خياران اثنان!!

إبراهيم الحكيم

_ أرى أن الخيارات أمام القوى السياسية والمكونات المجتمعية اليمنية كافة قبل مؤتمر جنيف وفيه وبعده كانت ولا تزال محدودة وتكمن في خيارين رئيسيين تترنح هذه القوى والمكونات بينهما بنسب متفوتة في خضم دوامة الصراع الجاري منذ 2011 وحتى اليوم:
– الخيار الأول استمرار الارتهان للأهواء الشخصية والانقياد للمصالح الذاتية والحزبية الأنانية والانجرار وراء النزعة الاستحواذية والاقصائية للآخر والانتقامية منه وما يعنيه من انزلاق أكثر في مستنقع العمالة للخارج بحثا عن شرعية النفوذ الواهمة والسلطة المغتصبة والتمادي في تدمير اليمن وفي إجراء بحر الدماء وأكوام الاشلاء!.
– والخيار الآخر الإصغاء لصوت العقل وصدق الانتماء للوطن والتضحية بكل المصالح في مقابل إعلاء مصالح اليمن العليا وشعبه في الأمن والاستقرار والعيش بسلام وكرامة وما يعنيه من اتحاد في جبهة صون سيادته ووحدته وشراكة حقيقية في تحرير إرادته واستقلال قراره عن نفوذ الهيمنة وتبعية الوصاية الخارجية الإقليمية والدولية.
– وبين الخيارين يظل السبيل الأمثل والوحيد المتاح أمام القوى والمكونات اليمنية الوطنية لمغادرة فوهة البركان والخروج من عنق الزجاجة والنجاة باليمن وبمستقبل كل القوى السياسية هو التوافق على الاشتراك بصدق ومسؤولية في نزع فتيل الأزمة منذ اشتعالها في 2011م وما تبعتها من أزمات متوالية وتداعيات كارثية بإنهاء الانقلاب على قواعد الحكم الديمقراطية والتخلي عن منطق الاغتصاب للسلطة.
– وهذا لا يزال ممكنا باتفاق الجميع أولا على العودة سريعا إلى شرعية الدستور وإرادة الشعب الحرة في صناديق الاقتراع وحق الشعب في انتخاب من يحكمه وممثليه في سلطات الدولة بعيدا عن دوامة اشتراع شرعيات زائفة أكانت حشد الشارع وغلبة الصوت والقوة أو توافقات تقاسم السلطة وتنازع المصالح والمكاسب على حساب مصالح الوطن والشعب.

قد يعجبك ايضا