لحظة يا زمن…حين يأتي.. صاحبي

صاحبي حينما يأتي.. يأتي ليثير الوجع الساكن في الأعماق.
وحين نتحرى الحقيقة والدقة.. فهو يستثيره.. لكنه يدهفه قليلا من مكمنه الهاجع فيه.. يستفزه ليتحرك بدلا من غفوته الشتائية الطويلة.
يجلس صاحبي.. على جانب غير بعيد مني.. ويبدأ ..حكاياته ..حكايات بعضها طويلة ..بعضها قصيرة والوجع يتقلقل في الداخل .يجرح الأحشاء ..يهتز جدار القلب ..يتجمع الألم ويتفرق في أنحاء الجسد ..وأقول ..مليح ..ربما يتشتت الوجع ويتناثر ..وبعدها يرحل من القلب ويتركه خاليا من التعب والأوهام ..والأحزان لكن تلك الأمنية مستحيلة التحقق حين يعاود صاحبي ..سرد الحكايات الصغيرة ..تلك الحكايات اليومية التي نعبر على ضفافها ..وتعبر فينا ..وتلامس أطرافنا ..وبعض الحين تهبط إلى الأعماق فتجد مستقرا لها هناك ..وبعدها ..ننتظر أن تغادر مكامنها ..لكنها ..تتشبث هناك ..تنشب أظفارها في الأحشاء ..وتظل هناك وحين يأتي صاحبي ..المولع بالحزن والوجع ..ويحكي حكاياته ..تستثار وتتحرك من مكامنها ..لتضحك ملء شدقيها ..ونبكي نحن قليلا ..نطهر بعض الحزن العالق في القلب ..ونحسبها أنها ستغادر..لكنها ..تبقى ..هناك في الأعماق ..وتحب صاحبي حين يأتي ..ليثيرها ..ويستفزها وترتاح وقتها .

قد يعجبك ايضا