما تزال القوة الصاروخية اليمنية قادرة على الوصل إلى عمق الأراضي السعودية، وقد تم ضرب العديد من الأهداف العسكرية في العمق السعودي، ومنها استهداف قاعدة عسكرية قرب العاصمة الرياض.
– خسارة السعودية لمليارات الدولارات بسبب حربها على اليمن، من خلال شراء صمت بعض الدول وشراء مشاركة دول أخرى، وشراء قنوات إعلامية، وإثراء شركات السلاح من خلال شراء الأخير منها، وشراء الذمم.. الأمر الذي يجعل السعودية أمام أزمة اقتصادية خانقة، خاصة مع تهاوي أسعار النفط في السوق العالمية.
ومع انتشار البطالة والفقر داخل المجتمع السعودي، والفساد داخل المؤسسات الحكومية، واحتدام صراع الأجنحة داخل أروقة الأسرة الحاكمة، بين المؤيدين لسياسة سلمان والمعارضين لها، زد على ذلك حالة الكبت السياسي للشعب السعودي الذي لا يستطيع أن يشارك في صناعة السياستين الداخلية والخارجية لبلده، المحتكرة بيد أسرة تتألف تقريباً من خمسة آلاف فرد، كل هذه الأسباب وغيرها ستدخل السعودية، عاجلاً أم آجلاً، في حرب أهلية طاحنة تتفكك على إثرها إلى ثلاث أو أربع دول – الحوادث المأساوية التي حدثت لحجاج بيت الله الحرام في هذا العام، الأمر الذي فسره البعض باهتمام السعودية بحربها على اليمن وعدم القيام بواجباتها أمام ضيوف الرحمن، الأمر الذي أثار مطالب قديمة/ جديدة، تؤكد على ضرورة وضع الحرمين الشريفين تحت إدارة إسلامية موحدة.
– السقوط الأخلاقي والديني للسعودية، أمام الرأي العام العربي-الإسلامي، من خلال تدميرها لبلد عربي-مسلم، يوصف بأنه أصل العرب، بحجة الحرب على إيران الفارسية ومنع التمدد الشيعي، في حين يترك الشعب العربي الفلسطيني يقتل ويشرد ومقدساتنا الإسلامية تنتهك من قبل الصهاينة، بل إن أحد حلفاء المملكة في الحرب على اليمن وهي دولة قطر تعقد معاهدة دفاع مشترك مع إيران.
هذه النتائج وغيرها تؤكد تورط السعودية في المستنقع اليمني، لصالح الصهيونية العالمية المسيطرة على صناعة القرار في الولايات المتحدة الأمريكية وفي الدول الغربية عموماً، والخاسر الوحيد هي شعوبنا العربية-الإسلامية، نحن نتقاتل ونسيل دماء بعضنا، وهم أي الغرب وشركاته يأخذون الثروات ويتنعمون بها.
*أستاذ محاضر بجامعة الجزائر