وجهة نظر..أهلي صنعاء

عبدالسلام فارع

في كل مرة أزور فيها النادي الأهلي بصنعاء أشعر فيها بعراقة الزمان والمكان وأزداد عشقاً لهذه القلعة الحمراء قلعة الكؤوس والأمجاد والعراقة الموغلة في التاريخ الذي يشكل الأهلي جانباً كبيراً من أهم ملامحه وأدق تفاصيله منذ مطلع الخمسينيات من القرن المنصرم وربما من قبل ذلك التاريخ بكثير وفي كل زيارة لقلعة الكؤوس والأمجاد تشدني تلك الحركة الدؤوبة في كل أروقته فعلى سبيل المثال يكفي المرء وكل زائر للأهلي الصنعاني أن يشاهد أولئك المخضرمين من عشاق ومنتسبي النادي الأهلي وهم يتنافسون في الرياضات الذهنية ورياضة العباقرة والأذكياء بكل ذلك الود والصفاء.
حيث يقرأ المتفحص لملامحهم الودودة كل العشق والولاء وجل العبق الجميل للتاريخ الرياضي الأجمل، ويأتي الأستاذ الدكتور حسين العواضي في مقدمة أولئك العشاق والمترددين على النادي الذي تناوب على قيادته وعلى مجلس شرفه الأعلى كوكبة من أبرز القياديين والشخصيات الاجتماعية وعديد القامات والهامات الكبيرة, أما تلك الساحة الخاصة برياضة كرة السلة فإنها تستحيل عصر كل يوم إلى خلية نحل متكاملة حيث تتواصل تباعاً منافسات كرة القدم لمجموعة من الفرق التي تمثل الأحياء والحارات وهذه المعلومة عرفتها من أحد المتابعين للمواجهات المذكورة، بعد أن كنت ظننت للوهلة الأولى بأنهم من ناشئة وشباب الأهلي, وعموماً كي يتسنى لأي كاتب أن ينصف الأهلي أو يتحدث عن عراقته وتاريخه لا بد له من أن يرصد كل محطاته الخالدة ويواكبها باسهاب وفي اعتقادي بأن ذلك لن يتاتى إلا عبر مجلد وكتاب, فتحية من الأعماق لكل من أسهم في إنجاح المسيرة الأهلاوية كل بصفته واسمه.
في إشارة سابقة لمسجد الخرابة بصنعاء كنت قد ذكرت بأني سأتوقف في إطلالة قادمة عند تلكم الإمكانات الهائلة للأستاذ أحمد حجر والذي يشغل حالياً منصب الوكيل الأول لوزارة الاقتصاد لشؤون التخطيط وهو المنصب الذي شغله بكل جدارة واستحقاق بعد أن أسهم مع مجموعة من زملائه في وضع الاستراتيجيات الناجحة لاقتصاد اليمن في حكومة الراحل فرج بن غانم.
وفي مسجد الخرابة أيضاً حدثني العميد غالب حميد العدلة بأن المسجد الذي يتولى رعايته آل العدلة هو من أعرق المساجد في المنطقة وبأن الأب الروحي للأسرة عوض العدلة الذي كانت أملاكه تصل من سائلة شعوب إلى الحصبة له من الأبناء والأحفاد ما يصل إلى 800 رجل.
وفي المسجد إياه أبدى كل من المفتي عارف العدلة ورفيق دربه عبدالله صالح الفقيه استعدادهما لإقامة عديد المحاضرات في الأندية الرياضية أما الأخ محمد أحمد سليم أحد الفرسان في المجال المحاسبي والذي كان قد استهل مشواره في القطاع الخاص فندقياً فهو خير من يعرف إمكانات الرئيس السابق على عبدالله صالح حيث تعرف عليها عن كثب في العام 1971م بالحديدة.
وفي مسجد الخرابة يشكو البعض من التحكم بضخ المياه لكني أثق بأن سياسة الترشيد للمياه إيجابية أياً كانت الأصوات المطالبة بضخه للمواسير وفي هذا الاتجاه وصف أحدهم المياه الخاصة بغسل الأقدام لا تقل نظافة عن مياه الشرب في قريته أما حالات الهرج والمرج التي تسبب الوجع للأدمغة والأعصاب فقد عزاها إمام المسجد للروابط الأسرية بين كثير من المصلين.
وخارج المسجد قال الأستاذ ناصر مبخوت جسار والذي أحيل للتقاعد مؤخراً كأحد الموجهين وأحد فرسان التصحيح بأنه جوبه بجملة من المعوقات والمنغصات في مكتب التأمينات مثل قرض الإحالة إلى لجنة الطعون رغم استيفائه لكل شروط الإحالة للتعاقد.
فجع العزيز الغالي رياض الحروي بوفاة والده عبدالجبار علي الحروي الذي وافته المنية في العاصمة الأردنية عمان، وكعادته في الوفاء أثر رياض إلا أن ينفذ وصية والده رغم كل التعقيدات التي يعيشها الوطن والمتمثلة بدقة في مسقط رأسه تغمد الله الفقيد بواسع الرحمة والمغفرة وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان.. إنا لله وإنا إليه راجعون.