إرجاف !!
إبراهيم الحكيم
تروج مواقع أعوان العدوان السعودي منذ ثلاثة أيام أنباء عن “اتفاق على هدنة غير مشروطة” وتورد 9 بنود (شروط) للاتفاق! تقدمها على أنها مسلمات مفروغ منها مع أنها ترجمة لإعلان “مسرحية الرياض” وتثبت شرعية العدوان وأعوانه وتجرم قوى الداخل بما فيهم المؤتمر الشعبي وأنصار الله لدرجة نصها صراحة باتهامات وإدانات لها تجاهر بها الشروط المذلة وغير الواقعية لصالح السعودية وعملائها كافة!!.
أدهى من ذلك أن هذه التسريبات تستند لمرتكزات واهية تعتمد الربط بين أنباء “إطلاق سراح” القيادي في تجمع الإصلاح (الإخوان) اليمني فتحي العزب مع أن هذه الأنباء إن صحت لا تعني شيئا مما يجري تحميلها لكون اعتقال أي سياسي في الأساس إجراء خطأ ينبغي تداركه ذاتيا لا جعله مقابل ما تصوره التسريبات كما لو أنه “صفقة” تنقذ أنصار الله وقوى الداخل بـ “هدنة مهينة وشروط مذلة” وصك إدانة لها وحكم إعدامها!!.
الانكى من هذا أن هذه التسريبات تستند أيضا على رسالة تزعم أنها من المستقيل هادي إلى أمين عام الأمم المتحدة وتصوره إنسانا ويمنيا أيضا بل ووطنيا حريصا على دماء اليمنيين واليمن!!. وأنه يقدم تنازلات لأجل حقنها والوضع الإنساني المأساوي في اليمن!.. رغم أن هادي وشلته هو المأذون غير الشرعي لتهيئة أرضية العدوان والمسوغ الشكلي لجرائمه بحق اليمن واليمنيين !!.
فضلا عن أن لقاء المبعوث “السعوأممي” ولد شيخ مع القوى والمكونات السياسية لا يشكل دليلا تعتد به هذه التسريبات ولا يعني استسلام المكونات التي لا يزال موقفها المعلن كما هو: وقف العدوان ورفع الحصار واستئناف الحوار السياسي اليمني من حيث أوقف بعدوان هادي في عدن وبالعدوان السعودي للتوافق على حل لسد فراغ السلطة.
الفراغ الذي أحدثته استقالة هادي وبحاح المفتعلتين لتعميد الانقلاب على اتفاق السلم والشراكة الوطنية وإسقاطه لاحقا من قرارات وبيانات مجلس الأمن واستكمال مناقشة مسودة الدستور بما يصون وحدة اليمن أرضا وشعبا ودولة وطرحه للاستفتاء واستعادة المسار الديمقراطي والشرعية الدستورية الشعبية بإجراء انتخابات رئاسية ونيابية ومحلية تنهي شرعية التوافق السياسي والتقاسم المصالح والمكاسب.
لذلك وغيره من الأسباب لا أصدق هذه التسريبات فهي من ناحية تقف في مربع ما قبل عدوان هادي في عدن ومحافظات جنوب الوطن: ولا تضع أي اعتبار للمتغيرات السياسية والميدانية منذ بدء العدوان السعودي وجرائمه وأعوانه ومن ناحية ثانية تسقط كليا شرعية جبهة الداخل الشعبية والسياسية والعسكرية وتتجاهل أنها أكثر تماسكا وتقاربا وتوافقا على رؤية واضحة وثابتة: تجريم العدوان السعودي وأعوانه وحصاره وعدم الاعتراف بشرعيته: فعلا وشخوصا.
لا غاية إذن من هذه التسريبات “الإخوانية” رائحة ولغة وبصمة ومصلحة وترويجا عدا غاية الإرجاف وإضعاف معنويات جبهة اليمنيين الداخلية: صمودا ومواجهة وشق صفها أيضا بتصويرها منهزمة متخاذلة وخائنة ايضا لمقومات قوتها وثقلها داخليا ووزنها خارجيا: رفض انتهاك السيادة الوطنية التبعية وهيمنة الوصاية الخارجية تدمير اليمن وقتل اليمنيين تمزيق وحدة اليمن أرضا وإنسانا وكيانا.