لم يشفع لقطر الشقيقة تلك المواقف والأموال التي أنفقتها من أجل ما سُمي بالوساطة، أمر غريب أن تتحول كل من قطر ومصر إلى وسطاء بين العدو الصهيوني وبين إخوانهم الفلسطينيين ، وكأنهم يتفقون مع العدو الصهيوني على كل شيء ، والهدف هو القضاء على ما تبقى من روح الثورة في فلسطين ، إنه لأمر غريب أن يصل الأمر بالعرب والمسلمين إلى هذا الحد من التخاذل والانهزام وكأنهم يقدمون أنفسهم رخيصة للعدو .
مع ذلك كما قلنا لم يشفع لقطر أنها لعبت هذا الدور التخاذلي منذ زمن ، وحتى حينما وافقت على استضافة قادة حماس جاءها الضوء الأخضر من أمريكا ، وكأنها لا تملك من أمر نفسها شيئاً ، أليست قمة المهزلة أن نصل إلى هذا الحد من عدم القدرة وانعدام الإرادة الذاتية!!؟ حتى أموالنا التي تدرها الأرض العربية أصبحت مُباحة ونحن مجرد جُباة فقط ، أما الفائدة تذهب إلى واشنطن ويافا ، مع ذلك جاء الكيان الصهيوني واعتدى على أرض قطرية وهو يعلم كل العلم أن النتيجة ستكون عدداً من بيانات الشجب والتنديد والاستنكار فقط ، وهذا ما اعتاد عليه هذا الكيان البغيض منذ تجرأ على ضرب العراق الشقيق ، وتوالت الإدانات حتى وصلت إلى ما يُسمى بمجلس الأمن، وهو في الحقيقة مجلس الخوف ، لأنه يُصدر الخوف إلى كل العالم ، بينما العرب والمسلمون يتبادلون الشتائم وتتعالى في أوساطهم العداوات بلا مُبرر ، ومن خلال إتقان أمريكي في إذكاء هذه العداوات ، وفيما الدم يقطر في قطر وإذا بالإعلام العربي وفي المقدمة الجزيرة والعربية وكل القنوات الممولة حتى من قطر تتقاذف الكلمات الباحثة عن المشارك في العدوان وتتوالى الأسئلة الساذجة هل أمريكا على علم بما جرى؟! مع أن الواقع أن الطائرات الأمريكية والبريطانية حلقت في سماء الدوحة منذ الصباح الباكر وأعطت الإحداثيات الدقيقة للكيان الصهيوني لكي يقوم بالضربة الماكرة والغادرة التي استهدفت قيادة حماس الباسلة ، والتي نجاها الله من هذا الغدر العربي قبل أن يكون صهيونياً ، لأن أي متابع لما تم إعلانه من بيانات شجب وتنديد في الدول العربية سُيلاحظ أن المضمون يُريد التأكد مما جرى وهل انتهت قيادة حماس بحسب ما هو موجود في ضمائرهم، فهم جميعاً يتمنون إنهاء قيادة الحركة كما يتلذذون أو يتباهون عندما تقوم إسرائيل بأي اعتداء على الجمهورية اليمنية وكأنهم الخصم هم وليس الكيان الصهيوني ، وهذا هو محور الانحدار المُخيف الذي يؤكد بأن كل شيء يسير إلى الزوال في الدول العربية في ظل وجود هذه القيادات الخبيثة والمُدجنة أمريكياً سواءً في دول الخليج والسعودية أو في بقية الدول العربية المعتدلة كما تصف نفسها.
يا له من اعتدال يُبيح كل شيء ويستهدف كل شيء للظفر بلا شيء، فحتى السلامة أصبحت غير مؤكدة ، كما دل على ذلك حدث قطر الوسيط التي تتماهى في الكثير من مواقفها مع الكيان الصهيوني ، أو البحرين المطبُعة التي أدانت عملية القُدس الظافرة واعتبرتها عملاً إجرامياً ولم ترق كلمات الإدانة والشجب على قطر إلى نفس المستوى الذي ورد به بيان الإدانة الخاص بعملية القُدس .
أي أن العروبة فقدت كل معانيها وأصبحت تشكو انعدام الضمائر والأخلاق ، باستثناء العرق النابض في اليمن والذي لا يزال يُذكر العرب والمسلمين بأن لديهم قضية عادلة تتطلب النصرة والمساندة من كل عربي بحسب ميثاق الجامعة العربية وبيانات كل القمم التي توالت من الرباط إلى الخرطوم ، وتلك اللاآت الثلاث التي أصدرتها قمة الخرطوم “ لا صلح لا اعتراف لا تفاوض “ للأسف في زمن الانكسار انقلبت هذه اللاآت إلى “نعم للصلح والاعتراف والتفاوض “ بما في ذلك مصر حاضرة الجامعة العربية ، الكل يصرخون “نعم لتلك اللاآت التي رُفضت في زمن النصرة الحقيقية لفلسطين” وتحولت إلى الضد في زمن التخاذل العربي والهزيمة الماحقة ، بينما نحن في اليمن نصرخ بكل فخر “ الموت لأمريكا .. الموت لإسرائيل .. اللعنة على اليهود .. النصر للإسلام “ منذ أن أطلقها القائد المؤسس الشهيد حسين بدر الدين الحوثي “طيب الله ثراه” ولا نخشى أحداً سوى الله سبحانه وتعالى ، كما يرددها قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي “حفظه الله” وسنظل كذلك إلى أن يُحقق الله النصر في القريب العاجل إن شاء الله ، ولا نخشى من اللائم أو الحاقد أو الموتور أو الذين باعوا أنفسهم بثمن بخس وأصبحوا يمجدون العدوان على حساب إخوتهم في فلسطين وفي اليمن ، إنا لله وإنا إليه راجعون ، وما النصر إلاَّ من عند الله ، والله من وراء القصد ..