لحظة يازمن..أحوال…

ماذا تعني الكتابة في زمن تضاءلت فيه ظاهرة القراءة¿ لقد إختطفت الفضائيات عيون وعقول ووقت الإنسان المعاصر  وتحول ذلك الإنسان إلى كائن سلبي يتلقى مايصب في عقله دون مجهود في البحث أو الإمعان والتفسير وكان ذلك العقل مجرد معدة تبتلع دون أن تهضم رغم أن الطعام يتم امتصاصه كي يضرب بعناصره حتى النخاع.
ولقد فقد الإنسان المعاصر أيضا حياته الأسرية والاجتماعية فأمام شاشة التليفزيون يتجمع البشر دون أن تتاح لهم فرصة  الحديث أو النقاش فكل واحد مختطف ويتولى خاطفوه التفكير بدلا منه ويقدمون إليه الخبر والتحليل  والرأي والتفسير حتى ينام كي يحلم بالكوابيس.
في زحمة الحياة وضغط الحوادث والأحوال لا يكاد المرء يجد وقتا للتحاور مع نفسه للـتأمل والتدبر والإبداع فهو ترس يدور بلا توقف مملوء بالتوتر
والقلق مدفوع بلهاث خلف ما يراه وما قد يره, مطحون باحتياجات متجددة ورغبات مكبوتة , وقد يمتلك بعض الأشياء أو تنقصه ولكنه لا يزال يجري.
قدمت له التكنولوجيا كل عناصر السرعة ,كي يختصر الوقت ,ومع ذلك فليس لديه وقت !!
الطريف أننا استسلمنا أو تشبعنا بأبجدية هذا الزمن الذي أفقدنا إنسانيتنا وحرارة العاطفة التي تعطى للحياة , رونقا وبهجة , وأملا في الغد, صرنا مثل التائهين في زحام من التائهين ,نتكلم دون أن نتفاهم نتنفس دون أن نحي نأكل ونشرب ونهلو كآلات مبرمجة بلا طعم  لما نأكل ولا مذاق لما نشرب ,ولا بهجة فيما نلهو ثم نتساءل أحيانا ماذا حدث للدنيا=
منصور مرزوق  =       

قد يعجبك ايضا