المملكة نموذج بشع لانحراف السلطة والثروة عن مسارها الطبيعي

يمم اليمنيون وجوههم  في الستينيات نحو القاهرة فغضبت الرياض ويمم اليمنيون وجهتهم نحو بغداد في منتصف الثمانينيات فغضبت الرياض ويممت عدن وجهها نحو صنعاء ويممت صنعاء وجهها نحو عدن  في مطلع التسعينيات فغضبت الرياض ويممت صنعاء وجهها نحو الدوحة في  2011م فغضبت الرياض .
وظنت الرياض أن قلوب اليمنيين تميل نحو طهران فغضبت المملكة وغضب لغضبها اغلب العرب فأعلنوا الحرب على اليمن عدا الجزائر وسلطنة عمان .
وأنا استرسل في سرد غضبات المملكة علينا أدركت أن هناك نزعة وهوس لتملك اليمن  وأي بادرة للتحول عن وجه المعبود يقابل بالنبذ والطرد حينا وبالتأديب والضرب حينا آخر وتفسر بأنها تمرد وخروج عن الحق وتتعامل معه كالكلب الذي لا يجيد سوى دور الوفي وان  ظنت انه يفكر في البحث عن راع آخر تؤدبه بالجوع  والنبذ وان لم يجديا سلطت عليه الذئاب والوحوش هذا الهوس والنظرة الدونية في التعامل مع اليمنيين يوضح حالة الاستعلاء والكبر الذي يصل إلى حد التأله ولذا وصفت كل المتمردين على قداستها بالكفر فهي التي وصفت ثوار سبتمبر بالخارجين عن الإسلام وقبلهم وصفت الدستوريين بالكفرة وتعاملت مع أخوتنا الجنوبيين باعتبارهم شيوعيين كفرة ولم ترضى عنا في الشمال إلا بعد أن تحولت حكومتنا الموقرة إلى أداة المملكة المتألهة لمحاربة الشيوعيين الكلاب الكفرة وتحول اغلب علماء السلطة إلى أبواق لتأليه نزوات وأهواء المملكة ولذا كرست المملكة إمكانياتها الهائلة لمحاربة الرافضين لهيمنتها وسلطتها واكبر مشاريعها هم الذئاب المسعورة  لقتل الكفرة الملاحدة المتمردين على نزوات وأهواء المملكة وما القاعدة كمشروع سعودي بامتياز إلا احد الأدوات العملاقة التي تسخرها المملكة للنيل من خصومها وما داعش ومذابحهم إلا الطور الثاني الذي أعدته لكل من يطمحون للتحرر من سلطة المملكة .
لا اعتقد أن هذه النزعة تصيب الأسوياء من البشر وإنما هي هوس ملعون يصيب النساء الضعيفات لان نزعة التملك والغيرة نزعة أنثوية لا تدل على رجاحة العقل وإنما على ضعف العقل وعندما تتحول النزعات الأنثوية المكبوتة بسبب العقل والمنطق تحول القوة إلى وسيلة لقمع العقل والمنطق وإكراه الآخرين على الانصياع والقبول لسلطة  المهووس بالتملك بالقوة .
ولذا ترزح الأنثى الضئيلة تحت وطأة الإحساس بالعجز والغيرة من كل ما حولها ولا يبدد وطأة العجز سوى السيطرة والتملك وكلما حظيت بالسلطة كلما زاد خوفها من فقدانها  فتبدأ تتربص بعشاقها الذين لا ترضى عنهم إلا إذا رفعوها إلى مقام التقديس والتأليه ولكن من خشيتها بأن يمكروا بها تحاول أن تبتليهم مما يحولهم إلى متهمين في نظرها وتصدق فيهم ظنونها وتقصيهم عنها وليجدوا سبيلا سوى أن ييمموا وجوههم إلى محطة جديدة بعيدا عن الذل والاستعباد فتقوم مملوءة بالانتقام بتقريب أعدائهم لا ليصبحوا مكانهم وإنما ليصبحوا أداتها للانتقام   فتأويهم وتغدق عليهم وتدعمهم وتشجعهم على الانتقام حتى إذا جاءت اللحظة المناسبة استخدمتهم في مشروع انتقامها .
الأنثى المسحوقة  المهووسة بحب السلطة تصنع أعداءها وتحول عشاقها وأحبتها إلى أعداء  اتساقا مع عقدها وانسحاقها أمام ذاتها وإحساسها الهائل بالضآلة لذا لا تستطيع أن تعيش دون أعداء ومؤامرات  وتترقب للوقت المناسب للانتقام تمر الأيام والشهور والسنين والعقود والأنثى التي أدمنت دفع عشاقها لخيانتها تعجن خبز انتقامها.
ووحدها الأنثى المهووسة بالتملك من تشعر بأن أي تجاوز لنار سلطتها خيانة لابد أن  يؤدب من يقوم بها ومهما ألحقت به من الأذى  فلا تكتفي بمعاملته كأجير لتكسره وتذله وإنما تعمد إلى  طرده من عمله وسلبه ماله ودعم أعدائه لحربه وتشريده ورغم كل ذلك إلا أن  نار انتقامها لا تبرد ولا تنطفئ ولا تزيدها الأيام إلا اتقادا .
لقد أضرت بنا عقد الجارة  كثيرا عاملتنا باستعلاء وعداء منذ أن تأسست ونظرت ألينا بدونية واحتقار ونهبت أراضينا وتأمرت علينا ودعمت من تواطأ ضد أحلامنا وأجهضت ثوراتنا وسخرتنا لحرب بعضنا البعض وأصبحنا خناجرها المغروزة في صدورنا وتعاملت معنا كأجراء وعندما قررنا أن نتخلى عن نهش صدور بعضنا البعض طردتنا واجتلبت عمالة أخرى بدلا عنا واستغلت فقرنا لتستأجر بعضنا لإعادتنا إلى مربع الاحتراب فيما بيننا فتقاتلنا لنروي ضما الجارة للانتقام ممن كان سبب تمردنا وعندما تمكن بعضنا من حسم الحرب استأجرت ذئاب البحر لحربنا ولم توقف استئجار القتلة إلا بعد أن وقعنا لها عن تنازلنا عن أراضينا التي نهبتها سابقا ولم ترتاح إلا عندما رئتنا نتقاتل فيما بيننا ولم تدعم حكومتنا إلا عندما قامت بحرب أخوتنا .
وعندما جاءت الثورات السلمية ركبنا موجتها فأوقفت الموجة في منتصف الطريق فلا هي التي تركتها تصل إلى شاطئ الأمان ولا هي التي أعادتها من حيث جائت ووجدت في حكامنا ب

قد يعجبك ايضا