ن …….والقلم..عيد ….يا من بلاده بعيد …

ما أن يشارف أكرم الشهور على الوداع حتى تنطلق أفواهنا مودعة (( مودع ..مودع يا رمضان ..شهر الخير والإحسان )), تهل في التو واللحظة بشائر العيد , فتفرح قلوبنا الغضة المليئة بالحب, للقرية , للبشر , للشجر ,لكل كائن حي يدرك معنى العيد , وحتى الطيور , ومختلف أنواع الحيوانات تعرف العيد من موسم التزاوج !! , وانظر إلى العصافير على جذع شجره , إذا رأيتهم يتهامسون بزقزقاتهم السريعة فاعلم انه العيد , قريتي عيدت من قبل أيام بهطول المطر , فتلونت الآكام , والشواجب , والاسوام , بالخضرة التي تجلي النظر فرحة بالعيد , والإنسان هنا في المدن وبرغم كل الوجع إلا انه يحاول استحضار معاني العيد بكل ما أوتي من قدرة على هزيمة الألم , من افتقدهم في العيد عمتي شريفه, وجدتي نعمه وعمي عبد الوهاب ووالدي قاسم بجاش رحمهم الله جميعا وكلي أسف إنني لن أكون مع رفاق الطفولة فوق سقف العيد نصلي صلاة العيد حيث تعودنا من يوم أن وجدنا, ولن استمتع بصوت طماش العيد يتردد في الآكام والوهاد  , لقد عدت لتوي من الشارع , الناس بأطفالهم وبرغم شحة ما في الجيوب للغالبية العظمى , إلا أنهم يحاولون مسايرة فرحة الأطفال بالعيد , وإنا أحاول استحضار صورة العم قاسم صالح الرز و (( مرúفعه )) , يضرب عليها مناديا الفرح إلى نفوس الأطفال , مات العم قاسم ولم يعد المرفع يلون صباح العيد , وحتى ((الطاسه)) التي كان (( يبترع )) على صوتها الذي يشجي النفوس كبارنا وصغارنا اختفت هي الأخرى من القرى , وحل محلهما التلفزيون ينقل فرحة الناس إلى الدنيا من حولهم , لكن للطاسة والمرفع تبقى ألف ذكرى تسكن النفوس إلى ما لا نهاية في هذا العالم الظالم , يكون العيد فرحته في هذه الظروف وان لم تكتمل , مناسبة لدعوة الناس إلى تسييد العقل , فالبلد بحاجة ماسه إلى العقل والتعقل , إذ هما سيدي الفعل وتوابعه , وما لم نعود للعقل , فسيكبر الألم وتتسع مساحة الوجع , إذ أقول لقريتي على البعد :كل عام وانتم بخير يا ناسها الطيبين, ويا أشجارها , وشواجبها , وأحوالها , وشعابها , واكامها , ورؤوس جبالها , وزرقة سمائها, وسواقيها , وسيلها , ومشاقرها  , وللمدن كل إشجاني , وكل عيد في نفسي اهديه إلى الأطفال والكبار , الأصدقاء والأصحاب , على راس الجميع قارئي الذي سأتركه طوال أيام الإجازة , وان كانت الإجازة بلا طعم لما تمر به البلاد , لكن من اجل عيون الأطفال سنرسم الابتسامة على الشفاه بقدر ما نستطيع  , ونتمنى للجميع عيدا سعيدا مجلل بالدعوة التي نرفعها إلى السماء أن يا الله أحفظ اليمن وأهله …………..وعيد يا من بلاده بعيد …….

قد يعجبك ايضا