لحظة يا زمن ..الوجوه …والذاكرة

كثيرا ما تغيب الوجوه من الذاكرة, تلك الوجوه التي نصادفها في دروب العمر والحياة , وبالتأكيد فإن هذا الحكم ليس مطلقا بقدر ما يرتبط بطبيعة الذاكرة والظروف, فالبعض لدية حيوية وطاقة هائلتين ..في حفظ الصور والوجوه ,تجعله يمتلك التمييز بين هذه الملامح أو تلك .
والبعض لا يدقق كثيرا ..ولا يفحص إما لأنه هكذا ..قد تعود ..وأصبح الأمر طبيعيا .
أو أن الأمر لا يستدعي العناد ..لكنها الوجوه .. عناوين البشر والكائنات ..تلك الوجوه التي نراها وقد انعكست في المرايا ..تتعدد وتتداخل أمام العين ..تعبر ..وترحل تعود,تختفي ..تظهر مجددا عبر لغات الزمن النادر منها ما يبقى في الذاكرة ..والأغلب تغرق لا تعود ولا تطفو .
أحد منا يعبر الطريق .. والوجوه تتتالى في مشهد النظر ,تقرأها على عجل , وتقرأك هي أيضا على عجل البعض تراها .. والبعض لا تراها حتى ولو عبرت على أطراف الجفون والوجوه .. عوالم وغوامض ..حنين .. وتعابير شتى , لوحات وألوان .. وبكل هذا التنوع والتعدد .. للوجوه والإنسانية ..اختفاء , وظهور , تباين .. اتفاق واختلاف, تظل في تشابكها وغناها في العبور والوقوف, أكثر ما تحير الذاكرة .. هي الوجوه .. وكأن الذاكرة .. والحواس تغذيها بالتفرس .. والقراءات والاستنباط , تظل الوجوه .. شغل الذاكرة الأساس . ومابين التذكر والنسيان تظل الوجوه تعبر الحياة .. كما تعبر الذاكرة العابرة نفسها .. بعد أن تكون استنفدت طاقتها ورحلت مع صاحبها .. إن كان وجهه .. قد ترك لمسة أو انطباعا .. ظل وجهه في الذاكرة التالية التي تسلمه لذاكرة تالية أخرى.

قد يعجبك ايضا