þنظام الغلمان والطغيان
الحرب المعلنة والعدوان السعودي الجاري على اليمن هو تفصيل صغير – ربما – يجري في إطار المواجهة الكبرى الدائرة لكنه التفصيل الأهم – ربما أيضا – لجهة النتائج التي سيفرزها فعلى الرغم من أنه بات من الثابت المعلوم أن المعركة الأساسية ليست اليمن إلا أن العدوان عليه راح يظهر ساعة بعد أخرى ويوما بعد آخر جذر وأصل المعركة التي يقودها نظام الغلمان والطغيان السعودي ضد الأمة وقضاياها.
أصل المعركة والمواجهة هو بين نمطي تفكير وبين رؤيتين ومحورين واتجاهين أحدهما وطني أصيل والآخر لا وطني وعميل وقد تجسدت المواجهة تلك غير مرة إلا أن الطرف العميل – أو من يحركه – كان يترك مساحة غير يقينية وكان يحفظ خطا للرجعة أو المخادعة هدفها ليس حفظ ماء الوجه وإنما المحافظة على العميل والحؤول دون افتضاح أمره كي يلعب أدوارا مستقبلية أخرى ستسند له.
أهمية العدوان السعودي على اليمن اليوم هي أولا في أنه شطب المساحة غير اليقينية وألغاها وثانيا في تقطيعه كل خطوط الرجعة والخداع وثالثا في فضحه العميل والكشف عن وجهه على نحو لا يقبل التشكيك ليكون متاحا أمام الجميع النظر إليه بأثر رجعي يوفر فرصة للمرتاب والمشكك بعمالة نظام الغلمان والطغيان السعودي ليقف محاكöما مواقف هذا النظام من فلسطين ولبنان والعراق وسورية ومن إسرائيل وإرهابها المنظم كما من مجمل القضايا المطروحة.
في الواقع والحقيقة لا يحمل جديدا اعتداء النظام السعودي على سورية واليمن والعراق سوى أنه الاعتداء العلني الأشد وضوحا ووقاحة بعد أن كان مارسه على لبنان مطلع الثمانينيات أيام فهد وشارون وكرره في 2006م أيام عبد الله وأولمرت ويمارسه اليوم الجيل الثاني من غلمان آل سعود مع نتنياهو ضد اليمن وسورية والعراق ولبنان والمنطقة.
وظيفة نظام آل سعود الدائمة وغير الملتبسة هي الإسهام في القضاء على أصالة الأمة في ذاتها وفكرها وتعدديتها وغناها وإن تمكين الغرب وأمريكا النظام الوهابي التكفيري في المنطقة والعالمين العربي والإسلامي هو الخدمة التي يؤديها الغرب وأميركا للصهيونية ولمصالحهما المشتركة معها المرشحة للبحث في هذه الأيام ربما مع الترتيبات الجديدة لمرحلة ما بعد نظام الغلمان والطغيان السعودي.
من المؤكد أن نظام الغلمان والطغيان سينتهي إلى التنازع والتفكك بعد حرب اليمن ومهما كانت النهايات التي سينتهي إليها العدوان السعودي وعليه فإن شكل المولود الجديد في خليج الأعراب ينبغي ألا يكون على شاكلة النظام الحالي لأن شيئا لن يتغير في هذه الحالة التي يقع واجب العمل على تغييرها على شعبنا العربي في شبه جزيرة العرب وتحديدا في بلاد نجد والحجاز التي يبدو شعبها أمام فرصة من ذهب للقيام بفعل وطني كان يجب القيام به منذ زمن طويل.
# صحيفة الثورة السورية