ظرف استثنائي.!!
* فيما مضى من الوقت ألم نكن مشاركين في العملية السياسية اليمنية وما يدور في رحاها من صراعات – حزبية, وجماعية- فنحن بتأكيد من المتتبعين لها يحدونا في ذلك أمل إنهاء كافة الانقسامات المتسببة بدرجة أولى إلى ما نشهده من صراعات حادة لم ينتج عنها سوى إراقة الدم اليمني ..لكن الوضع اليوم اختلف تماما ويجب أن نواكبه بكل متطلباته وتطوراته نحن نواجه عدوانا من خارج الوطن , وعندما نقول نحن فإن المقصود هو الشعب اليمني بأرضه والإنسان , ولابد أن يفهم الجميع هذا المعنى جيدا ليكون من يعتقد بأنه غير مستهدف وهو يعيش على أرض الوطن في قائمة الفكر الخاطئ. فليست الأجواء التي تخترق كل ليلة من قبل طيران التحالف العدواني ملكا لشخص أو جماعة بعينها , وكذلك ضرباتها التي تسعى من خلالها لتدمير البنية التحتية والتي نحن جزء منها. لهذا نحن معنيون بكل ما يحدث لبلادنا سواء من الداخل أو الخارج, ونحن فقط من سيتحمل نتائج السلب التي ستأتي على خلفية ما تقترفه أيدينا من أعمال بحق الوطن , وكلنا نعلم جيدا أنه لم يسبق لشعب من شعوب العالم أن تعرضت سماؤه لعدوان خارجي يستهدف أرضه بالنيران في الوقت الذي تشهد ساحته مواجهات عنيفة بين أبنائه ..هذه الانقسامات وهذا التضاد بين أبناء الجلدة الواحدة هو المنهك الحقيقي للقوة الدفاعية وكيان جسدها الذي يتطلب تماسكه في ظل هذا الظرف الوطني الاستثنائي..
قد لا تخلو كل الأوطان من العملاء والمندسين, ولكن مدرسة التاريخ هي الأكفل بتلقينهم العديد من الدروس الوطنية والتي ستكون عليهم أشد قسوة جزاء بتعمدهم الخروج عن إطار الصف الواحد وفي لحظة النداء الوطني ..الشرفاء والمخلصون من أبناء هذا الوطن بالتأكيد ليسوا مقترنين بهم, وليس عليهم النظر إلى الخلف عند سير قوافل التضحيات الوطنية إلى الأمام.. ربما حاولت بعض الأطراف العبث بصفحات التاريخ اليمني العريق والبطولي لكن هذا لا يعني مطلقا استسلامنا أمام هذه الحالة من الوهن كون أغصان الأصالة لا تزال تستقي وطنيتها من الجذور الراسخة في أعماق الحضارة اليمنية. لهذا فإن ثمارها ستظل طيبة في كل مكان وزمان , ومن أعلى هذه الأغصان حتما ستسقط كل ثمرة تعرضت جوانبها لوباء “معطب” , ومما لا شك فيه أن بقية المحصول سيكون كافيا للحفاظ على نمط حياة سعيدة وعيش كريم..