القادة العرب.. ومواقفهم تجاه مجتمعاتهم
عبدالسلام الحربي
ما تشهده أمتنا العربية والإسلامية من انقسامات في صفوف أبناء شعوبها واختلاف المواقف في أوساط حكامها وأمرائها وملوكها وقاداتها وما تمر به تلك البلدان العربية والإسلامية من أحداث وتداعيات وعنف وفوضى وتخريب من أبناء مجتمعاتها.. هي نتاج للفرقة والتشتت التي تعيشها أمتنا العربية وعدم العمل على تحقيق الوحدة العربية الشاملة بين كل أبناء تلك الشعوب على توحيد مواقفهم من أجل نصرة الدين الإسلامي وتحرير الأرض العربية الإسلامية التي يحتلها العدو الصهيوني الغاصب لأرض العرب والمسلمين في فلسطين العربية وتدشين المسجد الأقصى المبارك الذي أسري إليه أشرف الخلق ومعلم الأمة ورسولها وهاديها إلى الصراط المستقيم وخاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وآله وسلم والذي يدنس على أيدي الاحتلال وأذياله من الأمريكان منذ العام 1967م وحتى اليوم ودون أن يحركوا حكام الشعوب العربية والإسلامية أي مواقف حيال هذه القضية العربية الأولى لكل الدول العربية والإسلامية منذ ذلك التاريخ وحتى اليوم.. وهذا هو سبب ما وصلت إليه تلك الشعوب من الضعف والانقسام والفوضى والتخريب في أوساط مجتمعاتها تحت مسميات وأعمال وتداعيات سياسية وحزبية ومصالح وأغراض لبعض القوى والقيادات في هرم السلطة من أجل خلق الفوضى والعنف وعدم تحقيق مطالب أبناء تلك الشعوب في تغيير واقع الحياة العامة وإحداث البناء والتحديث والتطور والازدهار في كل المجالات الوطنية العامة والخاصة.
أمر مؤسف جدا أن يصل حال الأمة العربية والإسلامية إلى ما وصلت من الانقسام والتشظي والعنف والفوضى والمواجهات والقتل والإرهاب وتدمير المصالح والمرافق والخدمات العامة.. والتحريض ضد أبناء شعوبهم من قبل بعض الحكام مستغلين الجاه والثروات الطبيعية لبلدانهم في تمويل بعض الأجندة لخلق الفوضى والدمار والتخريب تحت دواعي التغيير التي شهدتها تلك الدول العربية والإسلامية والتي أفضت إلى واقع غير مستقر جعلت أبناء تلك الشعوب يعانون أوضاعا أمنية واقتصادية صعبة وغير مسبوقة نتيجة التعصبات السياسية والحزبية والانجرار وراء المصالح والولاءات لبعض القوى التي فقدت مصالحها وكانت ضمن قيادات الدولة.. والتي لم تعمل على تحقيق مطالب شعوبها وتسخير بعض الموارد المالية العامة للدولة في أمور شخصية ومشاريع استثمارية خاصة في الوقت الذي يفتقر أبناء مجتمعاتها إلى أبسط الخدمات والبنى التحتية والمصالح التي يحتاج إليها أبناء بلدانهم.
لقد تناسى حكام وقادة الشعوب العربية والإسلامية واجبهم نحو أوطانهم ونحو دينهم وعروبتهم وأن الله أكرمهم عن غيرهم من البشر وجعلهم أمة واحدة يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وينصرون الشعوب المستضعفة ويحررون الأرض الإسلامية من اختلال اليهود وتدنيس الأماكن المقدسة فيها.. والوقوف مع كل إخوانهم وبلدانهم التي قد تعترضها أحداث وإبداء النصح والمشورة وتقديم العون والمساعدات الإنسانية لتجاوز أوضاعها وإنهاء حالات الاختلاف بين أبناء شعوبها نتيجة الولاء لدول الغرب والتي استطاعت أن تمد نفوذها وتحقق أهداف ومكاسب على أرض العرب والمسلمين.. نتيجة التواطؤ من قبل قادة وحكام تلك الشعوب وهذا ما جعل أبناء شعوبها يطالبون بالتغيير لتلك القيادات التي ظلت سنوات طويلة متمسكة بالحكم وكرسي السلطة دون أن تحقق أي مطالب لأنهم دأبوا على الولاءات للخارج.. دون إبداء مواقف تذكر حيال إخوانهم من أبناء الدول العربية وعملوا على تسخير ثروات بلدانهم للتعالي على الآخرين وسن حروب وعدوان ظالم على أبناء تلك الدول والتي منها بلادنا اليمن التي شهدت عدوانا سعوديا منذ أكثر من أربعة أشهر ولا يزال حتى اليوم.. دون إبداء مواقف عربية إسلامية حيال هذا العدوان وإيقافه.. بل على العكس استغلوا العدوان على شعب اليمن وأرقام الثروات الفلكية لقيادة العدوان السعودي في التحالف والمشاركة في هذا العدوان نتيجة المصالح والإغراءات المالية التي يحصلون عليها من حكام النظام السعودي.. متناسين حقوق الجوار وقيم الدين والعروبة والإسلام الواحد والتاريخ العربي المشترك لتحقيق مكاسب ومنافع على حساب إخوانهم في اليمن الذين يتعرضون لقصف وتدمير وقتل وتشريد واستهداف لكل مقدرات الشعب اليمني وعلى كل العواصم والمحافظات والقرى والأرياف اليمنية.