لحظة يازمن .. هوامش
جنون
وكنت أعتقد قبلا أن الجنون حالة كالموت يتساوى فيها الناس إذا فقدوا عقولهم ويصبح كل مجنون نسخه من الآخر وإذا بي أجد أن الأمر غير هذا بالمرة.
قطيعا واحدا من فاقدي العقول.. كل منهم كائن مستقل بذاته وقصته ومسلكه الغريب الخاص به حتى الكلام لكل طريقته المعينة التي لا يحيدعنها والدائرة التي يدور حولها كلامه لها نصف قطرها الخاص به والذي قد يكون عمارة وقد يكون عصابة وقد يكون غضبه من أهل أو حبيب.
” يوسف إدريس”
صيد
لا تصدق ما يقولونه عن وفرة الصيد في أعالي البحار نعم هناك أسماك وأسماك كبيرة فعلا لكن ماذا تعرف أنت عن الأسماك التي نحكم بها أنا نفسي جربت وماذا كانت النتيجة السمكة المغوية التي خرجت أصطادها السمكة التي حملتني من بحرلبحر ألقت بي على شواطئ غريبة هناك لا أفعل شيئا مما كان حياتى فقط ألتقي بالصيادين مثلى نجلس مطرقين في مواجهة البحر ونتحسر على الأسماك التي أضعناها.
” محمد صالح- مثل غربان سود”
الإفلات من الزمن
وهم وكذب هذا الإدعاء بأنه بمستطاعنا معرفة الأماكن والنفاذ إلى مخدع حميميتها هكذا المجرد أن نتملقها بخطواتنا العابرة التي قد لا تترك حتى شيئا من أثر على أديمها عابرون نحن مجرد عابرين لكن غرورونا يزين لنا عبورنا السادر على أنه إقامه وذهولنا على أنه معاينة.
أية معرفة لنا بالأشياء إذن ونحن على مثل هذا الذهول¿ وأية علاقة تربطنا بالمكان ونحن لا نكف عن التملص من كل مكان¿ نتوهم أن خطانا تلتهم الفضاء ووعينا يمتلئ بالحضور فيما نحن لانفعل سوى محاولة الإفلات من الزمن لا أدري في الحقيقة إن نحن نلاحقه أم نفلت منه أم اننا نحن الذين نصنع وتيرة إنفلاته بهذا الإصرار على التنقل وتملق تضاريس الأماكن متوهمين السعي إلى تملكها.
” علي مصباح “طريق الصحراء”
رمادية
قل إن في وسع شخصين مثلي ومثلك أن يحملا كل هذا التشابه بين الضباب وبين السراب وأن يرجعا سالمين.
سمائى رمادية فبماذا تفكرحين تكون السماء رمادية¿
” محمود رويش”.