لحظة يا زمن…حالة ..ودخان

تكون السيجارة قد وصلت إلى منتصفها فيلزها بين السبابة والإبهام ..ويحمل ذراعه وهو مرفوعا في الهواء … ثم يركز كل ما يستطيعه من قوة ..على السبابة والإبهام..ويرجم بقية السيجارة طائرة في الهواء …وفي الحال ينفث ما بقي عالقا في فمه من دخان السيجارة …وينظر إلى الفضاء الفارغ أمامه .. ويعود يتحسس ما بقى في بطن الباكت للسيجارة ثم يحسب بدون تحريك شفتيه …أن الباكت لم يبق في داخله غير سيجارتين فقط.
يقطب مابين الحاجبين تعتريه مشاعر وانفعالات شتى ..تمور في النفس تشتبك مع بعضها البعض .
يحاول وبجهد القابض على الهواء أن يحدد نوع تلك المشاعر , ودرجة الانفعالات .
فلا يقدر تحديدا ولا يستطيع تثبيتا .
هو في حالة سيلان وذوبان تطفو نفسه في مستوى لبس على الأرض وليس في السماء .
تلفه وتطويه موجات غير مرئية من اللامعنى وفقدان البصيرة .
حالة من حالات الواقع العارضة … بحكم أنه يسيء التقدير في نظرته للأمور وحياته اليومية الضائعة في الضوء والظلال .
أمر يخصه … لنقل … والحياة شؤون وشجون ..اشتباك ..وفك ارتباط ارتهان .. ثم إدمان أن لا معنى هناك لشيء يهتم به ..كاهتمام الآخرين .
حالته ..حالة خاصة واستثنائية ,تفقده معنى أن يكون … وهو في انفلات دائم ..لا ندري إلا وهو يتحسس الباكت لينهي بقية سيجارتين فيه ينفثها دخانا ثم يسرح في الفضاء الفارغ .

قد يعجبك ايضا