عن العيد الوطني الخامس والعشرين
حسن أحمد اللوزي
* ظل العيد الوطني من يوم مولده عنوانا تأريخيا بارزا يسطع بمعاني القوة والأصالة التاريخية واجتراح النصر العظيم في وحدة الوجود والبقاء والمصير وطريقا لحياة يمنية جديدة معبرة عن كل أماني الشعب في البناء والنهوض والتنمية وتجويد الممارسة للحرية والديمقراطية في ظل راية الاخاء والمساواة والعزة.. والكرامة وانتصار حقوق الانسان بل وفي جوهر ماكان يتطلبه الوثوب إلى عمق حياة العصر الذي نعيش فيه عبر الحركة اليمانية الوحدوية الديمقراطية العاقلة بمشروعنا الحضاري الجديد ?
* فأين نحن اليوم من كل ذلك وقد كانت أفراح العيد التي تجمع الكل في السلطة والمعارضة في الصورة البهية بكل معاني السرور والإبتهاج تبرز المشهد اليمني كالجسد الواحد السامق في عنان الوجود والتفاعل والنماء (( والمرآة التي نرى فيها أنفسنا المتوهجة بأفراح الوحدة اليمنية الخالدة وبين يدينا تتضاعف البشارات ليبقى ويخلد الثاني والعشرون من مايو كأروع وأجمل الأيام وأقرب المواعيد المضروبة مع الحاضر الأقوى والمستقبل الأفضل فهو مشدود الى نياط كل القلوب الوحدوية.. والى ضمير الوطن الغالي وقد امتلك استواءه واستقامته وحيويته وعافيته.. وقوته وفعاليته وكما هو مرسوم في ضمير المجتمع الواحد في بنيانه المتماسك والمتعدد أعني كما هو في ضمير الشعب في صيغة الجمع الحصين ))
ومع كل ذلك نستطيع أن نقول بأن عيدنا الوطني في هذا العام كامن في الحوار وما سوف يثمره الحوار حتما سواء تم في بلادنا أو كما دعا إليه أمين عام الأمم المتحدة في (( جينيف )) ومن أجل ذلك فسوف أختم هذه اليومية بالتذكير بأهم ما يجب أن يتصف به الذاهبون إلى الحوار داعيا الله ان يهديهم إلى سواء السبيل إنه سميع مجيب.
ومنذ البداية نقول لا يجوز لأحد من كان أو جهة من كانت أن تهب أو تمنح صكوك الوطنية أو التزكية لأحد فالجميع بمقياس المعايير الوطنية في صف واحد نتحدث عن الأشخاص والشخصيات الاعتبارية أوالمكونات السياسية بميزان واحد ولذلك فإن المقصود من وجوب توفر صفات معينة هي الصفات الإنسانية والأخلاقية بداية من حسن الظن فليس هناك ما هو ازكى من حسن الظن على الاطلاق فهو مفتاح كل الخير بالنسبة للحياة وما تعج به الحياة من علاقات والاهم في ذلك حسن الظن في كل من سوف يتم التحاور معهم والذين سوف تتعامل معهم وتحقق التفاهم – كما دعا إلى ذلك الأستاذ الجليل الدكتور عبدالعزيز المقالح -لأنك لابد أن تقبل بهم وسوف تبرم معهم الاتفاقات لتعملوا سويا على تنفيذها في ظل الشراكة الوطنية الجامعة !
ولا شك بأن القبول بالآخر يعتبر بمثابة مقدمة الواجب لتوفر حسن الظن أيا كانت صفات الآخرالأخرى أو أفكاره أو معتقداته طالما نحن أبناء وطن واحد وقد تعايشنا معا فوق أرضه وتحت سمائه وقد مثل التعدد في تأريخنا عنصرا من عناصر غنى مجتمعنا وثراء ثقافته ومتانة حكمته !!!
اما الثقة في الآخرين فهي اغلى مطلبا وهبة يقدمها الإنسان بين يدي الأخوة الوطنية والإنسانية ومرتبة أعلى من حسن الظن ولذلك لا يمكن ان يعطيها الانسان مطلقا الا بامتلاك الادلة الداعية لذلك وما أسهل أن يقدمها الصادقون والمخلصون في التزامهم وعملهم وسلوكهم الأخلاقي الملتزم في كل المعاملات والمواقف والأحوال ! لأن الثقه قد تكون مكلفة ولكنها لا يمكن أن تكون أغلى من المصالحة الوطنية والمصلحة العليا الوطنية ولا يمكن أن تقوم هذه والأولى إلا بها وعلى أساس منها, وخاصة وأن المصالحة الوطنية لا تحتاج اكثر من الترجمة الصادقة والامينة للقيم العقيدية والوطنية العليا التي يؤمن بها الشعب كله وإحقاق الحقوق المشروعة وإنصاف كل من أصابهم الضر وتضميد كل الجراح بنفوس طيبة وراضية ومطمئنة !
والسؤال هنا كيف يمكن توفير كل ذلك ¿¿¿
الإجابة متوفرة في كل ما ذكرناه وهي موجودة حتما في كل المجتمعات السوية والتي تظللها قيم الإخاء والقبول بالآخر والإيمان بالمساواة وامتلاك مشاعر التعاون والمحبة الوطنية وكفى ??
عن التوحد والشمم :-
“”””””””””””””””””
ستظل في السفر العظيم
كالنهر لاتغفو على جدث الطريق
كالبحر لاتطوي الخبائث والزبد
وكالصباح تمد اجنحة لإشراق الأبد
وتفيض انوارا لأعراس الأبد
ولن تطوقك المتاهات القديمة
ولم تعد صيدا على خشب الوليمة
وأنت في عينيك أطياف لساحرة يجود وصلها عمق الحضور
يحمي هواها والمكاسب والقيم..!
من كل غائلة تحوم
هذا التوحد.. والشمم