مهما تكون المبررات .. العدو واحد
اليمن بلاد كل اليمنيين وأرضنا وسيادتنا الوطنية حق من حقوقنا نحن أبناء اليمن لا يجوز لأحد كائنا من كان التدخل في شؤون اليمن الداخلية .. مهما تكون الدعوات والمبررات من الداخل .. لأن من يدعون او يروجون لها هم أناس عملاء للخارج وتجار حروب في الداخل وهم من يعملون لأجندة وجماعات إرهابية للسطو على الوحدات العسكرية ونهب معداتها ودباباتها وكل محتوياتها .. وهم من أثقلوا اليمن بالحروب الداخلية منذ تحقيق الوحدة اليمنية المباركة في الثاني والعشرين من مايو عام 1990م وحتى اليوم.
لذلك كفل الله -سبحانه وتعالى- لنا حق الحياة الحرة والكريمة وجعل حق الدفاع عن الوطن وسيادته واجبا وطنيا مقدسا وفرض عين على كل أبناء الشعب ودون استثناء لأحد .. وجعل قتل النفس بغير حق كقتل للناس جميعا .. وجعل أيضا حق الدفاع عنها مشروعا لقوله تعالى: (ومن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم) صدق الله العظيم.
وبالتالي فلا يحق لأحد أن يسلب حياتنا .. أو ينتهك حرماتنا وسيادتنا اليمنية الأرض والإنسان تحت أي مبررات أو مسميات من الداخل أو الخارج.
وما تقوم به قوى التحالف العربي السعودي الأمريكي من عدوان غادر وهمجي هو استهداف لليمن وشعبها بالكامل وليس كما يدعي جنرالات الحرب في عاصفة الحزم أنه حماية للشرعية في اليمن..
أي شرعية تتحدثون عنها وهي شرعية منتهية ومفقودة للرئيس المستقيل هادي الذي يقود هذا العدوان الظالم من الرياض .. أي شرعية يدعيها وهو من فشل في قيادة اليمن خلال أربع سنوات من عمر المرحلة الانتقالية في بلادنا .. أربع سنوات عجاف لم يشهد فيها اليمن أي إنجاز يذكر سوى حروب داخلية وتعصبات بأنواعها وعناصر القاعدة في أرجاء الوطن .. قتل .. ونهب .. احتلال معسكرات .. دبابات وآليات وطقوم عسكرية تصادر من وحداتها وأماكنها ومواقعها الدفاعية من قبل القاعدة وميليشيات عبدربه منصور هادي..
إن العدوان السعودي الأمريكي على شعب اليمن دون مبرر لن يمر مرور الكرام .. مادام لا يحترم الجوار والحدود المشتركة والدين واللغة والتاريخ المترابط معها .. مهما تكن مبرراته ودعواته وحيثياته لأفراد أو جماعات يمنية .. لكنها هي يمنية في الأصل واختلافنا في الداخل لا يفسد للود قضية .. وأن اليمن ملك الجميع والدفاع عنه واجب وأن انتهاك السيادة اليمنية هو انتهاك للوطن والشعب .. وليس لأفراد بحد ذاتهم وحقد مبيت من قبل السعودية ومن تحالف معها عربيا وأمريكيا.
ولكن ومهما كانت تحليلات ودعوات هذا العدوانا السعودي الأمريكي .. إلا أن هناك قيما ومبادئ وعلاقات أخوة وحدودا عربية مشتركة تربط هذا البلد المعتدى عليه من أخوة لهم في الدين والعروبة والتاريخ وهناك قيم إنسانية تراعي حرمة الآخرين وتشريدهم من منازلهم هربا من هذا العدوان وتدميره وبين دعواته ومبرراته يجب أن يدرك أولئك أن هناك شعبا يقتلون أبرياء دون أي ذنب.
من المسؤول بالله عليكم عن كل هذا وذاك .. هل هي الشرعية التي بررت هذا العدوان على بلادنا .. أم تلك الدول المتحالفة في هذا العدوان .. أم أولئك المراهنون على بلادنا من القوى السياسية المتحاورة باسم الحوار دون نتائج تخدم الوطن وتحافظ عليه .. أم بعض من لزموا الصمت واكتفوا بحدود المشاهدة من قيادات وشخصيات اعتبارية وعقلاء وعلماء أمام العدوان على بلادنا وشعبنا منذ عشرة أيام دون أي تدخل لإيقافه..
لا أعتقد أن للإجابة عليه سهلة .. مادام اليمن بكبريائه وشموخه وحضارته وجغرافيته بات مكشوف الظهر لسهام الغدر والخيانة من الداخل .. وغطاء مفضوحا للعدوان على بلادنا من قبل قوى التحالف السعودي الأمريكي .. تحت حماية الشرعية ومن يدعونها الذين أفسدوا الشرعية وأحلامها وأمنياتها لدى أبناء شعبنا .. وأصبح الاحتفاظ بالحياة مجرد أولوية للبحث عن مكان آمن يقيه من استهداف عناصر القاعدة خلال السنوات القليلة الماضية من عمر التغيير ومن العدوان الغادر لقوى التحالف السعودي الأمريكي .. وتواطؤ أطراف الصراع السياسي الذين تخاذلوا عن مهامهم تجاه الوطن والشعب وأسقطوا من حساباتهم شعبا يتعرض لعدوان سافر دون تحريك أي ساكن أمامه لإيقافه..
لكن ومهما كان حجم الدمار ونسبة الخسائر سواء بشرية أو مادية أو اقتصادية او عسكرية او أمنية لم تخيفنا ولن تؤثر في صمود شعبنا في مواجهة هذا العدوان السعودي الأمريكي الغادر وسيكون الرد عليه مزلزلا طال الزمن أم قصر والأيام قادمة بيننا وحاليها يثبت ذلك .. وكل نفس بما كسبت رهينة والبادئ أظلم .. وغدا لناظره قريب.