صمت مجلس الخوف ونطق كفرا
طوال الأيام الصعبة للعدوان الغاشم لما سمي بالتحالف العربي المرتجل انتظر الشعب اليمني المحاصر برا وبحرا وجوا بكل قطاعاته وفئاته وبكل أحزابه وتنظيماته إنصافه من قبل المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان وكافة المنظمات الإنسانية والحقوقية .. والتعامل مع قضيته بعدل وحياد وإنسانية .. لإنقاذه مما يتعرض له من عدوان وحرب تدميرية .. استهدفت البشر والشجر والحجر في كافة محافظات الجمهورية .. وحصار جائر أغلق كافة المنافذ الجوية والبحرية والبرية .. ومنع عن اليمن دخول المواد الغذائية الضرورية المحتجزة بميناء الحديدة وكذلك الأدوية والمستلزمات الطبية والمشتقات النفطية المحاصرة والمحتجزة في السفن خارج الموانئ اليمنية .. في ظل الأزمات الخانقة التي يعاني منها الشعب لانعدام هذه المواد الضرورية .. كما منعت عن هذا الشعب الصامد حتى المساعدات الإنسانية الطبية والإنقاذية للمصابين من الأطفال والنساء والمسنين إلا ما ندر بعد مناشدات ملحة لبعض المنظمات الدولية ..
وما أن صدر قرار مجلس الأمن الدولي الذي أضفى غطاء على العدوان وانحاز لهذا التحالف وشرع للحرب والعدوان ذو المبررات الواهية ضد الشعب اليمني المسالم حتى أضرمت الحرب نيرانها واشتد اشتعالها في مختلف المدن اليمنية ليلا ونهارا حتى في أوقات الصلاة والعبادة فأقضت مضاجع الأطفال والنساء والمسنين وبثت في قلوبهم الرعب وذلك بدلا من أن يتخذ مجلس الأمن قرارا بوقف الحرب والعدوان البشع لإيقاف قتل اليمنيين ووقف نزيف الدم اليمني ومساعدة اليمنيين لاستكمال الحوار السياسي لحل قضاياهم الداخلية ..
ما أن صدر هذا القرار الذي تجاهل معاناة الشعب اليمني وما يتعرض له من عدوان مدمر وحرب بشعة تحصد الضحايا يوميا من المدنيين الأبرياء حتى تصاعدت حدة العدوان الغاشم وأصيب بهستيريا التدمير الكلي لكل ما هو حي باليمن وارتكاب الجرائم ضد الإنسانية .. جراء استخدام أحدث الأسلحة الفتاكة والصواريخ والقنابل الفراغية شديدة الانفجار والتدمير وخاصة في العاصمة المنكوبة صنعاء وفي تعز وعدن وصعدة وغيرها من المحافظات اليمنية .. إضافة إلى تدمير مقدرات اليمن وبنيته الأساسية وكل ما ينبض بالحياة على أرض اليمن الأبية .. ولهذا فإن مجلس الخوف قد صمت دهرا ونطق كفرا .
وما تسبب في تزايد سقوط الضحايا المدنيين هو كثافة القصف الجوي الصاروخي العشوائي العنيف للأحياء السكنية : مساكن ومساجد وأسواق شعبية تعج بالبشر إضافة إلى المصالح الحكومية والمرافق المدنية ..
وكان من أسوأ ما ارتكبه العدوان القصف الجوي العنيف للمصادر الرئيسية للطاقة الكهربائية .. مما جعل اليمن بكافة مدنها وقراها تعيش في ظلام دامس إضافة إلى تعطيل كافة مصالح المواطنين وتضرر كافة المرافق العامة والخاصة وعلى رأسها انقطاع مياه الشرب كما أصبحت مستشفيات الجمهورية مهددة بكارثة صحية .. وذلك جراء انقطاع التيار الكهربائي وانعدام المشتقات النفطية وشحة الأدوية ..
وقد وجهت وزارة الصحة اليمنية نداء استغاثة إلى المنظمات الإنسانية في العالم وناشدت المجتمع الدولي بالمبادرة بإنقاذ الشعب اليمني برفع الحظر المفروض من قبل تحالف العدوان عن ( الدواء والغذاء والمشتقات النفطية ) .. كما حذرت الوزارة بأن العديد من المستشفيات ستغلق نتيجة لنفاد احتياجاتها من الأدوية والمستلزمات الطبية .. ونتيجة لتزايد ضحايا العدوان الجوي والبحري على معظم المحافظات اليمنية .. إضافة إلى الخطر الذي يهدد حاضنات الأطفال الخدج وأمراض الفشل الكلوي وغرف العمليات والعناية المركزة وغيرها والخطر الآخر هو توقف مصنع الأوكسجين الوحيد الذي يمد المستشفيات بأسطوانات الأوكسجين الضرورية .. كما تضررت خدمات التحصين وفسدت اللقاحات وتوقفت معظم سيارات الإسعاف لانعدام الوقود .
وهكذا استمر استهداف هذا الشعب العربي المسلم والاستهانة بدماء أطفال ونساء اليمن التي تنزف وبأرواح أبنائه التي تزهق وبالبلد الذي تدمر فيه كل مظاهر الحياة ومقوماتها على مدى(27 ) يوما بأعتى الأسلحة الفتاكة في العالم .
وهنا لابد أن نؤكد بأن معظم الأصوات في العالم تطالب بحل سياسي في اليمن وإيقاف العدوان بشكل فوري فلم تستنفد بعد جميع الآليات السلمية في اليمن لتتعرض لهذه الحرب الكارثية .. ولهذا فالمجتمع الدولي يعتبر شريكا في حرب الإبادة التي يتعرض لها الشعب اليمني وفي تدهور الوضع الإنساني باليمن إن لم يوقف هذا العدوان ويفك الحصار الجوي والبحري والبري لشعب بأكمله .
ولهذا نناشد كل شعوب العالم الحر وكل الشرفاء والأحرار على وجه الأرض بمؤازرة الشعب اليمني في رفض العدوان ونناشد المنبر الإسلامي الأبرز الجامع الأزهر الشريف بإبداء موقفه من العدوان الجوي وا