القوة العربية المشتركة.. وخطأ اتحاد العلماء المسلمين

* الادعاء بأن العدوان العسكري الذي قامت به السعودية جاء استجابة لدعم شرعية عبد ربه هادي وحماية للشعب اليمني كما ورد في بيانات رسمية لمسؤوليها مجرد تضليل بائس للرأي العام العربي الذي طحنته حماقات أغلب القيادات العربية وفوتت عليه فرص البناء والوحدة والتقدم وهدرت دماء أبنائه في حروب عبثية وبددت ثرواته وأمواله فيما لا طائل منه وما ذهب إليه المفكرون الخليجيون  -إن كان للتفكير وجود- وكبار  كتابهم سواء قبل هذا الهجوم الهمجي غير المسؤول. تمهيدا له وتوطئة أو بعد وقوعه تفسيرا وتبريرا باعتبار إيران احتلت اليمن وبسطت نفوذها مما يهدد الأمن الخليجي والعربي ككل لا يمكنني وصف هذا التصوير الوهمي سوى بحالة تلف في خلايا العقل وتفكك بلغ حالة التحلل للقيم والأخلاق (كذلكم إن وجدت).
 المبادئ والقيم كليات لا تقبل التجزئة بأي حال من الأحوال ولا تقسم وفق الأهواء والسياسات والمصالح والحق “واحد” ليس بعده إلا الضلال المبين هذه القواعد أزلية خالدة في الفكر البشري ليس لسادة دول الخليج وقوم تبع من العرب أن يبدلوا فيها أو يغيروا مفاهيمها ودلالاتها بقراراتهم  وبحسب تصوراتهم وعليه لا أرى ضرورة لاستعراض أمثلة تدحض هذا الدجل والهراء الذي لا يقوم على ذرة من الواقعية ففلسطين دولة عربية كاملة الشرعية يرزح شعبها تحت احتلال ظالم إجرامي لا نظير له يستصرخ شعبها هؤلاء القادة منذ عقود لا نسجل انعدام الاستجابة فحسب بل ما هو موثق ومعلوم لدى الجميع أن هؤلاء القادة أنفسهم يدينون أي عمل عسكري فلسطيني دفاعا عن النفس بل ويعملون المستحيل لمنع وصول السلاح للفلسطينيين ونذكر هنا ما قاله السيد تركي الفيصل (سفير السعودية في واشنطن السابق ورئيس جهاز مخابراتها) أواخر 2006/06 أمام المنتدى العربي الأمريكي بواشنطن : إن أبرز التحديات التي تواجه سياسة السعودية هي إقناع الشعب الفلسطيني بالتخلي عن النضال المسلح (لاحظوا هنا يوصف نضالا وليس جهادا شرعيا كما في سورية وليبيا اليوم) ويسلك نهج المهاتما غاندي أو مارتن لوثر كينغ. لو سلمنا بأن الحوثيين كما يصفونهم والخطر الإيراني بمثل خطر العدو الإسرائيلي فلماذا لا تسعى القيادة السعودية لإقناع أتباع عبد ربه هادي بالاقتداء بالمهاتما غاندي¿ بل قامت بالعكس تماما لطرحها وبادرت هي بهجوم عسكري همجي. ومن بين الأمثلة التي تدحض حجج هذا العدوان غير القانوني والضارب عرض الحائط بقوانين جامعة الدول العربية بما فيها المادة التي تعني الدفاع المشترك التي وضعت أساسا للدفاع عن فلسطين وحددت الدفاع عن دولة عربية ضد عدوان خارجي الأمر المنعدم في الحالة اليمنية أقول وقع العكس بشكل فج وسافر فمن منا يمكنه أن ينسى جواب أحمد أبوالغيط وزير الخارجية المصري سابقا عام 2009 اثر هجوم العدو الإسرائيلي على قطاع غزة والذي مارس فيه بكل حرية كل أنواع الجرائم ضد الإنسانية على الشعب الفلسطيني كما وثقه حينها تقرير غولدستن وجواب أحمد أبوالغيط عند مطالباتنا بضرورة تدخل مصر لحماية الشعب الفلسطيني من عدو أجنبي كان: الجيش المصري لا يحارب خارج حدوده ولن يدافع سوى عن الشعب المصري. وذات الرد تعتمده الدبلوماسية المصرية عند كل عدوان إسرائيلي على الشعب الفلسطيني إلى غاية عدوان 2014 الذي راح ضحيته آلاف الشهداء ودمرت فيه عشرات الآلاف من المباني المصيبة لم يتحرك الجيش المصري ولا تلكم التي تحركت ضد اليمن بل أطبقوا الحصار تماما على مليوني فلسطيني ليعيش محرقة القرن الواحد والعشرين راجعوا الأرشيف إذا شككتم في رواية الكاتب ولم تجرؤ أي دولة حتى على قطع العلاقات مع العدو وبقيت أعلامه ترفرف في سماء عواصمها فكيف في طرفة عين انقلب الموقف المصري وأصبح ضرورة تدخل الجيش المصري في اليمن بحجة الدفاع عن الشعب اليمني¿ أي هبل وتخبط هذا¿.
أما بخصوص خطر التمدد الإيراني هذا العذر الأقبح من الجناية ذاتها لا نقول بأنه وهم يعكس إفلاس صاحبه وغباء مفرط لدى من يقبل به ويعتمده فحسب بل نذهب أبعد من ذلك لتوضيح المشهد وواقعه بطرح تساؤل مشروع: لماذا يحق للولايات المتحدة التي تختلف عنا عقيدة ودينا وعرقا ولسانا وتاريخا وجغرافيا التمدد في كل دول الخليج العربي وأتباعها في هذا العدوان على اليمن ويحرم على إيران إن صح وجوده¿ باختصار شديد هنا مربط الفرس ما يسعى لتغييبه هؤلاء القادة وحجبه عن الوعي المجتمعي هو التمدد الأمريكي في بلداننا العربية والذي لا يقتصر على الجانب العسكري المتمثل في أكثر من اثنتي عشرة قاعدة عسكرية ضخمة منها ما يتواجد بها عدد جنود أمريكيين يعدل تقريبا عدد أفراد جيش الدولة الخليجية المضيفة بل يعني التمدد الأمريكي كذلك مفاصل الاقتصاد والشركات الكبرى دون أن نغفل القوة الناعمة عبر أكثر من 500 فضائية بلسان عربي تعود ملكيتها لذات الدول الخليجية بشكل مباشر أو عبر رجال أعمالها ومادتها الإعلامية أمريكية وغربية بامتياز تن

قد يعجبك ايضا