مباحثات مسقط.. فشلت أم أفشلت¿

فشل المفاوضات الذي بدأ مشواره في جنيف ثم مسقط مؤخرا لم يكن مفاجئا أو أننا كيمنيين أصبنا بخيبة أمل كما يتوهم الواهمون بل على العكس من ذلك زادنا يقينا أننا أمام عدو لا عهد له ولا دين ولا ذمة وسبق أن اكدت في مقال سابق قبل انعقاد مؤتمر جنيف أن اليمنيين لا يعولون كثيرا على تلك الحوارات واللقاءات لسبب بسيط أننا بتنا أكثر معرفة بعقلية عدونا وتفكيره وشيطنته عن ذي قبل والذي لا يسمع لصوت العقل بقدر ما يرضخ لمنطق القوة وفشل لقاءات مسقط هو استمرار لمسلسل إفشال المباحثات والحلول السلمية الذي يعمل لأجلها العدو السعودي ليس منذ انطلاق مؤتمر جنيف بل منذ أن كان الحوار داخليا برعاية مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة السابق السيد جمال بن عمر في موفمبيك صنعاء وبرغم توقعنا سلفا عدم نجاح المباحثات ورغم العراقيل المصطنعة والمتعمدة التي وضعها العدو السعودي أمام القوى الوطنية في الداخل للحيلولة دون وصولهم وسفرهم للخارج لإجراء تلك المباحثات والحوارات إلا اننا لبينا الدعوات واستجبنا للنداءات وأطلقنا العنان للخيارات السلمية وتجاوزنا الصعوبات والمعوقات عسى يكون آل سعود قد ارتد إليهم عقلهم سيما بعد الهزائم المخزية التي منوا بها والخسائر الفادحة التي تكبدوها عتادا وعدة من قبل جيشنا البطل واللجان الشعبية المساندة له ويؤكد مراقبون أن السعودية قد سحبت من احتياطها النقدي منذ بداية عدوانها وحربها على اليمن( 130 )مليار دولار واستدانت داخليا (27)مليار دولار ويتوقع اقتصاديون متخصصون في الشأن السعودي أن يكون عجز الموازنة القادمة يتراوح ما بين 500 ــ 800 مليار ريال سعودي وتعرض امبراطورية النفط والمال الخليجي ” السعودية ” لانهيار اقتصادي وارد جدا بل مؤكد في ظل استمرار الحرب واستمرار هبوط اسعار النفط الذي بدأت السعودية تآمرها عليه ويظهر أن عاقبته ستكون كارثيه عليها في المقام الأول أما من الناحية العسكرية فإن السعودية قد استنزفت معظم مخزونها من الذخيرة والأسلحة الثقيلة والمتوسطة طيلة الخمسة الأشهر الماضية وما سفر ملكها سلمان لأمريكا على رأس وفد كبير مطلع شهر ايلول إلا لعقد وشراء صفقة أسلحة جديدة وعلى رأس تلك الأسلحة الطائرات المقاتلة والمتابع لمجريات الأحداث والحرب الدائرة بين اليمن والتحالف الخاسر بقيادة السعودية والانجازات الكبيرة للجيش اليمني واللجان الشعبية المساندة له خاصة في ظل التقدم الكبير في الجبهة الخارجية والتوغل في العمق السعودي ليثبت أن لا سبيل أمام حكام السعودية إلا أن يرضخوا بل ويلهثوا وراء إيقاف الحرب إذا ما ارادوا كما يزعمون أن يحفظوا ما بقي لهم من ماء الوجه إن كان لهم أصلا وجه وماء وأما الاستكبار والإصرار على بقاء فتيل الحرب مشتعل فليس من صالحهم لأن كل النتائج على أرض الواقع تؤكد خسرانهم الخسران المبين ولن يجنوا سوى المزيد من الهزائم المنكرة والانكسار والمهانة وللأسف الشديد أن أولئك الأغبياء سياسيا والعاجزين عسكريا ضنوا أن استجابتنا لتلك المبادرات لإيجاد حلول لكي تضع الحرب أوزارها والذي تسعى الشقيقة عمان خاصة وتعمل جاهدة لأجل ذلك بأن تلك الاستجابة دليل ضعف !! أن الشعب اليمني في غالبيته شعب مسالم لا يحبذ العنف واستخدام القوة لكن طالما وقد دقت طبول الحرب وباتت الحرب مفروضة علينا فنحن أهل لها وما أريد التأكيد عليه أن لا مباحثات قادمة إلا بضمانات تقدمها السعودية والإمارات تحديدا لإنجاح أي مباحثات مستقبلية لأن تلك الدولتان هما محور الشر والسبب الرئيسي في عدم إنجاح وخروج اليمن من وضعه الراهن وهما كذلك من أوصلنا لما نحن عليه اليوم من حالة احتراب واقتتال أما حاليا فليس متاح أمامنا سوى المضي في خيار الحرب وتحقيق المزيد من الانتصارات وإلحاق المزيد من الهزائم والخسائر في العدو السعودي وحينها فقط سيشهد العدو السعودي ان لا اله إلا الله وان محمد رسول الله ويذعن لأي خيار آخر غير الحرب.
حفظ الله اليمن وجيشه وشعبه.

قد يعجبك ايضا