لماذا الإصرار على تشويه تعز
بحكم الموقع الجغرافي والتنوع السكاني تميزت تعز بأنها مدينة الإلهام والأحلام الجميلة ومحافظة المهام والمسؤوليات الجسيمة إلى جانب كونها الخزان البشري للوطن كل الوطن.
من تعز خرج مئات بل آلاف المجاهدين الذين رفدوا مسيرة الدعوة الإسلامية وخاضوا المعارك في كل أصقاع الأرض.
من تفاصيل رحلة الصحابي الجليل معاذ بن جبل رضي الله عنه مبعوث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم واستقراره في مدينة الجند يتضح الدور الإيجابي الهام الذي اضطلعت به المحافظة في نصرة الإسلام ونشر دعوته في أرجاء اليمن إذ توافد زعماء القبائل على مبعوث الرسول الأعظم من مذحج وتهامة والعوالق وردفان وغيرها من الأقاليم فأعلنوا التسليم بالدعوة والدخول في الإسلام وهناك شواهد عديدة احتلت بطون كتب التاريخ الإسلامي أصلت لمكانة هذه المحافظة ودور أبنائها في نصرة الإسلام.
بالمقابل فإن المشاهد العالقة بالأذهان تتحدث عن الدور الذي اضطلعت به تعز عبر المراحل والعصور في تعزيز اللحمة والحفاظ على وحدة اليمن الأرض والإنسان حيث مثلت المدينة والمحافظة بشكل عام الحضن الدافئ والملاذ الآمن لليمنيين من جميع المشارب السياسية والدينية والتكوينات القبلية استنادا إلى فلسفة خاصة عنوانها القبول بالآخر وبعث كل عوامل الاطمئنان والتفاؤل لديه استنادا إلى هذا المضمون يتضح التنوع وتعدد أصول الانحدار في الخارطة السكانية بالمحافظة كل من حطت به الرحال في المحافظة خلع الجلد الذي وفد به وارتدى جلد المكان الذي وفد إليه بأبعاده المدنية وآفاقه الحضارية يستهويه المكان فيقرر الاستقرار فيه ويتنكر لموطنه الأصلي .
هذه الظواهر بمعانيها السامية تحولت إلى ثقافة وسلوك حاكم وهي أهلت هذا المحيط الجغرافي لاحتضان الثورة المقاومة للاستعمار الخارجي والاستبداد الداخلي, وكل النزاعات السلطوية التي سعت إلى قهر إرادة اليمنيين الوطنية.
فالمدينة بقيمها النبيلة ظلت تعظم الهوية الوطنية الجامعة وهو ما مكنها أن تحشد أبناء اليمن من شتى المشارب الجهوية والمنابت الاجتماعية والفكرية وتوجيه بوصلة الاهتمام لخدمة مصفوفة الأهداف الوطنية السامية فكانت محور الإرادة الواحدة ومنطلق شعارات التحرر الوطني والعدالة الاجتماعية.
كان لابد من التذكير بقيم تعز النبيلة التي أسلفت لأن هناك من يحاول الانزلاق بها إلى درك الانحطاط لا أعني شلة المرتزقة والعملاء دهاقنة الفكر الوهابي , ولا تجار الحروب ممن أدمنوا عهر السياسة الفئوية بمعانيها القسرية الظالمة .
من أعنيهم أولئك الساسة والمثقفين الذين يتعمدون تشويه صورة تعز ناصعة البياض فيعمدون إلى تعميق الشرخ الاجتماعي من خلال الحشد التحريضي المذهبي والطائفي , ومباركة المرامي الدنيئة التي تسعى إلى جعل تعز إطار جيوسياسي لامتدادات جماعات الإرهاب والتطرف والتخندق مع العدو الخارجي الذي يدمر الوطن كل الوطن .. للأسف بعض الكتابات جعلت حتى الحزن مناطقيا خاضعا للأدلجة المسبقة ..
لذلك أقول لهؤلاء اتقوا الله لا تشوهوا التاريخ العظيم لهذه المدينة والمحافظة , وإنا لله وإنا اليه راجعون.