الواهمون وصبر الحليم..

قد يكون لكل إنسان حقه في الوهم مثلما له حق في الحياة لكن ليس من حقه إجبار الآخرين على تقبل أوهامه والإيمان بها كحقيقة مبنية على الادعاءات والخيال الصحراوي الذي يظل بلا مواسم وبلا فصول..
اليوم وفي الوقت الذي يحرص فيه اليمنيون على التزام الصمت ويتعاملون مع تصريحات وحماقات الجوار بصبر بلغ حد المعاناة والسكوت عن الحقيقة يزداد الواهمون الحمقى وصانعو الزيف غيا لدرجة الاعتقاد أن تخاريفهم أصبحت أقوى من أن يواجهها أصحاب الحق والحقيقة هذا إن كان ما يزال لأصحاب الحق وجود في خارطة الزيف التي تجاوز فيها الواهمون حدود المكان والزمان..
يكفي ان تستمع اليوم لتصريحات المولودين في زمن الفراغ التاريخي والجغرافي وهم يتحدثون عن اليمن كبلاد وأرض هم أصحاب الحق فيها لدرجة أن تصريحاتهم بلغت من الكفر بالحقائق ما يجبر أصحاب الحق على كسر الصمت وتعرية زيف الأدعياء الأصغر والأتفه من أن يتحدث عنهم التاريخ أو أن يكونوا جزءا من حقائقه وصانعيه..
يتحدثون عن مارب وسد مارب واليمن بشكل عام وكأنهم مواطنوها المنفيون بينما اليمنيون أصحاب الأرض والتاريخ هم الغزاة الذين احتلوا اليمن وطردوا أهلها الحقيقيين الذين عادوا اليوم للنضال من أجل استرداد أرضهم وهويتهم وتاريخهم السليب..!!
ولأن مثل هؤلاء لا يدركون ماذا يعني صبر الحليم فالأجدر بنا تعرية أباطيلهم ومواجهة أوهامهم وزيفهم بحقائقنا وإذا كان من رسالة نوجهها لجهلة السياسة والتاريخ فسنقول لهم:
…إنكم تتحدثون عن اليمن وكأنكم البقية الباقية من قوم عاد والجيل الناجي من مملكة سبأ وحمير ووحدكم من غادر اليمن قديما وتناسيتم باقي اليمنيين الذين ملأوا مشارق الأرض ومغاربها..
تناسيتم أن اليمن أخرجت ملوكا صنعوا الممالك واعتبرتم أنفسكم كل الازد وكل سبأ وكل حمير ورسمتم لهجرة اليمنيين خارطة لا يسكنها سواكم.. خارطة بلا أزد عمان وبلا شمر نجد وبلا طيئ وبلا غساسنة الشام وبلا مناذرة العراق الذين هاجروا من اليمن وهم من كانوا فيها الملوك واستقروا بعيدا عن اليمن فصنعوا الممالك وكانوا هم فيها الملوك..
نعترف لكم اليوم بأنكم بنيتم لليمنيين سدا في مارب مثلما بنيتم إستادا رياضيا اكبر منه تكلفة في لندن.. بنيتم لنا سدا لكن ما منحناكم إياه مقابل ذلك سيظل اكبر من أن يقاس بكل كنوز الأرض منحناكم الهوية والانتماء وأشركناكم تاريخنا ومنحناكم الشرعية في الامتداد الإنساني واعتبرناكم وريثا لحضارة وتراث ولم نبخل بإضافتكم إلى شجرة عائلة التاريخ والأصالة التي يفتقر إليها حكام دويلات المستر لورانس التي تتحالفون معها اليوم لنسف القيم والمبادئ والأخلاقيات وتدمير اليمن الأرض والإنسان والتاريخ والجغرافيا.. اليمن التي عجزت عن إزالتها الجيوش والإمبراطوريات منذ فجر التاريخ وستظل كذلك حرة أبية وسيظل اليمنيون يسحقون الغزاة وهو العهد والميراث الأبدي والقانون القديم الجديد الذي لا يتغير وستظل تتوارثه الأجيال جيلا بعد جيل وهو ما يجب عليكم إدراكه..
قد يبدو الكلام قاسيا لكنه ليس كل ما لدينا وهذه الكلمات لا تحمل سوى العنوان لرسالة قد نجد أنفسنا مجبرين على كتابتها إن لم تراجعوا مواقفكم وتدركوا مع من تتخاطبون..
ابحثوا عن مكان أخر لترفعوا فيه رايتكم وفي البدء والختام سيظل الشيخ زايد رمز الوفاء والنبل العربي الأصيل ورايته ليست في حاجة لأن يأتي ابن زايد اليوم ليرفعها فوق سد مارب لأنها ارتفعت فوق السد وفي قلوب وضمائر كل اليمنيين قبل ثلاثة عقود ومهما فعلتم اليوم فلن تهدموا ما بنيناه للشيخ زايد الذي سيظل وسيبقى يسكن قلوب وضمائر كل اليمنيين.. أما أنتم فلن تكونوا شيئا في يوم من الأيام وستظلون أصحاب الزيف والوهم والخيال الصحراوي الجاف..

قد يعجبك ايضا