(أهل الفكر)

ليس أنفع من في الأرض من أهل الفكر المخلصين الذين يتسمون بالصراحة لأنهم أكثر إحساسا بمعاناة البشر وخير واق ومدافع للمجتمعات البشرية ومطالبهم وحقوقهم الشرعية والقانونية التي كفلتها الديانات السماوية والقوانين الوضعية الأرضية وما أحوجنا إلى مثل هذه الفئة من أبناء المجتمع وغياب تلك النخبة من أهل الفكر في ما جرى ويجري حاليا في الساحة اليمنية خطأ فادح وربما هو ما جعل المخاض عسيرا لولادة الدولة الوليدة التي تطلع إليها أبناء الشعب اليمني بآمال عريضة ويعولون عليها الكثير بعد كل هذا الجهد والعناء الذي أصاب الجميع بدون استثناء وأولئك المفكرون حقهم أن يكونوا قادة البشر وليس فقط أن يشاركوا في صناعة وبناء الدولة الجديدة لأنهم الأكفأ والأجدر على ذلك ولا أدري كيف للإنسان أو الناس عموما السير في الطريق وعلمهم المسبق ان تلك الدروب مليئة بالعقبات والعثرات والمنعطفات المظلمة التي قد تحد من قدرتهم على الاستمرار ومواصلة السير بل وقد تعيقهم عن المضي وغايتهم المنشودة طالما لم يتزودوا بمشاعل تضيء لهم الطريق وترشدهم نحو المسلك الصحيح الذي يوصلهم إلى هدفهم بأقل الخسائر في الوقت والجهد ويحقق لهم النجاح والضمان للحاضر والمستقبل. قد يقول قائل أن هذا ليس الظرف ولا الزمان المناسبين للحديث عن خيبة الشعب من كافة الأحزاب وفشلهم في تجنيب الوطن ما يحصل اليوم فيه من قتل ودمار جراء العدوان من قبل عصابة الإجرام الدولية التي لم تكن على البال ولا في الحسبان من قبل تحالف الشر أبناء الشيطان والتي تدك آلتهم العسكرية الأرض والإنسان في بلد الحكمة والإيمان غير أن من اللازم والواجب أن نتطرق للأسباب التي أوصلتنا اليوم إلى ما نحن عليه من قتل وخراب بسبب أنانية اولئك من المتحزبين الذين لا ينظرون في الغالب إلا لمصالحهم الشخصية ومصالح أحزابهم وليس كما ينظر أولئك المفكرون التي نظرتهم اشمل واعم وهي المصلحة العليا للوطن والمصلحة العامة للشعب إن تلك الأحزاب عليها وزرا كبيرا وتتحمل النصيب الأكبر في ما آلت اليه الأمور على الوطن بيد أن أغلب اليمنيين اليوم شبابا وشيوخا نساء ورجالا قد مسهم الضر من كل شيء وفي كل شيء, يلامس حياتهم واستمرار معيشتهم ولم يعد يقوى جلهم على تحمل صدمة وخيبة أمل جديدة من بعض أبنائه لذا فهم يرون أنه من الواجب الديني والوطني والأخلاقي أن لا يترك الوطن لأولئك الأنانيين ممن يدعون زورا أنهم ساسة وحزبيون ولا يعملون سوى لمصالحهم الفئوية والحزبية والمناطقية ويكفي أن ندرك حقيقة إخفاق تلك الأحزاب وأن لا خير فيها, إن كل حزب له أيدلوجيته الخاصة التي تختلف كليا من حزب لآخر ولا مكانة لمصلحة الوطن والشعب في تلك الايدلوجيات وهذا حقيقة سبب فشلهم, لذا فإن الشعب يحمل أهل الفكر والمثقفين مسئولية أعباء المرحلة الراهنة والمستقبلية لإخراج الوطن من محنته وأن لا يتركوا الحبل على الغارب لأولئك المتحزبين فيكفي ما أصابنا منهم من ضر وبلاء .

قد يعجبك ايضا