العدوان لن يحجب فلسطين
أحمد يحيى الخزان
بعد عقود من احتلال العدو الصهيوني لأرض فلسطين واحتلال الحرم الشريف الثالث الذي لم يرض حكام آل سعود أن يكونوا خداما له فاكتفوا باحتلال الحرمين وأهدوا الثالث للصهاينة تقديرا لجهود الصهاينة في الحفاظ على مملكة آل سعود التي هي الأخرى أخذت ما لا تستحق من من لا يملك!
فلولا آل سعود لما بقيت إسرائيل في عشها الذي اغتصبته ولطارت منه منذ زمن بعيد فعندما كانت بعض الدول العربية ما زال لديها القليل من ذرات العروبة والغيرة وعندما تحالفت وشنت ثلاثة حروب لتحرير فلسطين وكلها باءت بالفشل والهزيمة كانت اليد السعودية هي من الأسباب الرئيسية لهذا الفشل فلم تكتف بعدم الاشتراك في مواجهة العدو الصهيوني بل كان دعمها المالي السخي لصالح إسرائيل! حتى أنها اشترت الكثير من زعماء العرب فكانوا يخونون فلسطين بسحب جنودهم في اللحظات الأخيرة من سحق العدو الصهيوني في كل حرب يشنونها.
وكان الهدف من ذلك هو خلق حالة من اليأس والهزيمة في نفوس العرب وأن إسرائيل لا يمكن أن تقهر منذ تلك الفترة أصبحت غيوم اليأس هي المسيطرة في سماء الدول العربية حتى جاء حزب الله ونفخ في هذه الغيوم ليلحق بإسرائيل شر هزيمة ويبعث رسالة كان مفادها أن إسرائيل دولة عاجزة وأن الأمل في قهرها ما يزال مفتوحا بل ومؤكدا فإذا كان حزب استطاع أن يلحق بها الهزيمة فكيف بجيش دولة عربية¿! وكيف إذا كان تحالفا عربيا¿!
بعد أن كسر حزب الله هذا الحاجز وأعاد الأمل لاستعادة فلسطين كانت الشعوب العربية تنتظر بفارغ الصبر تحالفا عربيا شامخا ينقض على العدو الصهيوني لكي ترتفع رؤوس العرب بعد أن كانت منكسة في التراب طيلة العقود الماضية فما كان من حكام العرب إلا أن أخذوا مطارقهم وقاموا بطرق رؤوس العرب ودكها فهذا التحالف حول دفته إلى بلد تحبه ملائكة السماء هذا البلد الذي لم يسء إلى أي شعب من الشعوب بل كان شعبا كريما يحب ويتمنى السعادة لكل شعوب العالم.
كل هذا كان هدفه هو حجب فلسطين وتمكين العدو الصهيوني وإعطائه نفسا كبيرا ليقوم بالتمدد أكثر وأكثر وأيضا إعطاءه الضوء الأخضر بالقيام بالمزيد من المجازر في حق شعبنا الفلسطيني وليبرروا لإسرائيل ما ترتكبه من قتل للنساء والأطفال بحجة أن بلاد الحرمين هي تقوم بذات الفعل بل بشكل أعنف وأوحش منها! فلا نستغرب عندما نشاهد ما يرتكبه آل سعود من وحشية في حق أبناء الشعب اليمني فكلا -آل سعود وإسرائيل- كيان غاصب وفكر واحد فجميع الحرم الثلاثة هي محتلة وإن اختلفت المسميات!
فالعدو هو يعلم ويوقن أن القضية التي ستوحد شعوب الأمة هي القضية الفلسطينية لما لها من أثر ديني وإنساني في وجدان كل حر وشريف في هذه الأرض وبالرغم من أنهم يعلمون أنهم لن يستطيعوا محو هذه القضية ويعلمون أنه سيأتي اليوم التي ستزول فيها إسرائيل إلا أنهم يريدون أن يكسبوا مزيدا من الوقت لإطالة عمر احتلالهم بإشعال الحروب هناك وهناك وحرف بوصلة العداء لأطراف أخرى بعيدا عن الخطر الحقيقي.
فمهما حاول الأعداء ومهما استخدموا من وسائل فإن الشعب اليمني لن يتخلى عن قضيته الأساسية القضية التي خلق هذا الشعب من أجلها بل وتتجذر في عروقه هي تحرير فلسطين فالعدوان لن يحجب عنا فلسطين وحتى لو حاول أن يشغل شعب اليمن بعدوانه فاليمن سيظل يعد العدة لقضيته الأساسية ففلسطين ليست قضية الفلسطيين وحدهم بل هي قضية الأمة بأكملها فحتى لو تخلى الفلسطينيون عن هذه القضية -ولن يتخلوا- فنحن لن نتخلى عنها وبإذن الله سيأتي اليوم الذي يفتح اليمانيون ومعهم جميع المستضعفين من شعوب الأمة المسجد الأقصى ويستأصلون الغدة السرطانية ويعيدون لهذه الأمة عزتها ومجدها التي افتقدته منذ زمن طويل (ونرöيد أنú نمن على الذöين اسúتضúعöفوا فöي الúأرúضö ونجúعلهمú أئöمة ونجúعلهم الúوارöثöين).