تأملات هارب إلى ” البلادة ” ..!!
الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه .. صرت أتمتع بقدر عال من البلادة .. أصبحت انتقد من يتمنطق بكتاب مهما كان عنوانه أو يقرأ في صحيفة مهما بلغت عناوينها من الإثارة .
آخر ما قلته لأحد جيراني وهو يتمنطق بكتاب : أحذرك من حمل هذه الأشياء .. وعندما عبر عن اندهاشه قلت له بصورة من يتصنع المزاح أخاف أن تفهم في زمن صار العقل والحساسية والقراءة السليمة ” زائدة دودية ” .
* وقبل أن يقوم أحدكم بمط شفته أو تقطيب جبينه أسارع بالدعوة لترتيب الانطباعات في صفاء واستخلاص لما يجري في بلد الإيمان والحكمة فهل يقود التأمل إلا إلى الحيرة أمام أوضاع محلية وإقليمية ودولية لا تثير غير مزيج من الحنق وخيبة الأمل .
* لم يعد الخبر مقدسا والرأي حرا وإنما صار الخبر والرأي والتحليل مجرد سلعة في سوق النخاسة ما يثير عند اللبيب وحتى البليد حالة من الغرق في الأسئلة الساخنة والاستفسارات اللاذعة والمكايدة التي تجعل إعمال التفكير لعبة خطرة شأن كل العادات السيئة التي تستدعي الجلطات القلبية والدماغية..!
* قديما قال فيلسوف الهند طاغور ” شكرا للأشواك فقد علمتني الكثير ” فماذا تعلمنا من الأشواك وحطام الزجاج والخرسانات التي أسقطتها قذائف العدوان الخارجي والاحتراب الداخلي على رؤوس نساء وأطفال وشيوخ ورجال وشباب وكأن اليمنيين وأشقاءهم المستكبرين والظلمة في معرض سباق على من يفوز بجائزة المليار لقتل أكثر عدد من اليمنيين الأبرياء !
* بهذه الزائدة الدودية المسماة ” عقلا ” أحاول البحث عن المستفيد من قتل اليمنيين فلا أرى غير الشيطان شيطان الغطرسة الخارجية وشيطان الجهل المحلي حيث يراد أن نقطع علاقتنا مع الأخوة والصداقة والشراكة والجيرة والدين والآدمية ليس بالمقص أو المنشار وإنما بأبشع ما أنتجته المصانع الأمريكية من الصواريخ والقنابل الحارقة القاتلة !
* لقد أراد المغرر بهم وحتى العقلاء في هذه البلاد أن يغادر الشعب الديمقراطية ” الصنم ” والدولة ” الحلوب ” ذات الخوار فإذا بالجميع يقفون ضحايا قوى الشر والعدوان وقوى النفاق والفساد والتمزيق حتى أن ضحايا النيران الصديقة والأخطاء المزعومة تقتل المئات وتصيب الآلاف وتجعل من المواجهات من البشاعة بحيث تحول حتى أمام انتشال جثث القتلى !
* ولسوء حظي أنني ما زلت قادرا على ممارسة بعض شظايا التأمل فأسأل هل هناك من نهاية لغيبوبة بعض اليمنيين ¿ وهل من سبيل للاعتراف بأن المسؤولية هي إيمان بالله وخوف من عقابه وواجب تجاه الشعب أم أنها فقط خصومة وتلقيط مسابح ومصالح ومتاجرة بدماء شركاء الوطن وأبناء الجلدة اليمنية الواحدة حتى صار صوت الحق هو الصوت الخافت الضائع ¿
* الكارثة أن هذه الأوضاع القاتلة الخانقة مستمرة وسط انحسار في الحكمة وانهيار في الأخلاق ومطابخ إعلامية متوحشة تغسل الأدمغة وتحشوها بالبائس والقاتل من التصورات التي تصفق للعدوان الخارجي والاقتتال الداخلي حتى صار الاستيلاء على بيت أو شارع أو مستشفى انجازا وسط جهل مطبق بأن المعطوف على الخطأ ليس إلا خطأ أكبر وأن الحال شديد الشبه بحال الضفدع عندما تضعه في كرسي المسؤولية فيقفز إلى المستنقع .
* ومبارك على كل المتاجرين بالدماء وضع الأسئلة الخاطئة للإجابات الأكثر خطأ .