العدوان السعودي على اليمن حرب أمريكية بالوكالة

كنا نعدهم من الإخوان الأشقاء رغم الجراح والمعاناة التي يتعرض لها الشعب اليمني طوال العقود الماضية سواء قبل ثورتي سبتمبر وأكتوبر في أوائل الستينيات وحتى هذا العام 2015 م الذي كشر فيه نظام آل سعود أنيابه بتوجيهات من المخابرات الأمريكية والصهيونية التي تدير وتخطط وتشرف على ما يقوم به أزلام النظام السعودي الجدد تربية المخابرات الأمريكية من التدخل في الشأن اليمني وخاصة بعد رحيل عقلاء النظام الذين يعرفون حق الجار ويقدرون دور الشعب اليمني الذي ساهم مساهمة كبيرة في عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية للشعب السعودي ولكن يبدو أن الظلم قد جاوز حده في صناعة الموت ضد أبناء الشعب العربي الحر في العراق وسوريا ولبنان وليبيا ومصر واليمن وأن الدماء التي تنزف يوميا بدون ذنب بين أبناء الأمة الواحدة قد دفعت بأمر الله في استدراج النظام السعودي إلى مستنقع الحرب المباشرة مع الشعب اليمني الذي لا يخاف الموت لأنه لا يعرف حياة الترف ولا يخاف عليها في حين أن الشقيقة الكبرى الجار تنعم بحياة الترف وتعبث بثروات الأمة في شراء الأسلحة وصناعة الموت في معظم الدول العربية التي تبحث عن الحرية والديمقراطية والاستفادة من ثروات الأمة في تحقيق النهضة الاقتصادية والاجتماعية ورفع المستوى المعيشي للإنسان العربي الذي اصبح يعيش تحت مستوى خط الفقر العالمي وإخواننا حكام الخليج الامريكي يعيشون في أحضان الشركات العالمية التي تستغل ثرواتهم وتعبث بمقدراتها.
لقد تمكنت أمريكا وحلفاؤها من تدمير العراق لأنه كان يهدد مصالحهم في الخليج بحرب مباشرة في عام 2003 م وإشعال نار الفتنة الطائفية بتمويل من هذه الأنظمة وفي اليمن استطاعت أمريكا وحلفاؤها تجنب الحرب المباشرة مع إيران وإيهام السعودية وحلفائها بخطر ايران على عروشهم وقامت بزج النظام السعودي بقيادة الحرب العدوانية على اليمن نيابة عن أمريكا التي تشارك بدعم العدوان وتسخر البوارج وحاملات الطائرات التي تحيط بالجزيرة العربية وتعمل على حماية أنظمة حكم العشائر في دول المنطقة وكانت المفاجأة الغادرة صباح يوم 26/3/2015 م عندما استفاق الشعب اليمني قبيل الفجر على أصوات الصواريخ والقنابل التي تسقطها الطائرات السعودية وحلفاؤها على معظم محافظات الجمهورية مستهدفة المواقع والمخازن العسكرية والمنشآت والمباني الحكومية وترويع السكان الآمنون بأصوات الهجمة الغادرة المتكبرة على شعب لم يعد يمتلك من مقوماته الاقتصادية والعسكرية شيئا يذكر بعد الهيكلة العسكرية والأمنية وتفاقم الصراعات السياسية التي أوصلت الشعب اليمني إلى حافة الانهيار وأدت إلى التدخل الخارجي الذي استغل ضعف الدولة اليمنية بسبب التقاسم والصراع الحزبي على السلطة وانهيار مؤسسة الدولة العسكرية والأمنية .
    لقد تورط النظام السعودي في حربه مع اليمن العمق الاستراتيجي والمخزون البشري والغذائي لأعراب الجزيرة العربية الذين وصفهم الله بأنهم أشد كفرا ونفاقا وأجدر أن لا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله والله عليم حكيم الذين لا يعرفون سوى الصيد والرعي نقول لهم أو نذكرهم بأن الطفرة النفطية لم تدم طويلا وإنهم قريبا أو بعيدا سيندمون على ما قاموا به تجاه الشعب اليمني الحاضن الحقيقي والحامي الرئيسي عبر التاريخ لسكان الجزيرة العربية من حدود بلاد الشام والعراق إلى حدود البحر العربي وخليج عدن والبحر الأحمر فلا تغرنكم الحياة الدنيا بمظاهر الحضارة لنفطية الزائفة وتزرعون الحقد والألم في نفوس أبناء الشعب اليمني وأجياله القادمة الذين سيتذكرون هذه الحرب والآثار المدمرة التي لحقت بمقدراتهم وثرواتهم المادية والبشرية وإنها لعنة العصر التي ستظل تلاحق نظام آل سعود عبر الأجيال والعصور القادمة وليست نصرا كما تعتقدون وتروجون ضد شعب اعزل فقير منهك من صراعات الداخل على السلطة بفعل الأحزاب التي أضرت بمصالح البلاد ومن جيران أصابتهم العزة بالإثم كونهم يتفوقون بالسلاح والمال وشراء الذمم لمحاربة الآخرين وخلق الصراعات والفتن وإننا لا نستغرب مثل هذه الأعمال من قبل دول الخليج الأمريكي لأنها عبارة عن مستعمرات وقواعد عسكرية لأمريكا والغرب ويعمل حكامها على خدمة المصالح الأمريكية والغربية مقابل حماية أنظمة العشائر .
الشعب اليمني لن ينسى العدوان السعودي على الأرض اليمنية الطاهرة وسيحتفظ بحقه في الرد مهما طال الزمن أو قصر لأنه شعر بجرح الكرامة أمام إرهاب النظام السعودي الذي استغل ضعف اليمن وفقرة وتمزقه ونفذ عدوانه السافر بكل حماقة وحقد على مقدرات اليمن العسكرية والمدنية في محاولة بائسة ويائسة لإرجاعه إلى عصور ما قبل ثورة سبتمبر وأكتوبر وذلك ما يؤكد دور النظام السعودي التخريبي على اليمن في عدم استقراره واستغلال ثرواته وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية التي تساهم في خلق فرص العمل وزيادة الإنتاج الوطني ورفع المستوى المعيشي للسكان  إن الصمت العربي والدولي على العدوان

قد يعجبك ايضا