لحظة يا زمن …وحشه
لم يطاوعه القلم في تلك الليلة ليكتب ,ظل خلالها , يقلب الصحف حتى استنفد أخرها. نظر إلى القلم يرجوه لو تعاوننا الاثنان معا ,وكان القلم مستكينا في غفوته على الأرض لا يقدر على الكلام , تظله مشاعر عزله متوحدة في ذاتها , غارق هناك في البعيد ناء كجزيرة معزولة وخالية في عمق البحر .
وعاد يفكر ..وهو ينظر بعمق إلى وجود القلم أمامه ..متروكا هناك وحيدا ومعزولا , منفردا بكيانه الحزين .
تواردت الخواطر ..أليس للقلم أحزانه الصامته ¿
ذلك المرافق الصامت دوما..!
الذي يسكب مداده عبرات على سطوح الورق .
أليس هو الذي يطاوع البنان ويسلم نفسه بطواعية شديدة الحذر , تعبر بها النبان أخاديد السطور , ومنعرجات الخطوط .
يمضي القلم صبورا فيهمي مداده ارتسامات شتي , تشكل الكلمات نقطا وفواصل ,ووقفات , تشكل الكلمة بالتنوين ,وبالضمة وبالكسرة .
يسير في رحلة ..والايام تجرى مع صاحبه في كل الطرق وكل الدروب .
لا يخون الرفقة أبدا …ولا يتخل
عن صاحبه في أحرج المواقف يظل في جيب صاحبه كالحارس الأمني لا يغادر ولا يتململ .
في وحدته الليلية ربما صورت لتلك اللحظة تذكر صديقه بعيد حضور إنساني عزيز عليه افتقده في وحدته فتمنى .. تبادل الكلام معه.
تلك العزلة النفسية الإحساس المهيمن بتجول الناس إلى استياء وإلى جزر منعزلة وبالتالي إلى أهداف غير منظوره.
إلى تلك الأمور غير المرئية وهي تغزو الناس إلى الأعماق فتسبب الحزن العميق بعشوائية غريبة لا يعلمها قانون المصادفات نفسه.
أشياء وأشياء لا يجدلها تفسير إحساس غامض وغريب يدفع النفس إلى الانكماش تبحث عن ملاذ في تساؤل حارق والنظرة تتوه في الأفق البعيد تفقد عودة طريقتها وترك صاحبها بلا معين .
دارت في ذهنه خواطر مشوشة وتتالت كلمات ..غير مترابطة بلا معين في أخر المطاف والأفكار تهرب بعيدا.. لم يجد ..أمامه غير القلم تبثه شكواه .