الصيادون..بأي ذنب يُقتَلون؟

 

اعتقد بأن آخر من يحق له الحديث عن التهريب والمهربين وعن إجراءات معاقبتهم هو نظام أسرة “سعود” الغارق حتى أذنيه في عمليات تهريب المخدرات والسموم والسلاح في بلدان المنطقة الملتهبة بفعل هذه الممارسات وحتى حول العالم كله.
لقد دأب هذا النظام الدموي الفاسد منذ أعلن عدوانه الآثم على اليمن قبل ثمانية أشهر على التزام الصمت أثر كل مجزرة يقترفها بحق المدنيين والأبرياء من أبناء الشعب اليمني الذين فاضت أرواحهم الطاهرة بشكل جماعي وهم في حفلات الأعراس ومجالس العزاء وفي الأسواق الشعبية وعلى الطرقات وحتى وهم في المساجد وفي منازلهم الآمنة بفعل الصواريخ والقنابل التي ألقتها طائرات السعودية عليهم بكل وحشية وعنجهية غير مسبوقة في تاريخ الحروب الإنسانية.
لكن التجاهل والصمت السعودي بعد جريمة قتل طائراتها مئات الصيادين في جزيرتي عقبان وكدمان بمديرية اللحية شمالي مدينة الحديدة الأسبوع الماضي لم يدم سوى خمسة أيام فقط عقب المجزرة ليطل علينا مجددا لسان العدوان المدعو عسيري ليتحدث عن مبررات واهية وسخيفة ولعلها كانت مستوحاة من واقعة ضبط أمير سعودي وبحوزته طنين من المخدرات في لبنان بقيمة نحو مليار ريال سعودي وهو يحاول تهريبها إلى بلاده..قال هذا المسخ المرتزق بأن أولئك المئات من الصيادين الذين استهدفتهم الطائرات وملأت بجثامينهم الشواطئ المحيطة بالمكان ومنعت حتى عمليات الإسعاف وجهود انتشال الجثامين ومعالجة الجرحى من خلال تنفيذ غارات متواصلة واستهداف كل من يقترب من مسرح الجريمة المروعة إنما هم متورطون في عمليات تهريب أسلحة لصالح الحوثيين..ومضى يسرد قصة ذلك القارب التقليدي الأسطوري الذي كان يقل على متنه أسلحة وكيف انه تمكن على الرغم من مراقبته الدقيقة من قبل أقمار وأجهزة “التحالف” من عبور البحار والمحيطات وتجاوز الأساطيل والبوارج الحربية الحديثة التي تعج بها المياه الإقليمية وبالتالي الوصول إلى جزيرتي عقبان وكدمان والاختلاط بعشرات من القوارب التقليدية الصغيرة هناك قبل أن تستهدفها طائرات البواسل من مقاتلي الخليج ليوسعوا في هؤلاء الأبرياء قتلا وتنكيلا بعد أن دمروا قواربهم ومصادر عيش أولادهم.
لقد بدا لسان العدوان مرتبكا ومهزوزا وهو يسوق هذه التبريرات والحجج الضعيفة لارتكاب هذه الجريمة النكراء على الرغم من أن أحدا لم يسأله عن السبب في عدم اعتراض البوارج الحربية لهذا القارب المشبوه مادام وقد كان تحت الرقابة والمتابعة الحثيثة ولماذا لم يتم ضبطه أو حتى قصفه بالصواريخ وتلافي سقوط هذا العدد الهائل من الصيادين الأبرياء ممن هم وأسرهم في أمس الحاجة للمساعدة ومد يد العون لهم في مواجهة قسوة الحياة وشظف العيش في ظل انعدام مشتقات النفط وما خلفته من تداعيات سلبية على مهنتهم المحفوفة بالمخاطر والمعاناة الدائمة والحرمان المقيم عوضا عن الصواريخ وقنابل الموت والدمار القادمة من الأشقاء وطائراتهم.
لم تحمل تبريرات “عسيري” سوى المزيد من الأدلة القاطعة على تعمد العدوان في قتله هؤلاء البسطاء الذين يكدون طويلا في الأعماق للحصول على الأسماك وبيع أجودها في الأسواق السعودية التي أرادت على ما يبدو مكافأتهم على هذا المعروف بإزهاق أرواحهم وضمان ضياع أطفالهم وأسرهم الذين وجدوا أنفسهم أثر غارة سعودية عابثة وقد فقدوا من يعولهم والقوارب التي يعتاشون منها..ويبقى السؤال الكبير تُرى بأي ذنبٍ اُستبيحت وتُستباح دماء هؤلاء الصيادين؟؟

قد يعجبك ايضا