كلنا اليمن

لم نكن نحن اليمنيين نعرف الشتات والتمزق الاجتماعي ولا حتى السياسي بل كنا ومازلنا وسنظل موحدين أرضا وإنسانا حضارة وكيانا مهما اختلف الساسة وتناحر الفرقاء وائتلف المتآلفون واختلف المختلفون سنظل وسنبقى يمنيي الاسم والانتماء ولا خوف على الوطن ووحدته من أي اختلافات أو انقسامات ولنا شواهد من ماضينا القريب وحاضرنا.
بيد أن وطننا شهد انفصالا سياسيا لكيانين متناقضين أحدهما إمامي في ما عرف بالشمال سابقا والآخر استعماري في ما عرف بالجنوب سابقا مع أن الاسم ظل واحدا لوطن واحد وشعب واحد ولولا الاستعمار لما كان هناك انفصال أو قيام كيانين سياسيين ومع ذلك ضاعفت من وحدتنا وتلاحمنا معاناتنا من عهدي الإمامة والاستعمار فكانت واحدية المعاناة واحدية الثورة وواحدية الهدف والمصير ففي الوقت الذي احتضنت عدن الباسلة الأبطال الأحرار المناهضين للإمامة ساهم أبناء الجنوب سابقا مع إخوانهم في الشمال سابقا في مقارعة الأئمة والانتصار للثورة السبتمبرية الخالدة كما مثلت صنعاء وتعز ملتقى ومدرسة للتدريب والتأهيل لأبطال الثورة الاكتوبرية ولم يكن هناك هذا شمالي وهذا جنوبي فقط كلنا يمن .
وعقب انتصار الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر تطلعنا إلى وحدة الكيان السياسي لشعبنا الموحد أصلا .
بيد أن تدخلات إقليمية ودولية وتأثيرات الحرب الباردة آنذاك بين المعسكرين الغربي والشرقي ساهمت في إطالة عهد التشطير وضاعفت من احتدام الصراعات وحدث ما حدث , لكن ظل الحوار هو الأمل في حل المشاكل فمن لقاءات القمة بين قيادة الشطرين في القاهرة وطرابلس والكويت إلى اللقاءات الوحدوية داخل الوطن , وتوجت الحوارات بتوحيد الكيان السياسي ظهيرة الثلاثاء الـ22 من مايو 1990م ومع ذلك لم نسلم من التدخلات الإقليمية والدولية في شئوننا ومحاولة تمزيقنا وإعادة غرس ثقافة الحقد والكراهية في ما بيننا ومن خلال نبرة هذا شمالي وهذا جنوبي لكن ظل وسيظل اسمنا اليمن ونردد أنا يمني أنا يمني .
واليوم وبواحدية همومنا ومعاناتنا في ظل النظام العائلي الثاني والذي امتد قرابة 33عاما استطعنا توحيد ثورتنا نحو التغيير السلمي المنشود ومثلت ثورة الـ11 من فبراير2011م طريقنا نحو تحقيق طموحاتنا وآمال شعبنا, غير أن محاولة البعض التشبث بالماضي جعل من ثورة فبراير سرابا وكادت أن تتبخر معها الطموحات والآمال , بيد أننا استطعنا تصحيح مسار ثورتنا ومع ذلك يحاول البعض اليوم تكرار سيناريو الماضي القريب ومن خلال التدخل في شئوننا ليس حبا فينا ولكن بحثا عن مصالحه المفقودة ورغم محاولة البعض الآخر تغيير اسم كياننا اليمني, إلا أن ذلك لن يتم أبدا وستتحطم أحلامهم غير المشروعة على صخرة واقعنا الوحدوي وحدة الأرض والإنسان, وتحت ظلال الاسم الخالد لكياننا الموحد سيتواصل الحوار الوطني لتنفيذ مخرجات الحوار واتفاقية السلم والشراكة لنبني جميعا وطنا آمنا ومستقرا اسمه اليمن , وسيبقى شعارنا وانتماؤنا الخالد كلنا اليمن.

قد يعجبك ايضا