التعليم العالي .. وغزوة أبو زيد التي لم تتم
ربما تكون وزارة التعليم العالي تريد مواكبة العصر باستخدام التكنولوجيا الحديثة في عملها وهذه نقطة يمكن ان تحسب لها لو انها تمت بالطريقة السليمة لأن هذه الخطوة كان يراد لها تجنيب المواطن عناء الحضور للوزارة للتسجيل في المنح الخارجية والداخلية من خلال التسجيل الالكتروني ودفع الرسوم عبر احد المصارف الخاصة لكنها فشلت والدليل على ذلك ان كل المواطنين الذين حاولوا التسجيل عبر الموقع عادوا إلى الوزارة في طوابير طويلة للتسجيل عبر الموظفين المختصين وكأنك يا أبو زيد ما غزيت كما يقول المثل الشعبي.
وقد كنت شاهد عيان على هذا الموضوع من خلال ذهابي إلى وزارة التعليم العالي مع احد الزملاء حيث حاول ان يسجل إحدى قريباته عبر الانترنت في المنح الداخلية لكنه لم يستطع أبدا ولم يجد بدا من الذهاب للوزارة للتسجيل لدى الموظف المختص وما أدراك ما الموظف المختص فقد ظل العشرات من المواطنين ينتظرونه من الصباح الباكر وحتى العاشرة والنصف حتى تشرفنا بمعرفة هذا الشخص الذي جعل كل الناس ينتظرونه لأن كل النظام في يده دون غيره رغم ان هناك عددا كبيرا من موظفي الوزارة الذين بإمكانهم القيام بنفس العمل لكنه تم ربطه بشخص واحد قال انه يسهر في البيت حتى الثانية والنصف بعد منتصف الليل يراجع العمل حينما سألناه لماذا تأخر وأضاف كيف تريدون مني ان اسهر حتى ذلك الوقت وأجي لكم الساعة ثمان وكأنه يمن على الجميع بما يقوم به من واجب يفترض انه عمله الذي يستلم عليه مرتب وواجبه خدمة المواطنين وليس التفضل عليهم .
عموما نحن مع تطوير العمل والاستفادة من التكنولوجيا الحديثة في العمل وبما يسهم في تبسيط الإجراءات وتسهيل معاملة الناس والتخفيف من معاناتهم خاصة التردد على الوزارات والجهات الحكومية والوقوف في طوابير طويلة أمام موظف واحد لا يعرف واجباته ويتلذذ بتعذيبهم ويفخر أنه جعل الناس ينتظرونه وأن الطابور أمام مكتبه أطول من الطابور أمام الموظفين الآخرين لكن في نفس الوقت يجب دراسة الأمور بشكل علمي ودقيق حتى تكتمل المهمة ونصل إلى الهدف من استخدام التكنولوجيا في العمل وكذا عدم الاعتماد على شخص واحد يظل يتحكم في مصائر الناس وإذا غاب لأي سبب من الأسباب يتوقف العمل ويظل الناس يتعذبون ذهابا وإيابا دون فائدة وإذا بهم يلعنون التكنولوجيا ومن اخترعها بدلا من أن تكون وسيلة من وسائل راحتهم مثل بقية خلق الله في أنحاء العالم الذين يتمتعون بالتكنولوجيا بينما نحن نتعذب بها.
نتمنى ان يكون هذا الموضوع محل اهتمام المسؤولين في الوزارة وكل الجهات الحكومية وان يعملوا على دراسة كل المشاريع قبل تنفيذها وتلافي أي قصور قد يعتريها ويواجهها وكذا حسن اختيار المنفذين لأي مشروع حتى لا تنقلب حسناتها إلى مساوئ وتصبح نقمة عليهم وتتحول إلى غزوة أبو زيد التي لم تتم.