من يصنع الموت .. لا تهمه الإنسانية.!

الوضع الإنساني في اليمن يتجه إلى الكارثي , وكله بفعل مشترك أي أن جزءا ليس بالقليل من أبناء الوطن كان لهم دور وكبير أيضا في صنع هذا الحاضر المؤلم .. المرتكزات والتفاصيل الدقيقة التي انصب فيها الفعل اليمني على ارضه لا يحتاج الى سرد توضيحي كونه معروفا بل وملموسا لدى الجميع . لكن مالا يمكن تقبله هو حقيقة من يقفون في مقدمة صفوف منظري “حقوق الانسان” فما تثبته الافعال على أرض الواقع تقول وبصريح العبارة ان دعواهم لها تأتي فقط من باب المباهاة, والتعظيم , والهيمنة , ومناشدتنا لأي من هذه الدول يعد ضعف , واستهوان اخصوصا واننا سنكون مدركين بأن خطاب الشكوى سيطرق أبواب صناع الازمات , والكوارث الانسانية في العالم على حد سواء.. الامر الذي يتطلب منا فهم ما يدور حولنا بشكل دقيق , واستيعاب صعوبة الاغاثة المنتظرة ممن تعمد في وصولنا الى هذا الحال..
العالم بأسره كان  ملما بالوضع الاقتصادي الذي تعيشه بلادنا حتى في السلم نفسه. فكيف لا تكون لديهم اليوم دراية كاملة بوضعنا.. وهم إن لم يشتركوا في قصفنا فهم يشاهدون شعبا يقتل , وبنية تدمر , وحصارا جائرا – برا, وبحرا, وجوا- , ومع هذا يواجه بصمت عارم ..ليس لعجزهم , ولكن لأن من يصنع لك الموت سيكون من الصعب عليه أن يهب لك الحياة..
صدقوني الحوثي ولجانه الشعبية وكل من يقاتل معه مجرد ذريعة اتخذها عدو لطالما تربص بنا والوطن سنوات طويلة , ولا اعتقد ان احد ايجهل هدفه الأساسي ومقاصد حلمه في هذا الوطن . حتى وان جاءنا خلف ستار المنقذ فهو المدمر الاول والاخير , فليس هناك تفسير لعملية الانزال المظلي التي تمت في عدد من المناطق الجنوبية بكميات كبيرة من الاسلحة سوى هدف وضع ابناء الشعب اليمني في خط تناحري , وفتنة تقوم على اثرها حرب اهلية شعارها ” الاستمرار” حتى التدمير الكلي والنهائي , وان بلوغ مرحلة ” الصوملة” غير مجد في نظرها , وهذا الشيء ليس بالغريب او المستبعد على كل يمني , ومع كل هذا هناك من يصر على تلبية ندا العدو الغاشم في سير يتجاهل خلاله النداء الوطني الذي مهما تغابى فهو يصرخ من داخله ..
عندما يقوم العدو بتغيير مسار سفن الامداد الغذائي حتى لا تصل الى افراد الشعب اليمني فثقوا أن العدوان لا يقصد به شخص او جماعة بقدر ما هو تعسف شعب بأكمله .المدارس , والمؤسسات الحكومية, والمعسكرات وغيرها من الاماكن التي تم استهدافها هي ملك للشعب اليمني , ومن يقتل هم من ابناء الشعب, والخوف والقلق لم يستثن احد من الشعب!! فكيف يمكن لنا تصديق ما يروجه العدو عبر وسائله الاعلامية بأنه مع الشعب ! من أي باب يمكن تمرير هذا النوع من أساليب المراوغة على شعب – الحكمة , والايمان¿!- بالتأكيد نحن امام مكاشفة لا غطاء لها مهما بلغ حجم المبررات ..
في تلك الصناديق التي حلق بها طيران التحالف فوق أجواء مدينة عدن, والضالع كان الموت الذي يتسابق عليه المواطنون. فلم يحمل منها صندوقا واحد معونة غذائية . لأن الله وحده من يهب الحياة , وهم لم يهبوا لنا سوى الموت ..انتصارنا في وجه هذا العدو لا يقتصر على صمودنا , وثباتنا امام صواريخه المتساقطة في كل ارجاء الوطن بقدر  حاجتنا الملحة الى لم الشمل الواحد وتوحيد الصفوف لنبقى تلك الصخرة الصلبة والتي ستخور قواه دون تمكنه من زحزحتها ..

قد يعجبك ايضا