أيها اليمنيون ..لا تصدقوهم

ن …….والقلم

أرسل إلى صديق عزيز رسالة , قرأتها , أحسست بالغثيان , هكذا بلا مقدمات أقول أن الغثى كان هو أثر تلك الرسالة في نفسي لأن نفسها كريه تفوح منها روائح كريهة بينما الشارع مليئ بالقمامة , وهذا النوع من الرسائل والذي يجير كل الأزمات على المنطقة أو الطائفة أو المذهب هو نوع حقير من الرسائل وبالتالي تفكير أصحابها , فكل أزمة في الكون , وفي أي دولة , تقرأ , وتحلل , ويبحث عن أسبابها , ومن ثم الحلول , والدروس المستفادة , لكن البعض الذي لا يجيد استخدام عقله, وليس له ملكات , فيجد الحل سهلا , إذ يرمي الحمل كله على المنطقة , أو الطائفة , أو المذهب , وهو تصرف عاجز , يعبر عن عجز صاحبه, وكثيرون يرمون بالحمولة على تلك المفردات ويرتاحون , إذ يظنون أنهم قاموا بما عليهم من واجب وكفى المؤمنين شر القتال !! ويكفيهم كلمات اعجاب عاجزة في المقايل العفنة , هؤلاء تراهم في هذا الظرف العبثي بامتياز , يريحون أنفسهم , ويظنون أنهم يريحون الآخرين بالتحدث عن ما يجري بنفس مناطقي , فتراه يكيل التهم لهذه المدينة أو تلك , ويضفي البطولات على هذه الطائفة أو تلك , وأخشى أن ينزلق إلى الحديث عن مذهب ينتصر على مذهب !!!, هؤلاء مرضى نفوس , ويظنون أنهم يظهرون أبطالا حين يظهرون منتمين إلى المدينة وليس إلى اليمن كله  , إلى طائفة وليس إلى شعب بأكمله , إلى مذهب وليس إلى الدين كله , الآن الآن أيها اليمنيون لا بد أن تغلقوا أسماعكم عن مجرد سماع الحديث المناطقي , أو المذهبي المقيت , أو الانتماء إلى هذه المدينة أو تلك , فقط ليسمعوا كلمات الإعجاب , من هذا أو ذاك !!! , لا ..الآن اليمن يقتل كله في حروب عبثية لا نريدها , ولا نقبل بها لأي منطقة , ومحرم أن نتحدث عن مطلع أو منزل , بل أن نكون شجعانا ونقول أن السياسة والمصالح هي العناوين الكبرى لمعظم ما يدور , والعدوان له مصالحه برغم الحديث عن آمال بما سيأتي من الجيران , وهو لن يأتي , فبعد أن ينقشع الغبار , ستجدهم يحولونا إلى مجرد شحاتين , ونعود إلى نقطة أولى لا نريدها , الآن إذا كان لا يزال في الرؤوس بقية من عقل , فالحل هو في الدولة المدنية , القائمة على جناحيها الدستور والقانون , غير هذا الطريق لا يوجد , حتى وأن ظل المتحاربون يتحاربون إلى يوم القيامة , لا تصدقوا أصحاب الدعوات المناطقية أيا كانوا , ولا المذهبية مهما كانت أصواتهم مغرية , ولا الطائفية مهما حاولوا اقناعكم بمحاسن لها في رؤوسهم المريضة فقط , فكل الطرق كذلك تؤدي إلى الجحيم , إلا دعوة واحدة تؤدي إلى المستقبل , يمن آخر يقبل بكل أبنائه في مواطنة متساوية بأي صيغة يتوافق عليها كل اليمنيين , والدستور والقانون أهم ملجأين لنا , لا غيرهما , حتى وأن ظل أصحاب الرسائل يتغنون بها إلى الأبد , لا طريق لنا سوى الذي يؤدي إلى يمن الجميع ,,,,,ولأصحاب الرسائل المقيتة: يكفي جراح هذا البلد فلا تنقلوا الناس إلى الهاوية بادعاء أنكم الصالحون والبقية ما هم إلا مجرد عابرين , واتركوا التعالي فلا يمني يعلو على الآخر إلا بقدر ما يثبت أنه يمني حقا ظاهره وباطنه ….

قد يعجبك ايضا