{ صنعاء/سبأ –
عقدت أمس بصنعاء حلقة نقاشية بمناسبة إحياء الذكرى الـ45 لـ” ملحمة
السبعين يوماٍ التاريخية شهادات وقراءات بين جيلين” والتي تصادف
الـثامن من فبراير 1968م نظمها المركز اليمني للدراسات الدبلوماسية
والعلاقات الدولية.
وفي الفعالية التي أدارها الدكتور حسن مكي و شارك فيها رموز من
الضباط الأحرار الذين شاركوا في الدفاع عن ثورة 26 من سبتمبر
الخالدة وساهموا في معارك النضال والحرية في ملحمة السبعين يوماٍ
أكد رئيس المركز الدكتور علي الغفاري أهمية الاحتفاء بهذه الملحمة
العظيمة التي تجاهلها الإعلام والسلطة واختفت من مناهج التعليم في
تذكير الأجيال بهذه الملحمة التاريخية التي مثلت تاريخا فاصلا بين
النظام الجمهوري وبين قوى الرجعية والتخلف والإمامة.
وقال :” أن حضوركم اليوم للمشاركة في إحياء الذكرى الـ45 لملحمة
السبعين له دلالة عظمية للإدلاء بشهاداتكم وتوثيقها للتاريخ باعتباركم
القادة الحقيقيين لثورة 26 من سبتمبر و من رموز الثوار والمناضلين
الذين كان لكم الدور الكبير والبارز في الدفاع عن صنعاء أثناء حصار
السبعين مع أعضاء المقاومة الشعبية في السهل والوادي والجبل كون
سقوط صنعاء كان يعني سقوط الثورة ورجوع الحكم الملكي الإمامي البائد
الذي أفل نجمه إلى غير رجعه صبيحة الـ26 من سبتمبر الخالدة.
ولفت إلى أن الهدف من هذه الفعالية هو إحياء المناسبة الخالدة التي
ستتذكرها الأجيال القادمة باعتبارها عملية مفصلية في تاريخ اليمن
المعاصر وعرض شهادات حية لبعض القادة الفعليين لثورة سبتمبر وملحمة
السبعين يوماٍ وإبراز تلك الأدوار النضالية التي سطرت ملاحم بطولية في
ميادين الشرف والقتال وساهمت في صنع تاريخ اليمن المعاصر.
ونوه الغفاري بأن هذه الشخصيات الحاضرة كان لها الدور والفضل الكبير
في غرس وإرواء شجرة الحرية والكرامة في نفوس أبناء الشعب اليمني
شماله وجنوبه وكفيلة في توضيح وكشف المزيد من الأسرار التي لازالت
مغمورة ومجهولة عن العبور الثوري نحو النصر الذي تحقق في الثامن من
فبراير 1968م .
بعد ذلك بدأت أعمال الحلقة النقاشية التي قدمت فيها شهادات وقراءات
بين جيلين لرموز الضباط الأحرار المشاركين في ثورة 26 سبتمبر ومرحلة
الدفاع عن ملحمة السبعين يوماٍ كلُ حسب موقعه آنذاك وفي مقدمتهم”
اللواء المناضل عبداللطيف ضيف واللواء حمود محمد بيدر اللواء احمد
محمد المتوكل اللواء علي عبدالله السلال اللواء احمد عبدالرحمن قرحش
اللواء محسن خصروف اللواء علي محمد هاشم بالإضافة إلى شهادات لبعض
من اعضاء المقاومة الشعبية المشاركين في الحلقة النقاشية والذين كان
لهم دور ثاني مع القوات المسلحة والأمن للمشاركة في ملحمة السبعين
يوماٍ ومنهم” الدكتور فضل أبو غانم اللواء عبدالرحمن حسان العميد
دكتور عبدالملك عشيش حمود الطاهش وحميد غانم والدكتور محمد صالح
قرعة.
استعرض المشاركون الأدوار البطولية والمعارك التي دارت رحاها حول
العاصمة صنعاء من كل جانب والتي حققت نتائجها انتصار وصمود صنعاء
ورفضها ومقاومتها لكل مخلفات الماضي من الفقر والجهل والمرض وعزلة
الشعب اليمن عن العالم.
وتناول المشاركون الأسباب التي أدت إلى حصار السبعين وخاصة بعد ما
تعرضت الجمهورية العربية المتحدة آنذاك بقيادة الزعيم الراحل جمال
عبدالناصر إلى نكسة حزيران 1967م وما ترتب عليها من سحب الجيوش
المصرية المرابطة في السهول والوديان وقمم الجبال اليمنية إلى
المغادرة وهو ما شجع الدول المعادية لاستغلال الظروف الحرجة التي
كانت تمر بها البلاد والسعي نحو تحقيق اهدافها فأرسلت المرتزقة من كل
بقاع الأرض ومولتها بأكثر من 300 مليون دولار آنذاك وجهزت العدة
والعتاد لمحاصرة صنعاء والنيل منها للقضاء على النظام الجمهوري.
كما تطرق المشاركون إلى الوضع قبل حصار السبعين والهجوم المفاجئ
واستكمال جمع البيانات من الزيارات الميدانية وآلية اتخاذ
القرارات بوضع خطة دفاعية لفك الحصار المناهضة لخطة فرض الحصار فضلاٍ
عن الإعداد للهجوم المضاد للحصار وبداية التنفيذ لكسر حصار السبعين.