لا يؤمنون

 - عندما يزيد الجمع عن مائة إنسان فإن الطريق تزداد يسرا لتصير بطلا -ألقö فيهم كلمة توحي  فيها انك مع رغبتهم ولا تنتقد فكرتهم وإن كانت تخلو من أي صواب - في علم النفس الاجتماعي تتصرف  الحشود بغير وعي وتقودها اللحظة ويتمثل لها الفرد باع
صقر الصنيدي –
عندما يزيد الجمع عن مائة إنسان فإن الطريق تزداد يسرا لتصير بطلا -ألقö فيهم كلمة توحي  فيها انك مع رغبتهم ولا تنتقد فكرتهم وإن كانت تخلو من أي صواب – في علم النفس الاجتماعي تتصرف  الحشود بغير وعي وتقودها اللحظة ويتمثل لها الفرد باعتباره ملهما وإن كان ذلك هتلر أو ستالين لأنها لا ترى العيوب مطلقا وإلا لما كان العالم فقد خمسين مليون إنسان لإرضاء غرور شخص.
في ظل ربيعنا العربي تمكن الشارع من فرض سطوته وعاد للحشود سطوعها وللحماس رنيمه حتى أضحى أجش الناس صوتا أشدهم تأثيرا وكل يوم تجذب الحشود المزيد وتعتقد أنها ستغري كل من يصلها وفي هذا كثير من الحقيقة.
التيار المتطرف في المحافظات الجنوبية والذي يجهد برامجه ليبدو معاديا للوحدة اليمنية يحاول العزف على طبل الاحتشاد وجاهدا◌ٍ يسعى لضم الآخرين إليه ببريقه أو بوعوده غير المكتوبة ويقع بين فكيه من يجد في نفسه غلواء للجغرافيا فيندفع خارج الإجماع داخل التعصب – بالتوازي مع هذا العمل هناك من يصنع طرقا حديثة اتخاذ مواقف عن من يرونهم جاهزين لأدوار جديدة – تم الإعلان عن انضمام النائب بأفضل إلى الحراك وحتى يحرك الأمر غيره فقد شتم الرجل ما كان يؤمن به وبالطبع كانت الوحدة هي الهدف الأول للقنص فأخذ ينال منها وكأنها سر تخلف الكون وتراجع العلوم وتوقف الاكتشافات – بعدها إبان البرلماني الإصلاحي موقفه وأظهر استغرابه لأعلم له بما قيل عنه – ربما هناك من يفكر أن يملي على الآخرين مواقفهم ليضمهم إلى هواه ومصيبته انه يسيء التقدير والاختيار.
وليس عبدالرحمن وحده ,النواب الذين يعيدهم ميلادهم إلى مناطق تقع جغرافيا◌ٍ في الجنوب يتعرضون  كثيرا لتأثير الرغبة لمن يعتقد انه محرك الأمة ومسير التاريخ فنراهم يجبرون على السحب إلى منصات الكلام لكنهم لا يقولون خطابا يهيج المشاعر ويغذي الكراهية  – نواب كثيرون لا يخضعون لأمزجة الفوضى ويبقون كما نعرفهم لا يؤمنون بالمساحات الصغيرة ,ويحملون احلاما◌ٍ كبيرة دوما ويعرفون ان الغضب لا يولد استقرارا ولا يخلق تنمية بل يهد المعابد ويقطع الطرقات ويوسع جموح الأشرار .
نواب من طيف الخلاقي وإنصاف والشدادي وعبدالباري وعيدروس وغيرهم ….. لا يستطيعون النوم مع أحلام صغيرة ولا يجدون متسعا لنمو الظلام في نهاراتهم وهم حجر عثرة في درب العابثين بمصائرنا .

قد يعجبك ايضا