مع انسداد الحلول السياسية لا خيارات إلا مواجهة العدوان الغاشم
حوار / محمد مطير
الأمم المتحدة تقفز فوق الواقع وتذهب لتحقيق أهداف أمريكا
ترحيب آل سعود على لقاء جنيف كان صوريا لتخفيف الضغط الدولي عليهم
الحل بفصل ملفي التفاوض:(يمني- يمني) و(يمني سعودي)
قال الأمين القطري المساعد لحزب البعث العربي الاشتراكي – قطر اليمن الأستاذ محمد محمد الزبيري أن تحالف العدوان مازال يحشد مستعيناً بلفيف مرتزقته من دول شتى ليس سعياً من أجل تغيير معادلة التوازن فحسب بل لأنه يسعى جاهداً لاحتلالنا والسيطرة على قرارنا الداخلي والخارجي.
وألمح إلى أن المسألة أكبر من أن تؤطر في إطار المفاوضات, وأن من السذاجة بمكان غض الطرف عن أهداف مشروع معد سلفاً يستهدف تقسيم اليمن إلى أقاليم .
وأكد الزبيري في حوار صحفي أجرته الثورة معه أنه لا رغبة جدية حتى الآن في حل المشكلة دون تحقيق الأهداف السعودية التي لم تتمكن بعد سبعة أشهر من فرضها.
كاشفا أن الموافقة السعودية على لقاء جنيف كان صوريا وهروباً إلى الأمام لتخفيف الضغط الدولي الذي أصبح يرى بأنها حرب عبثية غير ذات جدوى حيث عادت السعودية لعرقلة مساعي الحل لتعلن من جديد أنه لا يوجد تفاوض وإنما وضع آلية لتنفيذ القرار الأممي (2216) .
ولفت إلى أن الأمم المتحدة تقفز فوق الواقع وتدخل من أبواب لا تحقق الأهداف الوطنية وإنما تذهب لتحقيق أهداف أعضاء مجلس الأمن وعلى رأسها أمريكا..
وفيما يلي نص الحوار:
ما توقعاتكم لمساعي المبعوث الدولي الأخيرة لانعقاد مفاوضات جنيف نهاية الشهر الجاري؟
– لا نريد استباق الحدث ونحن نحتاج إلى السلام ونسعى من أجله غير أن معطيات الواقع لا تبشر بنتائج ايجابية لاعتبارات عدة , أولها :
أن العدوان مازال يحتشد ويحشد مستعيناً بلفيف مرتزقته من دول شتى ليس سعياً من أجل تغيير معادلة التوازن فحسب بل إنه – فيما يبدو لي يسعى جاهداً فيما لو تمكن من احتلالنا والسيطرة على قرارنا الداخلي والخارجي مما يوحي بأن المسألة أكبر من أن نؤطرها في إطار المفاوضات. وإن من السذاجة بمكان غض الطرف عن أهداف مشروع معد سلفاً يستهدف تقسيم اليمن إلى أقاليم ونفوذ عبر عنها المطيع هادي في وقت سابق وهذا ما يرفضه كل اليمنيين .
وثانيها: أن الطرف الثاني المسمى بالشرعية لا يملك حق القرار وهو يجرد نفسه خنجرا لتمزيق اليمن وتدمير مقدراته ومكتسباته وقتل أبنائه أو قل إن شئت أداةً لتنفيذ ما يحلم به آل سعود وأسيادهم، وبالتالي حين لا تملك قرارك فمن المنطقي أن لا تكون طرفا للحسم، أضف أيضا إذ كيف تحاور في الشأن الوطني من لا يمتلك صفةً وطنية تؤهله للدفاع عن الحقوق الوطنية بعد أن سحق أبناء الوطن مستعيناً بقوة الأسياد الخارجيين ليستقوي بهم على أبناء جلدته ليعيدوه على أشلاء شعبنا حكاما وهم بالفعل كما يتحدث الجميع عنهم اليوم في الشارع اليمني وبين أوساط المثقفين لا يختلفون عن ابن العلقمي الذي فتح أبواب بغداد للأجنبي.
وثالثها: أن هؤلاء لا يبحثون عن حل للأزمة والدليل أن مباحثات مسقط والتي حضرتها أطراف دولية ممثلة بالاتحاد الأوروبي وأمريكا وبريطانيا وفرنسا وروسيا وبحضور ضباط استخبارات سعوديين قد تم الاتفاق فيها على سبع نقاط عرضت على مجلس الأمن في وقت لاحق وحازت على إجماع دولي غير أن السعودية عادت لتقول بأنها لا تثق بأنصار الله والمؤتمر واشترطت كما تعرف موافقة خطية منهما وعندما تم لها ذلك وحرر كل منهما مذكرةً خطيه للأمين العام للأمم المتحدة معلنين التزامهما بالقرار الأممي (????) عادت السعودية لعرقلة مساعي الحل لتعلن من جديد أنه لا يوجد تفاوض وإنما هو وضع آليه لتنفيذ القرار الأممي, وتشير معلومات دقيقة نشرت في المواقع الإخبارية والقنوات الرسمية على لسان دبلوماسيين سعوديين أن السعودية طلبت تأجيل ما تسميه بمؤتمر جنيف (2) لعدة أسابيع وأن يكون جدول أعمال هذا المؤتمر محددا باستسلام الحوثيين وتسليم أسلحتهم وعودتهم إلى مناطقهم، مما يعني أنه لا رغبة جدية حتى الآن في حل المشكلة دون تحقيق الأهداف السعودية التي لم تتمكن بعد سبعة أشهر من فرضها، وباعتقادي أن الموافقة على لقاء جنيف كان هروباً إلى الأمام لتخفيف الضغط الدولي الذي أصبح يرى بأنها حربا عبثية غير ذات جدوى
ورابعها: أن النقاط السبع لا يمكن تطبيقها في ظل غياب أطراف أخرى أساسية في الساحة الوطنية فغيابها يدخل الوطن في دائرة من الصراع لأن غيابها من التفاوض يعني غيابها في التنفيذ والالتزام أما فيما لو كان حوارا مع السعودية فلا يحق لطرف أن يدعي تمثيل اليمن أو تقديم تنازلات عنه إلا جهة شرعية وطنية منتخبة وفي خلاصة القول: إن هذا التفاوض مازال يتعمد خلط الأوراق رغبة في تعقيد هذه العملية فهناك اعتداء سعودي على اليمن خلافا لكل القوانين الدولية وهناك خلاف داخلي ولو كان هناك رغبة للحل لفصل الملفين للتفاوض كل ملف على حدة.
لماذا إذا تتهرب السعودية من الواقع في أن تكون طرفا رئيسيا في المفاوضات.. ولماذا تتجاهل الأمم المتحدة هذا الأمر؟
– تحاورت كل القوى السياسية في موفنبيك ووصلت إلى اتفاق على كل شيء وعندما تمحور النقاش حول مجلس الرئاسة وتسمية رئيس الجمهورية نفاجأ بقيام السعودية بالاعتداء على اليمن لإفشال الحوار اليمني اليمني لأنها لم تجد من الشخصيات المرشحة من يرتبط بفلكها ولأنها لا تريد لليمنيين الاتفاق في ظل توكيلها بتنفيذ المشروع (الصهيو-أمريكي) في اليمن والمنطقة ..
السعودية ومن خلفها دول الخليج والتحالف شنوا عدوانهم بحجة التبعية لإيران.. وفي الأسبوع الفائت توقع قطر مع إيران اتفاقية أمنية .. كيف تفسرون ذلك؟
– نعرف تماماً أن أنصار الله كانت علاقتهم بقطر أثناء الحروب الست علاقة إيجابية وكانت قطر عنصراً أساسيا في التفاوض ولم تكن علاقة أنصار الله مع إيران إيجابية في حينها إلا أنها وبُعيد الحرب السادسة تحسنت لأن إيران في منهجها تدعم كل حركات التحرر المظلومة، لكنها ظلت علاقة في إطار رفع الظلم عن أنصار الله ولم نرى في الواقع ما يدل على الثقل الإيراني في اليمن لا بالسلاح ولا بالمال وكما ترى أننا رغم ظروف الحرب والحصار لم نرَ الدور الإيراني المزعوم ولعل هذا الادعاء قد بني على موقف أنصار الله السياسي من طبيعة الصراع في المنطقة والمنحاز لمحور المقاومة والقضية الفلسطينية والذي استفز السعودية وحلفاءها وتقاطع مع المشروع (الصهيو- أمريكي) الموكل تنفيذه للسعودية, هذا المبرر الحقيقي وإلا ما الذي يفسر التقاء دول هذا الحلف رغم تناقض أهدافها فهل جمعهم الأمريكي بالقوة لمحاربة اليمن وتوحدت راية العرب أخيرا لإخضاعنا للبقاء في حظيرة الذل .. ولعل الصمود والانتكاسات المتلاحقة التي لحقت بالحلفاء قد عجلت بسرعة الاتفاق الأمني القطري الإيراني كخطوة استباقية لتأمين نفسها فيما لو أن هذا التحالف وكما يبدو يسير للانكسار والتقهقر أولاً، أو قل نفاذاً بجلدها قبل وقوع الفأس برأسها .. وفي الحقيقة أن غياب الهدف والمبادئ تجعل هذا الموقف الانتهازي غير مستغرب وقد اعتادت قطر أن تمارسه ببراعة ليس دفاعا عن مشروع إخواني كما يعتقد البعض بل لأن السياسة الأمريكية تسير نحو الإبقاء على قطر لتحافظ على بقائها عند ساعة الانهيار الوشيكة لدول الخليج وكيف لا وهي المنفّذ الأمين للتوجه الأمريكي ومكائده في المنطقة والتي يوجد فيها أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في العالم.
هل التنسيق بين القوى السياسية المناهضة للعدوان في التصدي للعدوان وإدارة البلد خاصة بين أنصار الله وحزب المؤتمر عند المستوى المطلوب؟
– بالنسبة للقوى السياسية التي لم تذهب لمؤتمر الرياض تتفق ضمنيا بالوقوف في خندق واحد ضد العدوان انطلاقا من أهداف هذه القوى ولكنها قد تختلف في كيفية التفكير في إدارة الأزمة وتتباين في وجهات نظرها بالنسبة للتفاوض والحوار ..
من المتعارف عليه أن تدعو الأمم المتحدة لوقف العدوان والحرب ورفع الحصار الجائر قبل أي مفاوضات, ولكن لم تعمل ذلك .. فما تعليقكم على ذلك؟
– نحن في البعث بعثنا بمذكرة للمبعوث الأممي, وأوضحنا له أنه يجب إيقاف العدوان ورفع الحصار لإثبات حسن النوايا.. وكذا فصل الملف اليمني عن الملف السعودي ليتم الحوار على بناءٍ سليم مفهوم المعالم وواضح النتائج ضمن مرحلتين الأولى بين اليمنيين أنفسهم سيما وأنهم كانوا قد أوشكوا على الانتهاء من هذا الملف ثم يليه ثانيا الحوار على الملف السعودي اليمني بما يحفظ السيادة والأمن والسلام لكل طرف.. على أن يكون الحوار شاملا لكل الأطراف اليمنية لتكون ملزمة بتنفيذ ما اتفق عليه بترجمته إلى الواقع، ونحذر من اجتزاء الحلول أو اجتزاء أطرافها، كونها ستعاود بجهدكم النكوص كسابقاتها .. وأن تكون النقاط السبع هي المدخل للحوار.. ولقد سعينا إلى تحرير هذه المذكرة لإدراكنا بأن الأمم المتحدة تقفز فوق الواقع وتدخل من أبواب ًلا تحقق الأهداف الوطنية وتذهب لتحقيق أهداف أعضاء مجلس الأمن وعلى رأسها أمريكا .
عن ماذا تكشف تصرفات الغزاة في بعض المدن الجنوبية التي سلموها للجماعات الإرهابية؟
* في لقائنا بالمبعوث الأممي في صنعاء قلنا له: تطلبون من كل المسلحين الانسحاب من المدن فمن سيملأ الفراغ في ظل عدم وجود دولة, ويعني أنكم بهذا العمل تسعون لإحلال القاعدة وتمكينها من السيطرة على اليمن وهذا ما حصل بالفعل مع انسحاب الجيش واللجان الشعبية من المحافظات الجنوبية حلت القاعدة بديلا عنها بمساعدة خليجية وسعودية وهذا بات معروفا لكل اليمنيين ويؤكد هذا الفعل أن السعودية راعية الإرهاب الأول بكل معانيه وهي المنفذة والممولة لتحويل المنطقة إلى فوضى يُسهل للمشروع (الصهيو-أمريكي) تفتيت الشعوب والتحكم في مصائرها .
ما تحليلكم للتدخل السوداني العسكري السافر في هذا التوقيت؟
– كل المحللين يتفقون على أن الدفع بالسودانيين إلى عدن يأتي دعما للإخوان في إطار الخلاف الإماراتي السعودي على كيفية إدارة عدن والحصول على امتيازات الموقع الجغرافي, وهذا الاعتقاد سطحي ويتعامل مع الحدث بشكل سطحي لأن المشروع الشرق أوسطي واحد وستلحق بالسودان دول أخرى إلى عدن خوفا من تحرك الجيش واللجان الشعبية واقترابها من عدن لإعادتها لأحضان الوطن .
من وجهة نظركم ما هي مكامن الحل لإيقاف العدوان والحروب الداخلية؟
– إننا نرى في حزب البعث أن الحلول تنطلق من: التمسك بالحوار الشامل بدون تجزئة وبمشاركة كل المكونات ولا يحق لأي طرف الادعاء بأنه يمتلك حق تمثيل الشعب .. لا حوار تحت ظل الضغط الخارجي والتدخل الدولي ويجب أن يكون يمنياً يمنياً ولا نرفض مساعدة الأشقاء والأصدقاء غير المنحازين في تقريب اليمنيين إلى طاولة الحوار .. نرفض وندين العدوان الخارجي على اليمن وسنعمل على مقاومته والاصطفاف مع الشعب في جبهات القتال دفاعا عنه. لا حوار مع ما يسمى بالشرعية بعد استعانتها بالخارج لقتل أبنائنا وتدمير كل البنى التحتية ومحاصرته. وندعو كل القوى التي اختارت أن تكون مع العدوان مراجعة حساباتها وتحكيم العقل والمنطق والعودة إلى جادة الصواب وإدانة العدوان إلى والاصطفاف مع الشعب في مواجهته كشرط لعودتهم إلى طاولة الحوار.
ومن الحلول نرى أن الطريق إلى إعادة الدولة ومؤسساتها وخلق الاستقرار وتوحيد الجبهة الداخلية ضروري ويبدأ من: تشكيل حكومة وطنيه لإدارة الأزمة وتنفيذ ما تم الاتفاق عليه في حوارات موفنبيك. ودعوة كل موظفي الدولة والعسكريين إلى العودة لممارسة أعمالهم بغض النظر عن انتماءاتهم. وإصلاح كل الاختلالات في هيئة الرقابة واللجنة العليا للانتخابات واستكمال بناء وإعادة تشغيل الهيئات المتفق عليها في حوار موفننبيك. وسرعة عقد مؤتمر الجبهة الوطنية كوعاء جامع لكل مكونات الشعب الحزبية والجماهيرية.
ما الرسائل التي تودون توجيهها؟
– إن معركتنا اليوم مع الغزاة والانفصاليين والإرهابيين أينما وجودوا داخل اليمن واجتثاث شأفتهم. وإن محاولة خلط الخنادق والأوراق ورفع الشعارات الطائفية والمذهبية لن تعمينا عن رؤية الحقيقة الهادفة إلى محاولة تمزيق الوطن وربط أجزائه بالمصالح الاستعمارية. وندعو الأمم المتحدة لإدانة العدوان ورفع الحصار عن اليمن. وندعو كل دول العالم الحرة للوقوف مع اليمن وفضح العدوان والجرائم التي ترتكبها دول الحلفاء ضد اليمن ومد يد العون والمساعدة لإخراجه من وضعه المأساوي والإنساني. وندعو كل منظمات حقوق الإنسان الدولية لإدانة العدوان والمشاركة في الدفاع عنه وتقديم كل المساعدات والعون والإغاثة لأبنائه. وندعو كل حلفائنا للانتباه لما يخطط لقوى الثورة وجرها إلى مواقع الاسترخاء والاستسلام والابتعاد عن أهداف الثورة تمهيدا لحرفها عن مساراتها وضربها. وإن المراجعة للأخطاء وتقويمها والإنصات لشكوى المواطنين أمر ضروري يساعد على تجنيب المسارات الثورية الردة المفاجئة.
كلمة أخيرة ؟
– نؤكد أنه مع الانسداد السياسي ليس هناك ثمة خيارات إلا مواجهة العدوان بالاعتماد على الله والذود عن حياض الوطن.