العودة إلى العقل
عبدالسلام الحربي
* يقول الله عز وجل” قالتú يا أيها الملأ أفúتونöي فöي أمúرöي ما كنت قاطöعة أمúرا حتى تشúهدونö ” سورة النمل الآية 31 .32
* هكذا خاطبت ملكة سبأ بمنتهى العقل والثقة وفي ظل النهج الشوروي أيضا أبناء جلدتها.. وهكذا أجاب أبناء شعبها بأنهم أهل القوة وأولو البأس في صورة زاهية وبلغة مليئة بالدلالات والمعاني خلدها لهم المولى سبحانه وتعالى في كتابه العزيز.. فغدت حديث كل زمان ومكان.. وهي صورة ومشهد عظيم معنيون بها نحن اليمنون اليوم وأكثر من أي وقت مضى .. لنتأملها جيدا ونفهم معانيها وأبعادها خصوصا في ظل الوضع اليمني الراهن والصعب الذي تمر به بلادنا هذه الأيام وتحديدا منذ العام 2011م وما رافقها من أحداث وتداعيات أدت إلى خلق واقع يمني مليء بالأشواك والتعقيدات عصفت بالبلاد والعباد ولا تزال حتى اليوم تزداد شراسة وأحداث وأزمات ورهانات واختلافات بين فرقاء العمل السياسي والحزبي وأطراف الحوار على كلمة سواء بينهم تلبي خدمة الوطن والشعب وتغلب مصالحه العليا.. وعلى الرغم من انتصار اليمنيين لرؤاهم الوطنية في التحول نحو الغد الأفضل بكل تجلياته وتطوراته ونهوضه الحضاري والتنموي والاقتصادي والأمني, والذي رسم اليمنيون أروع الصور الحضارية كانت محل إعجاب العالم وتساؤلهم كيف تفرق اليمنيون واختلفوا وهم أهل الإيمان والحكمة وأهل الحل والعقد وأساس العروبة وتاريخها أصالة وقيما وصفات وأخلاقا وتوحدا في ما يهمهم في الحاضر والمستقبل انطلاقا من الإيمان القوي أن المطالب والأمنيات لن تتحقق إلا بتوافق الجميع والعمل جنبا إلى جنب للارتقاء نحو العلا والوقوف صفا واحدا أمام من يخلق الفوضى ويدعو إلى العنف والقوة تحت أي مسميات .. ما دامت المرجعية الوطنية والنظام والقانون والدستور هو مرجعية كل الشعب وهو مصدر التشريعات وسلطتها وفي ظل وجود مجالس وتشريعات تحدد مسيرة العملية الديمقراطية وتلبي طموحات الشعب في التغيير والتداول السلمي للسلطة في الوطن.
* ومن العادات اليمنية التي يتحلى بها اليمنيون عن غيرهم منذ القدم التكافل والتعاون أثناء المصائب أو الأحداث التي قد تعترض الوطن خصوصا إذا كان من خارج الحدود أو استهدافا للوطن والسيادة والأصالة والتاريخ لأبناء هذا الشعب اليمني العظيم وطبعه بعدم الإذلال والركوع مهما كانت المغريات إلا لله سبحانه وتعالى وأن من يعملون لصالح أجندة خارجية من داخل الوطن لا يمثلون إلا أنفسهم ولن يكونوا يوما في قائمة أبناء اليمن الشرفاء للوطن أرضا وإنسانا إدراكا من إيمانهم العميق أن الوطن هو الوجود والوطن وتربيته هي المنشأ والرقي والتطور والازدهار مهما كان حجم المصادر وهجرة الاغتراب والمهجر.. إلا أن الوطن هو الحضن الدافئ والحامل الأمين لكل أبنائه مهما كانت صفاتهم وسلبياتهم وإيجابياتهم في تعاملهم مع الوطن والمجتمع .. لكن اختلافهم لا يفسد للود قضية ما دام الوطن يتسع للجميع والدفاع عنه واجب وطني مقدس.. وحبه والولاء له جزء من إيمانهم وحياتهم اليومية العامة .. والرقابة على كل جوانب الحياة اليومية والوطنية والحكومية واجب الجميع في تجاوز بعض الاختلالات والكسب غير المشروع من قبل بعض القيادات العاملة في القطاع الحكومي العام للدولة.. ومع ما تشهده بلادنا وأبناء شعبنا اليمني من أحداث وعدوان سعودي خلفت أوضاعا يمنية صعبة ودمرت كل مقومات الحياة اليمنية العامة والخاصة في كل خدماتها ومرافقها جعلت المواطن اليمني يعيش أياما مأساوية كلها رعب وقلق وخوف من استهداف العدوان الذي أمعن في تدمير كل شيء في بلادنا دون تفريق بين المدنيين الأبرياء وقصف منازلهم دون أي دواع أو مبررات.. أما آن لأصحاب السياسة وأطراف الحوار أن يدركوا أن الوطن لا يحتمل والشعب غير قادر على الرهانات أكثر مما مضى من الرفيس وكسب الوقت على حساب حياته وقوته واستقراره الذي يعيش أسوأ حالاته ومعاناته..وهل آن الأوان لكل من يخلقون الأزمات ويفتعلون الفوضى والتخريب أن يعودوا إلى العقل ومنطق الحق والصواب والابتعاد عن المسميات المذهبية التي أثقلت الوطن والشعب جعلت اللاعبين بالورقة اليمنية يحلقون في سماء الوطن مستغلين جولات السياسة وأطرافها جولة تلو الأخرى.. كل يلاحق الآخر بجولات لا تنتهي ولا تلتقي أبدا والضحية فيها وطن وشعب يتعرض لأبشع صور العدوان قتلا ودمارا وحصارا وتجويعا..
* فهل نكون جميعا عند مستوى الوطن والإيمان والحكمة والعقل من أجل الوطن والشعب نتمنى ذلك.