خواطر رمضانية – (22)… الحجاج بن يوسف وعمر بن عبد العزيز!!

كان سيدنا الخليفة الزاهد عمر بن عبد العزيز يقول: “لو تخابثت الأمم يوم القيامة فقدمت كل أمة بأخبث ما عندها وقدمنا نحن معشر بني أمية بالحجاج لرجحناهم”.
وكان قبل استخلافه يقول: “ملأت الأرض جورا” ويذكر من عمال بني أمية الحجاج في العراق.
وكان قد بلغه أن الحجاج قال قبل موته: “يارب إنهم يزعمون أنك لن تغفر لي” فكان يحسده على قول هذه الكلمة مستذكرا ما جاء في الأثر أن أحدهم قال لأخيه وكان هذا القائل عابدا وأخوه ماجنا فقال العابد للماجن: “والله لن يغفر الله لك” فيروى أن الله قال: “من ذا الذي يتألى علي أن لا أغفر لفلان¿ فإنöي قد غفرت لفلان وأحبطت عملك.”
بمعنى أن الله لا يريد لأحد من خلقه أن ينصب نفسه بينه وبين عباده ويدعي باسم الله أن هذا مغفور له وهذا غير ذلك فعاقب هذا المدعي عليه على أن محى ما مضى من أعماله الصالحات ومحى ما مضى من أعمال أخيه السيئات.
سيدنا عمر تمثل هذا فكان يقول متسائلا “أ و قد قالها¿”
وذات يوم رأى رؤيا منامية كأن القيامة قامت وذهب كل إلى منزله في الجنة أو في النار وقد أمöر به إلى الجنة وفي طريقه إليها رأى جثة ملقاة كأنها كومة لحم فقال: ماهذا¿ فقالت له الملائكة: اسأله فعسى يجيبك..
فقال لتلك الجثة: من أنت¿
قال له: أنا الحجاج.
قال: وما فعل الله بك¿
قال: قتلني بكل قتلة قتلتها أحدا من عباده قتلة مماثلة.
قال: وما تنتظر الآن¿
قال: انتظر ما ينتظره الموحدون.
فقام سيدنا عمر من نومه ولم يتكلم بعدها عن الحجاج ولا عن غيره وكان يقول: “والله لا أتألى على أحد من أمة محمد بعد الآن”.
اللهم اعصم ألسنتنا وجوارحنا وخواطرنا من الوقوع في أحد من أمة محمد عليه الصلاة والسلام.

قد يعجبك ايضا