المشكلةالسكانية في‮ ‬اليمن تحد‮ ‬يتطلب تحولا◌ٍ‮‬في‮ ‬التفكيرلخفض معدلات النموالمرتفع


الثورة‮ / ‬شوقي‮ ‬العباسي –
عند التصدي‮ ‬لمشكلة ارتفاع معدل الخصوبة في‮ ‬بلادنا‮ ‬تفاجأ القائمون على هذه البرامج بالخوف من أصحاب الأسر لعدم الاطمئنان على حياتهم ومستقبلهم لذلك‮ ‬يقومون بإنجاب أكبر عدد ممكن من الأطفال لإعالتهم في‮ ‬سن الشيخوخة‮ ‬في‮ ‬ظل عدم توافر أمان وظيفي‮ ‬لهم‮. ‬لذلك تمثلت المهمة الأولى للقائمين على هذه الإستراتيجيات والبرامج الرامية لتخفيض معدل الخصوبة وتنظيم الأسرة‮ ‬والعمل على وقف تدهور المشكلة من خلال إعادة النظر وتغيير الاستراتيجيات والخطط والبرامج السكانية‮.‬

فلا وقت للتقاعس لأنه لايمكن تحقيق تنمية اقتصادية بدون ترشيد في‮ ‬النمو السكاني‮ ‬و التحدي‮ ‬الذي‮ ‬نواجهه اليوم في‮ ‬ارتفاع عدد السكان‮ ‬يتطلب منا تحولاٍ‮ ‬في‮ ‬تفكيرنا كي‮ ‬تتوقف الزيادة السكانية عن تهديد الحياة التي‮ ‬نستمد منها وجودنا‮ ‬من خلال‮ ‬خطط واضحة خصوصاٍ‮ ‬وأن محدودية الموارد المالية المتاحة في‮ ‬اليمن والتي‮ ‬استندت إليها استراتيجيات خفض السكان‮ ‬والتي‮ ‬تعتير‮ ‬غير كافية‮ ‬ولضمان توزيع أقل للموارد المالية المتاحة وفقاٍ‮ ‬للأويات الوطنية للسكان‮.‬

‮٦ ‬أطفال كل دقيقة
ورغم البرامج السكانية والجهود المبذولة لمواجهة التزايد السكاني‮ ‬إلا أنها لم تؤت ثمارها إذ أن واقع الحال مرتبط بالقرارات المتعلقة بالإنجاب أو عدمه تتم بين كلا الزوجين فقط متناسين ساسيات الحكومة الهادفة إلى خفض أعداد السكان‮.‬
ومع كل دقيقة‮ ‬يدق أبواب الحياة ستة أطفال جدد‮ ‬يفتحون أعينهم على أمل أن‮ ‬يعيشوا عيشا كريماٍ‮ ‬‮ ‬في‮ ‬بلد أضحى‮» ‬عجز‮« ‬الموارد المحلية فيه عن تلبية عن احتياجات المواطنين‮ ‬يشكل هاجساٍ‮ ‬وفقاٍ‮ ‬لاختصاصيين دعو إلى تنظيم أسرهم‮ ‬‮ ‬وبحسب البيانات الحكومية الصادرة فإن عدد سكان اليمن‮ ‬يرتفع بمعدل ‮٩٢١ ‬ألفاٍ‮ ‬و‮٠٠٦ ‬مولود جديد شهريا‮ ‬ويرتفع بمعدل سنوي‮ ‬بنحو واحد مليون و‮٥٥٥ ‬ألفاٍ‮

‬و‮٠٠٢ ‬طفل وطفلة‮.‬
دعوات الخبراء المتكررة بـ»خفض معدلات الإنجاب من‮»‬‮ ‬للحد من الانعكاسات السلبية للتزايد السكاني‮ ‬مثل ارتفاع ثنائية الفقر والبطالة‮ ‬وتعزيز الجريمة‮ ‬والتفكك الأسري‮ ‬لعدم قدرة رب الأسرة تأمين متطلبات حياة سوية‮.‬
الفقراء‮ ‬ينجون أكثر
وبحسب الدراسات والمسوحات السكانية فإن الفقراء‮ ‬ينجبون أكثر‮ ‬وحسب تقرير أممي‮ ‬فإن ‮٢١‬في‮ ‬المائة من الأطفال الجدد في‮ ‬اليمن‮ ‬يعانون من انخفاض الوزن‮ ‬كما‮ ‬يعاني‮ ‬نحو ‮٦٤‬٪‮ ‬من الأطفال في‮ ‬سن ما دون سن الخامسة من وزن منخفض معتدل وحاد‮ ‬فيما‮ ‬يعاني‮ ‬15٪‮ ‬ممن هم في‮ ‬نفس المرحلة العمرية من وزن حاد‮ ‬فيما‮ ‬يعاني‮ ‬53٪‮ ‬من الأطفال في‮ ‬اليمن من مشكلة التقزم‮.‬
وكشفت اليونيسيف عن أن وفيات الأطفال‮ ‬في‮ ‬اليمن المواليد الجدد‮ ‬يبلغ‮ ٧٣‬٪‮ ‬والرضع مادون السنة ‮٥٧‬٪‮ ‬منوها إلى حدوث‮ ‬أحسن في‮ ‬هذه المؤشرات خلال الـ‮٦١ ‬سنة الماضية‮… ‬حيث انخفض معدل وفيات الأطفال من‮ ‬75‮ ‬لكل ألف حالة إلى‮ ‬62‮ ‬لكل ألف حالة للأطفال ما دون سن الخامسة ومن‮ ‬120‮ ‬طفلاٍ‮ ‬لكل ألف حالة إلى‮ ‬75‮ ‬حالة بالألف للأطفال الرضع وفقاٍ‮ ‬للتقرير الأممي‮.‬

معوقات قضايا الصحة الإنجابية
وتواجه قضايا النسل والصحة الإنجابية في‮ ‬بلادنا جملة من المعوقات‮ ‬أهمها محدودية قدرة المرأة على اتخاذ القرار المتعلق بالإنجاب‮ ‬بالإضافة إلى العادات والتقاليد الاجتماعية التي‮ ‬تشجع كثرة الإنجاب في‮ ‬أوساط الأسر‮ ‬إضافة إلى ارتفاع نسبة الأمية وخصوصاٍ‮ ‬في‮ ‬أوساط النساء حيث تصل نسبة الأمية‮ ‬بين الأمهات في‮ ‬المجتمع الريفي‮ ‬إلى ‮٧٠٧٧‬٪‮.‬
المواطن اليمني‮ ‬محروم من الرفاهية بسبب ارتفاع أعداد السكان‮ ‬بهذه الكلمات بدأ الدكتور حديثه حول مشكلةارتفاع السكان‮ ‬ويرى أن الضغط السكاني‮ ‬المتزايد‮ ‬يستنزف الموارد الاقتصادية‮ ‬ما‮ ‬يتطلب توعية المجتمع بآثاره السلبية كالفقر والبطالة‮ ‬لافتاٍ‮ ‬إلى أن اليمن بدأت بمعالجة هذه الزيادة عبر طرح قضايا تنظيم الأسرة وعمل برامج سكانية وسياسات من شأنها خلق وعي‮ ‬مجتمعي‮ ‬بمخاطر المشكلة والعمل على ايجاد الحلول المناسبة لها‮.‬
ولايزال الافتقار إلى الوعي‮ ‬بالسياسة السكانية وبرامج عملها الهادفة إلى خفض معدل النمو السكاني‮ ‬من شأنه أن‮ ‬يشكل مصدر قلق لصانعي‮ ‬القرار ومصدر خطر ويهدد التنمية وبرامجها‮.‬

تحديات تنموية
وبحسب أمين عام المجلس الوطني‮ ‬للسكان الدكتور أحمد بوري‮ ‬فإن اليمن‮ ‬يواجه تحديات تنموية‮ ‬أهمها ارتفاع النمو السكاني‮ ‬واستقرار مستويات الإنجاب ما‮ ‬يشكل تحدياٍ‮ ‬أمام الوصول إلى تحقيق الأهداف السكانية‮ ‬مشيراٍ‮ ‬إلى أن عدم التوازن بين الموارد البشرية والموارد الأخرى وفقر الموارد الطبيعية الحيوية‮ ‬والتقلبات المناخية وأثرها على الأمن الغذائي‮ ‬والمائي‮ ‬وشح الطاقة النفطية‮ ‬وضعف الإنتاجية المحلية على الرغم من نموها‮ ‬والتباينات بين الأقاليم وسرعة النمو السكاني‮ ‬في‮ ‬الحضر‮ ‬وعدم توازن التوزيع السكاني‮ ‬يشكل ذلك تزايداٍ‮ ‬للضغوط على الخدمات الحيوية الهامة‮.‬
وأوضح الدكتور بورجي‮ ‬أن خطط المجلس واستراتيجياتها المنصبة على تخفيض السكان وتنظيم الأسرة لبلوغ‮ ‬الأهداف المتعلقة بها حتى وإن لم تظهر على المدى القريب‮ ‬الإ أنها ستترجم إلى الواقع فيما بعدأ في‮ ‬إطار فترة زمنية كافية تتيح للأشخاص أن تتغير معها‮.‬
لكنه حذر من تزايد معدلات البطالة بين المواطنين خلال السنوات المقبلة‮ ‬كما أن الزيادة السكانية ستولد زيادة في‮ ‬الطلب على الخدمات‮ ‬رغم الجهود التي‮ ‬بذلت لتحقيق الاستراتيجية الوطنية للسكان التي‮ ‬ترمي‮ ‬إلى خفض معدل الخصوبة‮.‬
وأشار بورجي‮ ‬إلى أن المعطيات تشير إلى أن البطالة ستزيد بسبب نظم التعليم السائدة في‮ ‬بلادنا إذ‮ ‬يتم التركيز على الكم وليس الكيف‮ ‬إضافة إلى تركيز التعليم العام على الحفظ والتلقين بدل تعلم المهارات الأساسية‮ ‬ما‮ ‬يخلق فجوة كبيرة بين مخرجات التعليم وحاجات السوق‮.‬

انفجار بيئي
وتؤكد الدراسات الرسمية أن مخاطر التزايد لاتقتصر على التأثير السلبي‮ ‬فحسب‮ ‬لتصل إلى درجة تنذر معها بـ انفجار بيئي‮ ‬محتمل‮ ‬يوازي‮ ‬الانفجار السكاني‮ ‬المتوقع كماٍ‮ ‬ويفوقه نوعاٍ‮ ‬من حيث مايرتبه من أضرار جسيمة تلحق بالمياه‮ ‬على وجه الخصوص‮ ‬والزراعة والصحة والتعليم وسواها من متطلبات العيش على وجه العموم‮ ‬وليس الأمر مجرد توقعات وتحليلات فحسب‮ ‬بل إن ثمة مؤشرات ودلائل‮ ‬يسوقها مسئولون وخبراء معنيون تؤكد بحجم الكارثة البيئة وما‮ ‬يتبعها من كوارث شتى لاتقف عند تلوث الماء والهواء والغذاء بل‮ ‬تتعداها إلى حدود تطاول الصحة العامة وأخرى‮ ‬يصعب التنبؤ بها‮.. ‬كما حذرت دراسة عملية‮ ‬يمنية حديثة من استمرار معدلات النمو السكاني‮ ‬باعتباره واحدا من أهم الأسباب الرئيسية التي‮ ‬تؤدي‮ ‬إلى رفع معدلات تلوث البيئة‮.‬ ‬

قد يعجبك ايضا