أصلحوا أنفسكم .. ولو في جنيف ..!!
عبدالله الصعفاني
المفروض أن يكون اليمن قضية يمنية ولكن .. كيف السبيل لتكريس المفروض بعد أن أصبح المفروض مرفوضا ..¿
* توضيحا للاستهلال كان ينبغي علينا أن نجعل مما حدث عام 2011 فرصة نصحح فيها المعتل والمختل من الأوضاع ونملأ ما هو فارغ من الكأس ولكن .. ما حدث وفق تعبير أحد المراقبين أن الطرف الثورجي الخاطف لربيع اليمن لم يذهب نحو ملء الكأس وإنما دلق ما فيه ولم يكتف بذلك بل كسر الكأس ليصل باليمن إلى ما وصل إليه من استجداء الحياة والسلام عند أبواب اللئام .
* كانت فرصة تعويض الدم المراق واللبن المسكوب هي مؤتمر الحوار الوطني غير أنه بدلا من أن تكون اليمن هي قضية المتحاورين شاهدنا كيف تحول مؤتمر الحوار الوطني بفضل رئاسته البائسة وجوقة استشارات السوء من فضاء للحل إلى مخانق للتأزيم الذي تولى كبره قارعي طبول الأذية بالشطط الذين جعلوا من التمزيق بالأقلمة الشرارة التي استدعت غيرها من مواقف قدمت اليمن بوجه شاحب ما يزال يبحث عن عبور من أزماته تحت الحصار وتحت العدوان .
* ولأن اليمن لم تكن قضية يمنية في عقول وضمائر المتحاورين كما هو الواجب كان طبيعيا أن نصل إلى البحث عن قاعة في الخارج متلمسين خطى الفاشلين المتساقطين من كتب التأريخ الإنساني لا فرق بين مؤتمر المتساقطين من لوحة الشرف وهياكل كيانات الممانعة إلا في قدرة الوجوه على إنتاج مياه الحياء حيث لا عاصم من تهمة إيصال اليمن السعيد إلى مربع التعاسة حتى إشعار بالقبض القهري على المستحيل الرابع .
* لم يكن لمن أفسدوا مؤتمر حوار موفنبيك أن يفعلوا شيئا خارج البلاد غير الخيانة بالاختيار السيء والخيانة بإحراجات ” املأ المعدة تستحي العين ” ولم يكن بمقدور مشاورات مسقط أن تكون أكثر من توطئة تسمح بقبول كل الأطراف بالذهاب إلى جنيف لإجراء محادثات برعاية الأمم المتحدة لعل مساعي الموريتاني ولد الشيخ تأتي بما لم تأت به جولات المغربي جمال بنعمر .
* شخصيا أشعر بالامتعاض وخيبة الأمل في الدبلوماسية الدولية خاصة عندما لا يتحرر رجالها ونساءها من ضغوط الأمريكان وأموال الخليج ولكن .. ماذا بمقدورنا كمواطنين غير ما يمتلكه المتدحرج من شاهق حيث الإمساك بأي شيء وكل شيء من باب لعل وعسى وما برح وما انفك وما طاح ..
* كان يجب على طيور الخراب السياسي اليمني أن يجعلوا من اليمن قضية يمنية ولكن ما حدث من التدويل المدفوع استباقا ووعودا وبنظام كابينة تليفونات الشوارع فرض القول لابد من جنيف ولو تحت هذه الرعاية الأممية للعدوان على اليمن كإحدى خيبات الأمل في الدبلوماسية الدولية .
* وإذن فنحن تحت قصف العدوان بانتظار أن ينجح هذا الوطن الشاحب في مهمة العبور من أزماته العاصفة التي تولى كبرها تلاقي غطرسة واستكبار الجار مع سياسيين يمنيين يتصرفون بانتهازية ولؤم وبيع وشراء حتى في قضايا فيها حياة الشعب وأرواح ودماء أبنائه !
* خيبة الأمل في الدبلوماسية الدولية هي ذات خيبة الأمل بدبلوماسية الجيران وبذات الخيبة التي صنعها أطراف ” غاغة ” موفنبيك ولكن مرة أخرى لا بأس من استدعاء الأمل بأن تكون اليمن قضية اليمنيين ولو في جنيف ..!!
* إيماءة
أيها المتأهبون للسفر إلى مؤتمر جنيف .. بلدكم المنكوب بكم بلد حضارة وتأريخ وثروة بشرية ومواطنيكم أهل شجاعة وموهبة وأخلاق وقدرة على العمل وعلى الأمل .. اتقوا الله وكفوا عن مواصلة البراعة في ممارسة الشر المخلوط بالمذلة .