سر العدوان على اليمن والأمن القومي العربي…!

إن مغامرة المملكة السعودية بل مقامرتها في إعلان الحرب على اليمن والعدوان على شعبها الآمن قطع الشك باليقين بما يلي:

أولا: إن واشنطن هي المرتكب الأول لمثل هذه المؤامرة والحماقة معا عندما حرضت حكام الرياض الحديثي العهد بالسلطة للغرق في رمال اليمن المتحركة للتخلص منهم من خلال إغراقهم في أوحال حرب لن يخرجوا منها إلا مودعين للمسرح السياسي الإقليمي مرة وإلى الأبد بعد أن أصبحوا عقبة حقيقية في نظام عالم متغير ومتجدد لا يصلحون فيه إلا حطبا لإنضاج مطبخ صناعة قراره المتعدد.

– راجعوا العبارة الخطيرة التي قالها لهم جون كيري عشية انطلاق «عاصفة الحزم» محمسا إياهم بحجة محاربة النفوذ الإيراني في اليمن!

لماذا تظلكم ترددون مطالبتنا بمحاربة إيران ولا تقومون بمحاربتها انتم وهي باتت على حدودكم¿!.

تماما كما فعلت غلاسبي مع صدام حسين عشية اجتياحه للكويت.

ثانيا: إن واشنطن باتت ضعيفة وبلغت إمبراطوريتها من العمر عتيا واشتعل الشيب في هيكلية قيادتها وقررت الانسحاب إلى السفن واتخذت قرار الإبحار باتجاه المحيط الهادئ لمواجهة ثنائي منتدى شانغهاي أي الصيني الروسي وترك العالم العربي يتخبط وحده بل يأكل بعضه بعضا في إطار خطة ومشروع تدمير الجيوش العربية واستنزافها حتى لا يبقى في المنطقة المحيط بالكيان الصهيوني أي قوة سوى قوة الجيش الصهيوني الغاصب.

ثالثا: إن واشنطن هي من كان ولا يزال يقف وراء الحروب بالوكالة في منطقتنا العربية الإسلامية منذ إعلان صدام حسين الحرب على جارته إيران الإسلامية مرورا بحروب الخليج الثانية والثالثة وصولا إلى نشر أنواع وأشكال جيوش المنظمات الإرهابية من «قاعدة» و«داعش» و«نصرة» وووو… وذلك حفاظا على أمن وسلامة القاعدة الأميركية المتقدمة أو حاملة طائراتها الأهم في منطقتنا أي «إسرائيل» وأن ذلك سيتصاعد أكثر فأكثر كلما شعرت واشنطن بتعاظم حجم الخطر على هذا الكيان أو قرب تفككه ونهايته المحتومة.

رابعا: إن واشنطن لا تفهم لغة ولا أدبيات ميدانية أو حتى حول طاولة المفاوضات والحوار إلا لغة القوة والحزم وما حالة العلاقة المتأرجحة بينها وبين طهران والتي تتوزع بين التهديد الفارغ باستخدام القوة ضدها والرضوخ المكره آو الإذعان إلى كثير من مطالب إيران المشروعة في مراحل مختلفة من مفاوضات النووي إلا مثالا صارخا وواضحا وشفافا على ما نقول.

خامسا: إن واشنطن وعلى رغم كل ما تقدم لا تزال تحلم بأن تبقي على نفوذها وهيمنتها على هذه المنطقة الحساسة والمصيرية والاستراتيجية الأهم من العالم حتى وهي تتقهقر آو تنقلب على عقبيها آو تضعف وتهزل وذلك خوفا من صعود عالم جديد تتزعمه روسيا على مستوى العالم وإيران على مستوى المنطقة وبالتالي فإنها ستظل تناور من أجل تخفيف خسائرها قدر المستطاع وتحرص على ألا تسلم بالهزيمة المطلقة آو تسمح بها.

إذا كان هذا صحيحا وهو كذلك باعتباره القدر المتيقن والقاسم المشترك بين العديد من القوى والتيارات والأحزاب بل وحتى الدول المتبرمة من سلوك واشنطن والرياض الأحادي والديماغوجي فإن سؤالا مركزيا يطرح نفسه هنا وبإلحاح في ظل الكم الهائل من الأقاويل والادعاءات في شأن ما يجري في المنطقة منذ بدايات ما أصر الغرب ومن ورائهم بعض أذنابهم أن يسميه بالربيع العربي.

ألا وهو:

من هو المهدد الفعلي والحقيقي والواقعي للأمن القومي العربي¿

أميركا والعدو الصهيوني والمملكة السعودية الذين تجرأوا على إعلان الحرب على الشعب اليمني المظلوم بعد أن تآمروا على فلسطين منذ مشروع فهد في فاس إلى مشروع عبد الله في لبنان وما قبلهما وبعدهما من ترك غزة وكل فلسطين والوطن العربي تحت رحمة الجوع والعطش والتهديد والوعيد والعدوان الأميركي الصهيوني المستمر منذ عام 1948 ولم يحزموا أمرهم يوما لا من أجل تشكيل قوة عربية مشتركة ولا تحالف دولي إلا لغزو بغداد في عام 2003 آو اليوم من أجل إعادة الهيمنة والنفوذ والسيطرة على اليمن والتحكم بقراره بحجة إبعاد شبح النفوذ الإيراني!

أم إيران الإسلامية التي ومنذ اليوم الأول لقيام دولتها الفتية وهي تدفع أثمانا باهظة من أمنها القومي المباشر ومن لقمة عيش شعبها ومن دون منة أو أذى من أجل فلسطين ولبنان وسورية والعراق واليوم اليمن أيضا وأيضا.

ألا يعرف حكام الرياض أسماء الموفدين الأجانب والعرب الذين لم ينقطعوا من زيارة طهران ومنهم سعوديون متمولون أثرياء ومترفون ومن صلب العائلة المالكة وما هي الوعود والإغراءات التي حملوها للقيادة الإيرانية العليا ومنها الحصول على كل ما تريد من النووي السلمي وغير السلمي مقابل أن تسكت عن فلسطين وتخرجها من أولويات سياساتها¿

ألا يعرف هذا الكلام الوليد بن

قد يعجبك ايضا