أطماع الجمهورية الإيرانية وطائرات العاصفة الحازمة في سماء اليمن

خالد الجيوسي*

مشاهد الدماء والدمار والخراب التي عرضتها قناة “الميادين” في صنعاء عاصمة الشقيق العربي اليمن السعيد وحالة الحزن والذهول التي أصابتنا أنا وغيري من القلة القليلة ذات الضمائر الحية جراء تلك اللقطات المرئية لم تكن كذلك على شاشات الإعلام السعودي سواء كان ذلك المحلي الناطق باسم نظامه أو ذاك الذي يملأ الدنيا مدعوما بالريالات المليونية ويشغل العالم العربي بحسب توصيفه لنفسه ويصول بين بيوتنا ليقول لنا بكل ثقة أنا هنا ‘لتعرف أكثر’!
من الطبيعي جدا أن يتخذ الإعلام السعودي ذلك الموقف المخالف للتوجه الذي اختارته قناة “الواقع كما هو” البرتقالية “الميادين” فتلك المشاهد المؤلمة التي حدثتكم عنها في مطلع المقال باليمن الحزين من فعل طائرات سلاح الجو لبلادهم التي قررت وعلى حين غفلة وبإشارة من قيادتها السياسية أن تطير من قواعدها وتحلق في سماء شقيقتها اليمنية وتعلن غضبها من جماعة أنصار الله الحوثية الشيعية الذين انقلبوا بنظرهم على الشرعية المتمثلة في الرئيس “الهارب” حاليا عبدربه منصور هادي إلى أحضان الرياض وأطبقوا سيطرتهم على الحكم في البلاد.
لم يكن يخطر لي على بال أن جيش المملكة السعودية المسالم الساكن الهادئ الذي لم نسمع صوت هدير طائراته إلا في الاستعراضات العسكرية والاحتفالات الوطنية أن يتحرك بكل تلك السرعة والسهولة وما إن جاءت تلك اللحظة التي هرم البعض من أجلها كانت وللأسف في سماء عربية في أرضها شيوخ ونساء وأطفال لاحول لهم ولا وقوة ذنبهم أنهم صحوا من نومهم فوجدوا جمهوريتهم تغير جلدها وتستقبل بالأحضان جماعة قيادة بلادهم الجديدة.
يقال أن هدير الطائرات السعودية وأفعال صورايخها وقنابلها التي أسميت “بعاصفة الحزم” ضد العزل في غالبها جاءت لتوقف ذلك التمدد الشيعي المتمثل بجماعة الحوثي باليمن أحد أذرع الجمهورية الإسلامية الإيرانية ومنع تمدد الأخيرة بعد فرض هيمنتها وسيطرتها مؤخرا على عدة دول عربية من التمادي أكثر فهي بالنهاية كانت إمبراطورية فارسية ولها أطماع تاريخية يؤكدون ويقال أيضا أن تلك الطائرات متطورة لدرجة أنها تستهدف المليشيات المسلحة بدرجة عالية من الدقة وتتحاشى نهائيا المدنيين بالرغم أن الصور والمشاهد القادمة من هناك تخالف تلك الأقوال ولمن يشكك أقول كما المقولة الدارجة “شفت بعيني ماحدا قلي” !
الأطماع الإيرانية في دولنا العربية الممزقة أصلا خلاف جدلي يطول حديثه ومن يقتنع بصحة تلك الأطماع لا تستطيع أن تثنيه عن رأيه حتى لو تحدثت معه للصباح وأنا بالطبع ممن لا يصدقون تلك الأطماع وهذه الرواية ماهي إلا حجة مفتعلة وكذبة مكشوفة لمحاربة الدور الإيراني المتعاظم في قيادة محور “المقاومة والممانعة” ودعمها اللامحدود لحركات المقاومة الإسلامية في كل من لبنان وفلسطين وأكثرنا للأسف يعلم ويكابر منكرا ذلك.
وحتى إن سلمنا بصحة رواية الأطماع الإيرانية تلك للمكابرين في بعض دول الخليج تحديدا ألا يجب على تلك الطائرات الحربية “الحازمة” التي المفترض أنها تحارب الشيطان الإيراني في السماء اليمنية بالأساس أن تستكمل طريقها باتجاه تل أبيب مثلا وتضرب عصفورين بحجر وهكذا تتخلص من أطماع العصفور الأول وتضع حدا له وتحرر مقدساتنا وتعيد أراضينا نحن الفلسطينين من احتلال العصفور الثاني.
وصدقا عن نفسي على الأقل إن حدث هذا سأكون أول المطبلين والمزمرين مع المهلليين على شاشات الإعلام السعودي بهذا العمل البطولي الفريد من نوعه وسأشعر كما شعروا تحديدا بنشوة الانتصار وعظمة التحالف العربي البطولي الذي تقوده السعودية وسأكون سعيدا به لا نائحا عليه فبأمثالي النائحين لا تتحرر فلسطين كما وصفني كبير محرري صحيفة سعودية شهيرة وبالخائنين أيضا ولو كانت تلك التي لم تكن حزما بل كانت هلاكا ونارا على إخواننا في اليمن ضد إسرائيل لكنا كما قال “سيد المقاومة” السيد حسن نصر الله في خطابه الأخير أول الجنود فيها !
يا أبي : “أنا لا أكتب مقالا حتى يحبني الآخرون” !
يحرص أبي البعيد عن تخصص الإعلام على قراءة مقالاتي دوما ويطلب مني دائما أن أكتب في موضوعات نقدية تسر القراء وتسعدهم خاصة في هذه الزاوية التلفزيونية لأرفه عنهم حيث أنه لا يحبذ خوفا علي بشد الياء أن أسترسل في مقالات تحمل مواضيع جدلية وتقلب الرأي العام ضدي حتى لو كان ذلك الرأي العام خاطئا وكنت على الصواب وإن كنت وحيدا فأنا صاحب قلم ومهمتي أن أبحث في خفايا الأمور وباطنها وبالطبع قد أصيب وقد أخيب بحكم أنني لست آلهة بشر مثلي مثلكم أعزائي القراء.
أمس الأول كنت أتابع وثائقيا على قناة “الميادين” من كتابة وإخراج أ

قد يعجبك ايضا