جنيف 2
بعد فشل جنيف (1) الذي انعقد منتصف الشهر الماضي في مدينة جنيف الساحرة بين الإخوة اليمنيين الأعداء وكانت علامات الفشل واضحة للعيان قبل انعقاده بل قبل مغادرة الطائرات التي أقلت المتحاورين للمطارات التي انطلقت منها وأعتقد أن جنيف 2 سيفشل إذا ذهب المتحاورون بنفس العقليات وبذات النفسيات حاملة معها هموم شيء ليس من بينها بالتأكيد الهم الوطني الكبير والمتمثل بالأمن والسلام والعيش بكرامة لكنهم سيتفننون بطرح هموم أحزابهم ومكوناتهم وما قدمته تلك المكونات من تضحيات جسام في سبيل الوطن والشعب وما تعرضت له عناصرهم من ظلم وإقصاء وتهميش واضطهاد ووو… إلخ في سبيل الدفاع عن الوطن ومكتسباته وبنفس الشاكلة وإن اختلف الأسلوب سيتحدث ممثلو المكون الثاني والثالث وهكذا وفي النهاية سيكون الجميع أبرياء مما يحدث وسيكون الوطن هو المجرم وهو الفاسد والشعب هو المعرقل لطموحات الأحزاب والمكونات وخططها العبقرية والمخلصة والهادفة لنقل اليمن إلى مصاف الدول العظمى!!! لا حول ولا قوة إلا بالله.
طبعا سيكون بان كي مون وممثله في اليمن ولد الشيخ بحاجة إلى إحداث صدمة هائلة تعيد هؤلاء المتحاورين إلى رشدهم وإلى جادة الصواب ليدركوا أنهم والمكونات التي يمثلونها سبب تعاسة وشقاء وعذاب اليمنيين ولإحداث هذه الصدمة قد يقترح الأمين العام للأمم المتحدة برنامجا ترفيهيا للفرقاء أو ممثليهم وبالأصح يكون هذا البرنامج مليئا بالدروس والعبر المفيدة.
مثلا: يهيئ لهم برنامجا سياحيا داخليا في سويسرا يشمل زيارة بعض المدن السويسرية مثل بازل برن مرورا بالأرياف الجميلة والعودة إلى جنيف طبعا تكون الرحلة بدون مرافقين أو طقومات مسلحة أو مدرعات وعند عودتهم بسلامة الله يسألهم كيف وجدتم الأمن أثناء زيارتكم لتلك المدن¿ وهل وجدتم قطاعات قبلية¿ بل هل وجدتم رجال أمن منتشرين في الطرقات وفي مداخل المدن وفي الشوارع¿¿ سيجيبون لم نجد ما يعكر صفو رحلتنا ولم نجد أي مظاهر مسلحة وحتى داخل المدن لم نجد رجال أمن أو رجال مرور وكل الأمور تمشي بنظام وسلاسة عندها يقول لهم يجب أن تعلموا أن هذه الدولة خالية من القوات المسلحة تماما أي لا يوجد فيها جيش ومع ذلك هي المركز الائتماني الأول في العالم وكل الأموال التي ينهبها حكامكم ومسؤوليكم تودع في بنوك هذا البلد والسلاح الوحيد لهذا البلد هو القانون!!
ولا بأس أن يصطحبهم إلى السويد ليشرح لهم ملكها عندما تعطلت سيارته العام الماضي وهو في طريقه إلى المطار مع سائقه فقط وحتى لايفوته موعد الطائرة لرحلته الخاصة اضطر لترك السيارة مع السائق واستقل سيارة أجرة إلى المطار مع العلم أن امكانيات السويد تسمح له بتحريك موكب سيارات أوله في المطار وآخره في استكهولم العاصمة وإمكانات السويد أيضا تسمح له بأن يمتلك أفخم طائرة لرحلاته الخاصة والعامة.
وبعد السويد لن يخسر بان كي مون كثيرا لو أخذ المتحاورين إلى أسبانيا لكي يطلعهم عن كثب على قضية بنت ملك أسبانيا التي أخفى زوجها ومدير أعمالها مبلغ 7 ملايين يورو من إقرارها المقدم للضرائب العام 2013م فأحيلت مع زوجها فورا إلى القضاء بتهمة التهرب الضريبي وفي إحدى الجلسات طلبت من القاضي أن تصل إلى المحكمة بسيارة خاصة هروبا من الصحفيين والمصورين الذين اكتظت بهم الشوارع الواقعة بين السجن والمحكمة ينتظرون مشاهدة وتصوير بنت الملك وهي على سيارة السجن في طريقها إلى المحكمة لكن المحكمة رفضت إلا أن تصل بسيارة السجن مثلها مثل أي مجرم أو متهرب ضريبي.
وحتى تكتمل فائدة الرحلة لا مانع من التعريج على العاصمة الألمانية برلين والاطلاع على تقرير جهاز الرقابة والمحاسبة الألماني للعام 2014م عندما راجع مصروفات الرئيس الألماني اليومية ولفت نظر المراجعين أن وجبة إفطار الرئيس الألماني تكلفتها اليومية “9 يورو” فخيروه بين خيارين إما أن يغير نمط الوجبة أو سيضطرون إلى تغيير الشركة المتعهدة بأخرى أبدت استعدادها لتقديم نفس الأصناف بمبلغ 6 يورو فقط وهو المبلغ الذي رأت لجنة التفتيش أنه مثالي ومناسب لوجبة إفطار الرئيس!!!
طبعا الجميع يعرف إمكانيات واقتصاد ألمانيا وموازنتها الفلكية مقارنة بموازناتنا ولا أريد أن أذكر لكم موازنة المطبخ اليومي لبعض الحكام العرب.
الذين يحكمون دولا فقيرة تعتمد كثيرا على المساعدات حتى لا تصابوا بالفزع أو بالسكتة القلبية لا سمح الله وعيدكم مبارك.