الوطن أغلى من أي ثمن

ما قيمة الإنسان من دون وطن وإن حاز المرء منا على مال الدنيا برمتها فليس أقبح ولا أذم ممن يخون وطنه أو يتآمر عليه ومن كان مرتزقا فهو بلا ريب مرتد وطنيا ولا أرى لأولئك الخونة والعملاء من حق إلا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض والغريب أن زمرة الخونة هم في الغالب ممن يدعون التدين ولا أدري أي دين يدين به أولئك المرتهنون بالعمالة والخيانة لأعداء وطنهم وشعبهم خاصة عندما تتلوث أيديهم بقتل أبناء وطنهم وما أنا على قناعة منه أن المرء منا إن لم يكن كامل الوطنية فهو ناقص الإيمان ومن هو ناقص الإيمان فهو ليس من أمة الإسلام وليس على دين محمد بن عبدالله سيد الأنام لأن تلك الأعمال الإرهابية التي تقوم بها تلك الزمرة الخبيثة ما هي إلا تشويه وإساءة لحقيقة الإسلام وتمكين لأعدائنا من تدمير الأوطان فأي دين تنتمون إليه يا من تمدون أيديكم بالغدر والخيانة وتطعنون الوطن في الخاصرة وعن أي إسلام تدعون الانتساب إليه وأنتم من يسفك الدماء ويقتل الأطفال والرجال والنساء وتزرعون المفخخات في المساجد وتدمرون العمران والبناء إن كل تلك الجرائم التي ترتكب اليوم بحق أوطاننا العربية والإسلامية تتم للأسف الشديد بأيدي بعض أبنائه وهو ما ألحق بالأمة الضرر الكبير في مقدراتها البشرية والمادية والعسكرية والبنية التحتية وجعلها في مؤخرة دول العالم حضارة وتقدما في مختلف مناحي الحياة وأكثر من هذا الخسران المبين استهانة الغير بنا وبديننا من قبل شعوب العالم الآخر إن ديننا الإسلامي دين رحمة وسلام ومحبة ووئام دين وطنية على الدوام بل إن الشيء الوحيد الذي لا يقبل القسمة على أي عدد هو الوطن فكل ما يقبله هو الجمع أما إذا دخلت العمليات الحسابية الأخرى من قسمة وضرب وطرح فهو الشنآن الذي يصل بالأمة إلى الخراب فماذا جرى لكم يا من تدعون أنكم يمانيو الهوية وتآمركم على هويتكم وجرأتكم على تدمير وطنكم ومقدراته وقتل أبنائه ¿! أي دين تتبعون وأنتم لأعدائه تبايعون وتحت لواء الشيطان تتجمعون وتقاتلون ” السعودية وأمريكا وإسرائيل ” . إن العمالة والخيانة ثمنها باهظ ليس فقط يدفعها الخونة من حياتهم التي تبقى في مهب الريح وبلا قيمة عند من خانوا الوطن والشعب لأجله فقبل أن يدفعوا حياتهم ثمن خيانتهم يموتون ألف مرة وهم يرون كرامتهم تنتهك وتداس بالأقدام من قبل العدو الذي مدوا أيديهم إليه بالخيانة وباعوا وطنهم وأمتهم بثمن بخس ولم نعلم أو نسمع أن دولة أقامت لعملائها نصبا تذكاريا حتى في مقلب للقمامة أو سمت شارعا أو حتى مرحاض عام باسم أحد عملائها إن العميل يبقى ذليلا صغيرا وضيعا مهما نفخوا في أوداجه ومنوه بالأماني وأغروه بالمناصب وكل ما يمكن أن يحصل عليه الخائن هو أن يعطى المال المدنس والحرام .. ذات يوم أراد أحدهم أن ينافق نابليون فنقل إليه أسرارا عسكرية حيوية عن استعدادات جيش بلاده فاستقبلها نابليون بسرور بالغ وقد ساهمت تلك الأسرار في ما بعد بتحقيق الانتصار له في الحرب وبعد الانتصار استقبل نابليون ذلك الرجل بجفاء وأخذ كيسا من المال وألقاه إليه دون أن يترجل عن ظهر حصانه فقال له المنافق الخائن لا حاجة بي للمال وأمنيتي أن أصافح الإمبراطور فقال له نابليون من يخون وطنه وينافق أعداءه على حساب شعبه له المال فقط أما يد الإمبراطور فإنها لا تصافح إلا الأشراف من المخلصين وحين سئل هتلر من أحقر الناس قال من ساعدوني على احتلال بلادهم إن الأوطان لا تقدر بثمن وكما يقال الوطن هو الأرض والعرض ومن يفرط في الأولى يفرط في الأخرى.
حفظ الله اليمن وجيشه وشعبه.

قد يعجبك ايضا